أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التزامه العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إحراز تقدم في جهود السلام مع الفلسطينيين، والعالم العربي في شكل عام. وأعلن نتانياهو هذا التعهد في كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك)، وهي أكبر جماعة ضغط أميركية موالية لإسرائيل، في وقت تسعى فيه إدارة ترامب للاتفاق مع حكومة نتانياهو اليمينية على الحد من البناء الاستيطاني على أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل، وذلك في إطار مسعى أميركي لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. لكن نتانياهو، الذي تحدث أمام «ايباك» عبر اتصال بالأقمار الاصطناعية من القدس، تجنب أي ذكر للمحادثات الحساسة، ولم يصل إلى حد تأكيد الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر منذ عقود. وقال نتانياهو ان «إسرائيل ملتزمة العمل مع الرئيس ترامب لإحراز تقدم في السلام مع الفلسطينيين ومع جميع جيراننا العرب». لكنه كرر طلبه بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية، وهو ما يرفضونه. وأشاد نتانياهو بترامب الذي أرسى حالة أكثر إيجابية في التعامل مع إسرائيل من سلفه الديموقراطي باراك أوباما الذي كثيراً ما تصادم مع الزعيم الإسرائيلي. وشكر نتانياهو الرئيس الجمهوري على طلب في الموازنة الأميركية في الفترة الأخيرة «يبقي على المساعدات العسكرية لإسرائيل كاملة». وأبدى ثقته كذلك في الشراكة الأميركية الإسرائيلية من اجل منع طهران من تطوير سلاح نووي في أعقاب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية وعلى «مواجهة عدوان إيران على المنطقة». وفي ما يتعلق بمسألة المستوطنات اختتمت جولة من المحادثات الأميركية الإسرائيلية الخميس الماضي من دون التوصل إلى اتفاق. وقال أشخاص مقربون من المحادثات إن الخلافات ما زالت قائمة في شأن المدى الذي يتعين أن تمتد إليه قيود البناء. ويواجه ائتلاف نتانياهو الحاكم انقسامات أثارت تكهنات بأن يسعى إلى إجراء انتخابات مبكرة. وكان العديد من الإسرائيليين قد توقعوا أن يعطي ترامب الضوء الأخضر لتوسعة المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة بعد تصريحات موالية لإسرائيل أدلى بها أثناء حملته الانتخابية. لكن ترامب، على غير المتوقع، حض نتانياهو الشهر الماضي على «الحد من البناء في المستوطنات بعض الشيء». وهناك شكوك في الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط في شأن فرص استئناف الجهود الديبلوماسية الإسرائيلية الفلسطينية. وتوقفت محادثات السلام منذ عام 2014. وتعتبر غالبية الدول المستوطنات الإسرائيلية التي بنيت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية. وأظهر ترامب موقفاً متناقضاً في شأن حل الدولتين الذي ظل حجر الزاوية في السياسة الأميركية على مدى نحو 20 عاماً، لكنه في الفترة الأخيرة دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة واشنطن. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد أول من أمس في بروكسيل اجتماعات مع زعماء الاتحاد الأوروبي حول التفاوض في شأن اتفاقات سلام محتملة مع إسرائيل، اختتمها بعقد مؤتمر صحافي مع مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني قال فيه إنه مستعد لاتفاقية سلام ويريد العمل مع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة من أجل حل الدولتين. والتقى عباس رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني.