أحيا نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الحديث مجدداً في شأن احتمال نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، قائلاً إن الرئيس دونالد ترامب يدرس الأمر بجدية. يأتي ذلك، فيما بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بروكسيل مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في تطورات القضية الفلسطينية. وتحدث فريق ترامب مراراً إبان حملة انتخابات الرئاسة في 2016 عن نقل السفارة إلى القدس. لكن بحث المسألة المثيرة للخلافات يبدو أنه تأجل منذ أن تولى ترامب السلطة. وقال بنس في كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، وهي جماعة ضغط أميركية قوية موالية لإسرائيل، الأحد «بعد عقود من الحديث عنه فقط، يدرس رئيس الولاياتالمتحدة بجدية مسألة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس». وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية وغير القابلة للتقسيم وتريد أن تنقل جميع الدول سفاراتها إليها، برغم أن سياسيين إسرائيليين يدركون أيضاً أن نقل السفارة الأميركية هناك قد يثير اضطرابات. ويعارض كثير من حلفاء الولاياتالمتحدة ذلك بقوة نظراً لأن الفلسطينيين يعتبرون المدينة عاصمتهم. ومن المفترض تحديد الوضع النهائي للقدس من خلال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إلى ذلك، جدد الرئيس الفلسطيني التزامه السلام العادل والشامل والدائم مع الإسرائيليين، وفق المرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإنهاء احتلال أرض دولة فلسطينالمحتلة منذ عام 1967، بعاصمتها القدسالشرقية. وجاءت تصريحات عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني في بروكسل أمس، معتبراً إن مواصلة السياسات القمعية والاحتلالية لن تجلب الأمن والسلام، معرباً عن أمله بأن لا تضيّع الحكومة والشعب الإسرائيلي الفرصة المواتية من أجل السلام. وأشار الرئيس إلى أنه بحث مع موغيريني المستجدات في المساعي والتحركات الدولية لإيجاد أفضل السبل لحل عادل وشامل ودائم، في ظل رغبة الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس ترامب التحرك من أجل صنع السلام. وقال: «نواصل المشاورات من أجل إنجاح الجهود الأميركية والدولية، وقد أكدت للرئيس ترامب أننا جاهزون لعقد صفقة سلام». وشكر الرئيس الفلسطيني موغيريني على جهودها المتواصلة من أجل دعم قضايا السلام في المنطقة والعالم، وثمن مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه تحقيق السلام، ودعم الشعب الفلسطيني ليتمكن من بناء مؤسسات دولته والنهوض باقتصاده، ومساندته وصولاً لتحقيق حريته واستقلاله. جددت موغيريني تأكيدها التزام إقامة دولة فلسطين على حدود العام 1967، تكون القدسالشرقية عاصمة لها ضمن الحل السياسي. وأعربت عن دعم الاتحاد لهذه الفكرة، مع التأكيد على اعتبار المستوطنات المقامة على أرض فلسطينية، غير شرعية وغير قانونية. وأضافت أنها ناقشت مع الرئيس مواضيع أخرى في ما يتعلق بالوضع السياسي والإجراءات التي تجرى الآن، والجهود المبذولة لتحقيق السلام، وأعربت عن امتنانها لهذا اللقاء والجهود لتحقيق السلام. وعبرت موغيريني عن المواقف القديمة الجديدة في هذه المسألة والمواقف المشتركة بين الجانبين في شأن الحل السياسي. كما أعربت عن شكرها للقيادة الفلسطينية على التزامها منع العنف والتحريض، وعملها من أجل تأكيد التزام الشعب الفلسطيني عملية السلام تحت قيادة الرئيس محمود عباس. وأكدت التزام الاتحاد الأوروبي بدعمه للسلطة الوطنية الفلسطينية، وللرئيس وجهوده في التوصل للسلام.