يستشرف الفلسطينيون وإسرائيل استهلال محادثات سلام غير مباشرة بوساطة الولاياتالمتحدة، بيد أن مراقبين يرون أن هناك احتمالا ضئيلا بأن تحرز أحدث دفعة دبلوماسية، أكثر مما أحرزته الجهود السابقة لإنهاء الصراع. فلماذا يهتم الفلسطينيون والإسرائيليون والأمريكيون؟ الدوافع الأمريكية تحاول الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عام إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات. ووصفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التوصل لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأنه مصلحة حيوية للأمن القومي. وقد أثار موقفها الصارم تجاه إسرائيل تكهنات بأنه ربما تكون لديها رغبة في الضغط بقوة من أجل حل. ويعتقد محللون أن السياسة تحركها جزئيا مصالح الولاياتالمتحدة في أماكن أخرى في المنطقة. وقال الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس الذي يشرف على الحربين في العراق وأفغانستان في مارس (آذار)، إن التوترات بين الفلسطينيين وإسرائيل لها أثر هائل، إذ تعمل القوات الأمريكية في العالم الإسلامي. الدوافع الفلسطينية لا يعتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لإحلال السلام بشروط مقبولة للفلسطينيين. لكنه يعتبر المحادثات فرصة لاختبار عزيمة الولاياتالمتحدة. واكتسب عباس ثقة من انتقادات أمريكية في الآونة الأخيرة للسياسات الإسرائيلية يأمل أن تكون إيذانا بتغير حقيقي في النهج الأمريكي. وعلى الرغم من أن عباس طالب بوقف كامل لبناء المستوطنات الإسرائيلية على أراض محتلة قبل إجراء أية محادثات، فإنه تحدث عن ضمانات أمريكية بأن إسرائيل لن تقوم بأي تصرفات استفزازية لإخراج المفاوضات عن مسارها. ويواجه عباس انتقادات في الداخل لدعمه العودة إلى المحادثات. لكن هناك حدا لمدى قدرته على الإصرار على مقاومة العودة إلى المحادثات. وتعتمد إدارته التي تتخذ من رام الله مقرا لها على المساعدات من حكومات غربية تدعم عملية السلام. الدوافع الإسرائيلية يشكك مسؤولون إسرائيليون فيما إذا كان لهم شريك فلسطيني للسلام، مشيرين إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة كعلامة على ضعف السلطة الفلسطينية بقيادة عباس. وتجنبت حماس عملية السلام. لكن نتنياهو حريص على تلبية مطالب الولاياتالمتحدة الحليف الرئيس لإسرائيل لاستئناف المفاوضات. وقد أبدى منذ فترة طويلة استعداده لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وهو حريص على إصلاح الخلافات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة بشأن بناء المستوطنات حتى يضمن سير الجهود المشتركة لاحتواء المشروع النووي الإيراني بسلاسة. وفي ظل بدء المحادثات في إطار غير مباشر، لا يعتقد نتنياهو أنه سيواجه قريبا أي قرارات صعبة بشأن اتفاق الأرض مقابل السلام قد تعرض ائتلافه الموالي للمستوطنين للخطر. وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إنه لا يمكن حل هذه المسائل إلا من خلال المفاوضات المباشرة.