سجّل مانشستر سيتي الإنكليزي 3 أهداف في 10 دقائق وقلب تأخره أمام موناكو الفرنسي إلى فوز مشوق 5-3 أمس (الثلثاء) في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما عاد أتلتيكو مدريد الإسباني بفوز ثمين من عقر دار باير ليفركوزن الألماني 4-2. في المباراة الأولى، سجّل لسيتي رحيم سترلينغ والأرجنتيني سيرخيو أغويرو وجون ستونز والألماني ليروي سانيه، وسجّل لموناكو الكولومبي راداميل فالكاو وكيليان مبابي، وأهدر فالكاو ركلة جزاء في الدقيقة 50. وجاء الشوط الأوّل في غاية التشويق والسرعة، خصوصا من الناحية الهجومية للطرفين، فتقدم سيتي عبر سترلينغ، قبل أن يرد الضيوف بهدفين لفالكاو واليافع مبابي. وأهدر موناكو ركلة جزاء في الثاني عن طريق فالكاو ثم عزز تقدمه 3-2، بيد أنه تلقى ثلاثة أهداف في غضون 10 دقائق قد تلعب دورا سلبيا في إكمال مشواره في المسابقة. وهذه أوّل مرة يتلقى موناكو خمسة أهداف في المسابقة الأوروبية، فيما سجّل سيتي 5 أهداف للمرة الثانية في دوري الأبطال بعد فوزه على سسكا موسكو الروسي 5-2 في تشرين الثاني (نومفبر) 2013. وعلى ملعب "الاتحاد" وأمام 53351 متفرجا بينهم 1100 من جماهير موناكو متصدر الدوري الفرنسي، افتقد سيتي، نجمه البرازيلي الواعد غابريال جيزوس الذي تعرض لإصابة في مشط القدم، ويرجح غيابه حتى نهاية الموسم. ودفع غوارديولا بالحارس الأرجنتيني المخضرم ويلي كاباييرو، بدلا من التشيلي كلاوديو برافو، ووضع لاعب الوسط البرازيلي فرناندينيو في مركز الظهير الأيسر، قبل أن يستبدله في الشوط الثاني. وبعد بداية سريعة من الطرفين واستحواذ أفضل لسيتي، قام الألماني سانيه بمجهود فردي رائع، فغربل لاعبي موناكو بمساعدة من قائده الإسباني دافيد سيلفا، قبل أن يمرر عرضية مقشرة إلى سترلينغ الذي تابعها من مسافة قريبة على حافة التسلل في شباك الحارس الكرواتي دانيال سوباسيتش. ولم يتأخر موناكو بالمعادلة، فمن هدية للحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو وتشتيتة ضعيفة، لعب البرازيلي فابينيو عرضية تابعها الماكر فالكاو برأسه داخل الشباك. واخترق أغويرو منطقة موناكو فبدا أن سوباسيتش عرقله، لكن الحكم الإسباني أنتونيو ماتيو لاهوز منح الأرجنتيني إنذارا بداعي التمثيل، أثار سخط لاعبي سيتي ومدربهم غوارديولا. وتعاظمت مشكلات سيتي، عندما انسل المهاجم الشاب كيليان مبابي بين المدافعين وأطلق تسديدة يمينية قوية في سقف مرمى كاباييرو، لينتهي الشوط الأول بتقدم موناكو 2-1. وأصبح مبابي ثاني أصغر فرنسي يسجل في دوري الأبطال بعد كريم بنزيمة. وفي مطلع الشوط الثاني، تعرض سيتي لصدمة جديدة، عندما احتسب الحكم ركلة جزاء بعد خطأ من قلب الدفاع الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي على فالكاو، تردد القائد الكولومبي كثيرا قبل تسديدها ثم التقطها كاباييرو ببراعة، حارما فريق الإمارة من تسجيل الهدف الثالث. ومن مرتدة سريعة لسيتي، انطلق سترلينغ ومرر لاغويرو السريع، فسدد من داخل المنطقة كرة سهلة لسوباسيتش، أفلتها الأخير بغرابة من يديه فتهادت في الشباك هدفا ثانيا منح سيتي التعادل موقتا. وعوّض فالكاو ركلته الضائعة، واستغل تمريرة طويلة ليخترق المنطقة، ويسدّد بدم بارد كرة ساقطة من فوق كاباييرو مستعيدا تقدم فريقه. وعلى غرار فالكاو، حقق أغويرو الثنائية، عندما تابع ركنية البلجيكي كيفن دي بروين من داخل المنطقة بيمينه قوية إلى يسار الحارس. وتقدّم سيتي للمرة الثانية في المباراة والأولى منذ الشوط الأول، عندما عكس لاعب الوسط العاجي يحيى توريه ركنية تابعها قلب الدفاع جون ستونز على باب المرمى داخل الشباك. وقضى سانيه على آمال موناكو عندما سجّل الخامس بعد عرضية من أغويرو. وخطا أتلتيكو مدريد الإسباني خطوة عملاقة نحو بلوغ الدور ربع النهائي بعودته فائزا من معقل باير ليفركوزن الألماني 4-2 في مباراة مثيرة. وهذه الخسارة الأولى لباير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وبعد أن سجّل ثلاثة أهداف في نهاية الأسبوع في مرمى سبورتينغ خيخون (4-1) في أقل من خمس دقائق، قرر مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني إشراك الفرنسي كيفن غاميرو أساسيا على حساب فرناندو توريس، ليلعب إلى جانب مواطنه وزميله في المنتخب الفرنسي أنطوان غريزمان. وكان خيار سيميوني في محله لأن غاميرو كان أفضل لاعب في المباراة بفضل تحركاته والجهود التي بذلها فصنع هدفا وسجّل آخر. في المقابل، غاب عن فريق العاصمة الإسبانية مدافعه دييغو غودين وخوان فران. بدأ أصحاب الأرض المباراة بضغط كبير على الضيوف، وتحديدا من خلال تحركات كريم بلعربي الذي شكل خطورة دائمة على دفاع الخصم. لكن أتلتيكو الذي يملك خبرة كبيرة في المسابقة القارية تقدّم بهدف رائع للاعب وسطه ساوول نيغيز الذي راوغ مدافعا، وأطلق كرة بيسراه في الزاوية البعيدة لمرمى باير ليفركوزن. ثم استغل أتلتيكو هجمة مرتدة سريعة وخطأ دفاعيا فادحا ليتلاعب غاميرو بمدافعين ويمرر كرة متقنة باتجاه غريزمان الذي أودعها الشباك. وبات غريزمان أفضل هداف في تاريخ أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا برصيد 13 هدفا ليتخطى لويس أراغونيس الذي سجّل 12 هدفا لأتلتيكو بين العامي 1964 و1974. وكاد اللاعبان يكرران السيناريو ذاته لأن غاميرو مرر كرة متقنة باتجاه غريزمان، لكنّ كرة الأخير ارتطمت بقدم الحارس وخرجت فوق العارضة. وفي مطلع الشوط الثاني قلص بلعربي الفارق عندما استغل كرة عرضية من الجهة اليمنى ليتابعها بعيدا عن متناول الحارس الإسباني ميغيل مويا. لكن أتلتيكو أعاد الفارق إلى سابقه، عندما احتسب له الحكم ركلة جزاء إثر مخاشنة مدافع ليفركوزن ألكسندر دراغوفيتش لغاميرو داخل المنطقة، فانبرى لها الأخير بنجاح مانحا التقدم 3-1 لفريقه. لكن الفريق الألماني لم يلق السلاح، ونجح في تقليص النتيجة مجددا بالنيران الصديقة عندما سجل ستيفان سافيتش خطأ في مرمى بعد كرة مرتدة من الحارس. ووسط الضغط الألماني القوي وبعد أن أنقذ مدافع اتلتيكو مدريد البرازيلي فيليبي لويز مرماه من هدف مؤكد مبعدا كرة المكسيكي خافيير هرنانديز قبل أن تجتاز خط، نجح أتلتيكو مدريد في توسيع الفارق مجددا عندما سجّل البديل توريس هدفا برأسه في الدقيقة 84 ليحسم النتيجة نهائيا في مصلحة فريقه.