أكد أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف أن ما يصنعه الإعلام، على المستويين الإقليمي والدولي، لا تخفى علينا رحى أحداثه، التي قد ينبع منها الخطر الأكبر عند من لا يقدر للكلمة أمانتها، في تقديم خطابات إعلامية ترتكز على المغالطات والتجنيات ونشر الأكاذيب وإثارة الفوضى، وشق المجتمعات بأحداث مفتعلة قد لا تكون صحيحة، فيقع المتلقي ضحية لهذا النوع من الإعلام المبتذل. جاء ذلك خلال رعايته يوم أمس الإثنين، لملتقى المنطقة الشرقية الأول للمتحدثين الرسميين «ناطق.. مسؤولية وطن» الذي نظمته إمارة المنطقة الشرقية بقاعة المؤتمرات بمقر الإمارة. وأشار أمير الشرقية إلى أن تحت العنوان المحوري للملتقى (ناطق .. مسؤولية وطن) يتحدد معنى هذه المسؤولية وسط منظومة الإعلام المبني على المعايير المهنية والأخلاقية، لأن تحديات اليوم جسيمة وعظيمة تتطلب حضوراً مهنياً يستوعب كل الاهتمامات. موضحاً أن محاور هذا الملتقى جاءت لتوثيق مبدأ التعاون المشترك بين المتحدث الرسمي والجمهور ووسائل الإعلام، والربط بين المتحدثين الرسميين؛ لتبادل المعرفة والخبرات والتجارب، وتمكين المتحدث الرسمي من التعامل المهني مع الجمهور ووسائل الإعلام ، ووضع الأسس المهنية للتعامل مع الأزمات والتصرفات غير المسؤولة، وكذلك رفع كفاءة المتحدث الرسمي للتعامل مع المستجدات المعرفية والتقنية، ونقل الواقع بطريقة مهنية، مع استشعار المسؤولية تجاه الوطن. مؤكداً أن المتحدث الرسمي يجب ألّا يقتصر دوره على تزويد المجتمع بالأخبار فحسب، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ في الاعتبار التحديات الجديدة، وتعمل على تصحيح المسار، من خلال الحدّ من التضليل الإعلامي، والدفاع عن المصالح الوطنية، إذ من حق المواطن أن يتلقى الأخبار والمعلومات من أي مصدر كان وبأية وسيلة كانت، ولكن شريطة الصدقية والمهنية، كما أن للجهات الحق أيضاً في أن تدافع عن نفسها ضدّ ما ينشر عنها من أخبار ومعلومات مغلوطة أو مضللة للرأي العام. وأضاف: «الإعلام هو الشريك الأساس في التنمية والحضارة، وتتعاظم مسؤوليته عندما يكون في دولة بلغت الريادة كبلادكم، التي تنتظر منكم جميعاً الوقوف معها بأفكاركم وأقلامكم الرصينة، لمواجهة الأفكار الهدامة والكشف عن حملة المخططات الخفية في كل مكان، ومواجهة دعاة الفتنة والشقاق بمحتوى إعلامي واع ورصين ومتزن». مبيناً أن هناك حداً فاصلاً بين الحرية والمسؤولية، يرتكز على تأطير حدود هذه الحريات من دون المساس بحقوق الآخرين أو سمعتهم أو إثارة الذعر والخوف بين المجتمعات، مع إدراكنا التام أن حرية التعبير في الرأي حق مشروع للجميع، لكنها ليست مطلقة، بل تصحبها واجبات وتترتب عليها مسؤوليات. متطلعاً إلى أن تكون جملة التوصيات لهذا الملتقى سبيلاً لرفع كفاءة عمل المتحدثين الرسميين، وبناء منهجيات وأسس مهنية للتعامل مع الأزمات وإدارتها في شكل صحيح، ومخاطبة الرأي العام بطريقة تكتمل فيها الأدوار وتتكامل. وفي ختام كلمته، أكد أمير الشرقية بوجوب ألّا يطغى الخبر السريع والمعلومة الجديدة والمثيرة بأن تكون هي نبراس الإعلاميين، لبث بعض الأخبار فقط للأسبقية، مبدياً ثقته بالإعلاميين وبأن كلاً منهم يحمل مسؤولية وطن، قائلاً: «أنتم ضيوف في كل مكان في بيوتنا وفي مكاتبنا، بأقلامكم وأصواتكم، فنراكم ونعرفكم من دون أن نتعرف عليكم «ولذا لا بد أن يكون هناك ميثاق شرف، وميثاق هذا الشرف لا يضعه إلا أنتم. من جهته، قال مدير إدارة الإعلام بإمارة المنطقة الشرقية المدير التنفيذي للملتقى أحمد العباسي: «منذ أن وجه أمير المنطقة الشرقية ببدء العمل على إقامة هذا الملتقى تسارعت الخطى تطلعاً إلى فعالياته وجلساته، إذ كان الأمير حريصاً على الالتزام بالمهنية والبحث عن التجديد، مع المحافظة على الأصالة، وفتح الآفاق وبناء العلاقات بين المتحدثين الرسميين والجمهور المستهدف، ليكون هذا الملتقى علامةً فارقةً في هذا المجال»، مشيراً إلى أن أمير الشرقية تابع اختيار المتحدثين وعناوين أوراق العمل، ليحقق هذا الملتقى أهدافه، ويخرج بتوصيات تضيف إلى عمل المتحدثين الرسميين وترتقي بهم. وأضاف العباسي أن ما تشهده بلادنا من تطور ونهضة على الأصعدة والميادين كافة، تتطلب عملاً إعلامياً يتواكب مع هذا النمو والتطور، وما عمل المتحدث الرسمي إلا حجر زاوية وارتكاز في إيضاح هذه التغييرات وما تهدف إليه وما تسعى إليه دولتنا، من تطلع إلى الأفق البعيد. وقال مخاطباً المتحدثين الرسميين والإعلاميين: «أمامكم وأمامي مسؤولية عظيمة تجاه الله، ثم المليك والوطن، فالكلمة أمانة، والرسالة التي نحملها عظيمة، والآمال المعقودة علينا كبيرة، نسأل الله أن يوفقنا أن نؤدي هذه الأمانة على أكمل وجه، وأن ننقل ما يخرج به هذا الملتقى من توصيات إلى واقعٍ ملموس نشهده ونعيشه». وتابع: «نؤمن في (ناطق) أنكم شركاؤنا في إيصال هذه الرسالة إلى منظماتكم التي تعملون بها، أياً كانت مناصبكم ومواقعكم ومناطقكم، فمسؤوليتنا تجاه وطننا لا ولن تتغير». هذا وقد شهدت حفلة افتتاح الملتقى عرض فيلم «كفاية إشاعات»، الذي يرصد سرعة نقل الأحداث من دون الرجوع إلى المصدر الرئيس للخبر، ثم استمع الحضور لكلمات مقتطفة من أحد لقاءات المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وما حملته الكلمات والتوجيهات من نظرة ثاقبة وتوجيهات سديدة للإعلام. وفي ختام الملتقى كرم أمير الشرقية المتحدثين الرسميين في الملتقى، وهم: اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، والأستاذة كوثر الأربش عضو مجلس الشورى والكاتبة الصحافية، والدكتور عبدالله المغلوث المتخصص في شبكات التواصل الاجتماعي، والأستاذ هاني الغفيلي متحدث وزارة الثقافة والإعلام، والأستاذ تيسير المفرج متحدث هيئة الإحصاء. كما كرم سموه الجهات الداعمة والمشاركة في فعاليات الملتقى، فيما قدم المدير العام للإعلام بالإمارة المدير التنفيذي لملتقى «ناطق» الأستاذ أحمد بن عبدالكريم العباسي درع تذكارية لأمير الشرقية راعي الحفلة، باسم المتحدثين الرسميين المشاركين في جلسات الملتقى، بعد ذلك التقطت للأمير صورة جماعية مع المتحدثين.