رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم ، ملتقى المنطقة الشرقية الأول للمتحدثين الرسميين ناطق ، الذي تنظمه إمارة المنطقة بقاعة المؤتمرات في مقر الإمارة بالدمام ، بحضور وكيل إمارة الشرقية الدكتور خالد البتال، والمتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، وعدد من الشخصيات والمسؤولين. وشاهد الجميع مع بدئ الاحتفال المعد بهذه المناسبة فيلماً وثائقياً بعنوان "كفاية إشاعات"، يتحدث عن سلبيات الإشاعات من ناحية نقلها وترويجها وكيفية التعامل معها . بعدها ألقى مدير الإعلام المتحدث الرسمي لإمارة المنطقة الشرقية أحمد العباسي كلمة أوضح فيها أنه بعد صدور توجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية بإقامة هذا الملتقى تسارعت الخطى تطلعا لفعالياته وجلساته حيث أكد سموه ضرورة الالتزام بالمهنية والبحث عن التجديد مع المحافظة على الأصالة وفتح الآفاق وبناء العلاقات بين المتحدثين الرسميين والجمهور المستهدف ليكون هذا الملتقى علامة فارقة في هذا المجال . ونوه العباسي ، بما يشهده الوطن من تطور ونهضة تتطلب عملاً إعلامياً يتواكب مع هذا النمو والتطور، وما عمل المتحدث الرسمي إلا حجر زاوية وارتكاز في إيضاح هذه المتغيرات وهو ما تهدف إليه وما تسعى إليه حكومتنا الرشيدة أيدها الله من تطلع إلى الأفق البعيد . أثر ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز كلمة قال فيها (ناطق..مسؤولية وطن) تحت هذا العنوان المحوري يتحدد معنى هذه المسؤولية وسط منظومة الإعلام المبني على المعايير المهنية والأخلاقية لأن تحديات اليوم جسيمة وعظيمة تتطلب حضوراً مهنياً يستوعب كل الاهتمامات . وبين سموه أنه هذا المنطلق جاءت محاور هذا الملتقى لتوثيق مبدأ التعاون المشترك بين المتحدث الرسمي والجمهور ووسائل الإعلام .. والربط بين المتحدثين .. لتبادل المعرفة والخبرات والتجارب وتمكين المتحدث الرسمي من التعامل المهني مع الجمهور و وسائل الإعلام ، و وضع الأسس المهنية للتعامل مع الأزمات والتصرفات غير المسؤولة ، وكذلك رفع كفاءة المتحدث الرسمي للتعامل مع المستجدات المعرفية والتقنية ، ونقل الواقع بطريقة مهنية ، مع استشعار المسؤولية تجاه الوطن والمواطن، مشيرا إلى رحى الأحداث التي يصنعها الإعلام على المستويين الإقليمي والدولي ، التي قد نبع منها الخطر الأكبر عند من لا يقدر للكلمة أمانتها ، في تقديم خطابات إعلامية ترتكز على المغالطات والتجنيات ، ونشر الأكاذيب وإثارة الفوضى ، وشق المجتمعات بأحداث مفتعلة قد لا تكون صحيحة ، فيقع المتلقي ضحية لهذا النوع من الإعلام المبتذل ، وهنا يأتي دور المتحدث الرسمي ؛ الذي لا يجب أن يقتصر دوره على تزويد المجتمع بالأخبار فحسب ، بل العمل ضمن فلسفة جديدة ، تأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة ، وتعمل على تصحيح من خلال الحد من التضليل الإعلامي والدفاع عن المصالح الوطنية ، حيث من حق المواطن أن يتلقى الأخبار والمعلومات من أي مصدر كان وبأي وسيلة كانت ، ولكن شريطة المصداقية والمهنية ، كما أن للجهات الحق أيضا بأن تدافع عن نفسها ضد ما ينشر عنها من أخبار ومعلومات مغلوطة أو مضللة للرأي العام . ونوه الأمير سعود بن نايف بعمل الإعلام الشريط الأساس في التنمية والحضارة، وتتعاظم مسؤوليته عندما يكون في دولة بلغت الريادة كبلادكم - ولله الحمد - التي تنتظر من الجميع الوقوف معها بالفكر والقلم لمواجهة الأفكار الهدامة، وكشف حملة الأجندات الخفية في كل مكان، ومواجهة دعاة الفتنة والشقاق بمحتوى إعلامي واعي ورصين ومتزن، مؤكدا أن هناك حد فاصل بين الحرية والمسؤولية ؛ يرتكز على تأطير حدود هذه الحريات ، دون المساس بحقوق الآخرين أو سمعتهم ، أو إثارة الذعر والخوف بين المجتمعات ، مع إدراكنا التام بأن حرية التعبير في الرأي حق مشروع للجميع ، لكنها ليست مطلقة ، بل يصحبها واجبات تترتب عليها مسؤوليات. وأعرب سموه عن أمله في أن تكون جملة التوصيات لهذا الملتقى سبيلاً لرفع كفاءة عمل المتحدثين الرسميين وبناء منهجيات وأسس مهنية للتعامل مع الأزمات وإدارتها بشكل صحيح ومخاطبة الرأي العام بطريقة تكتمل فيها الأدوار وتتكامل، وقال أحببت أن أشاركم في هذا اليوم ، واثقاً بالله عز وجل، ثم بمهنيتكم ووطنيتكم وإخلاصكم وحبكم لهذه الأرض، على ألا تدعوا الخبر السريع ، المعلومة الجديدة والمثيرة أن تكون هي نبراسكم لبث بعض الأخبار فقط للأسبقية ، وأنا كلي ثقة ، أن كل منكم يحمل كتفيه مسؤولية وطن ، أنتم ضيوف في كل مكان ، في بيوتنا ومكاتبنا ، في كل مكان تدخلون بأقلامكم وأصواتكم ، ونراكم ونعرفكم دون أن نتعرف عليكم ، لذا لا بد أن يكون هناك ميثاق شرف ، وميثاق هذا الشرف لا يضعه إلا أنتم . بعدها كرم سمو أمير المنطقة الشرقية الرعاة والجهات المشاركة في الملتقى ؛ ثم تسلم سموه درعا تذكاريا بهذه المناسبة .