ليسمح لي الأخوة الأحباء في تركيا أن استعير مقولتهم الجميلة التي يقولونها ويريدون بها أن تشمل الوطن التركي كله بعملها «صفر مشكلات» لأجعلها أمنية وسؤالاً بريئاً نلقيه، لعل وعسى أن يجاب عنه بعمل صالح ندعو للمسؤولين من أجله بالحياة الطيبة: متى سوف يكون عندنا «صفر مشكلات»؟ ولنبدأ من هنا، من الدمام الحبيبة التي تئن منذ زمن لا ينتهي، متى تنتهي مشكلة الطرق المسدودة؟ ومتى تتسع الضيقة؟ ومتى يتم إصلاحها الموقت دائماً؟! وفي زمن خلا من المعجزات، وفي الطريق بين الدمام وشاطئ «نصف القمر»، يبدو أن بحيرة «المسك» بعدما طُردت من مدينة جدة المحروسة نشرت خيمتها العفنة على رحاب المنطقة، ويا أهل جدة خبرونا عن ليل المعاناة، هل هي من صميم الدار أم أجنبية؟! فقد وجدت هذه البحيرة لها مكاناً رحباً في ذلك المكان فرحبت بها العمالة الموجودة في المنطقة، فألقت فيها سناراتهم وشباكهم لتتقافز إليها الأسماك المسمومة خوفاً على صحتها من مياه البحيرة التي ُصنعت ولا نعرف كيف صُنعت؟! ولا يهم أن تناولها بعض الفقراء الذين يبدو أنهم يزحمون المكان ولا يجدون لهم سكناً ميسراً، فالميسر لا يجدونه بل يجده أوناس غيرهم!! مشكلة المدارس والفصول المكتظة بالطلبة والطالبات يبدو أنها هي أيضاً لا تدخل في معادلة «صفر مشكلات»، كما هي أيضاً في جامعة الدمام، التي شكا مدرساتها من مشكلة الاكتظاظ مر الشكوى، ولهن الصبر والسلوان، وللإدارة السماح والإباحة منا ومن غيرنا إن شاء الله، فقد أباحت الاكتظاظ في القاعات من أجل زيادة القبول، لأن لا حلول غير ذلك في متناول اليد!! خطرة تلك المشكلات، وأخطر من اخر واردات إذا لم تحل المشكلات، ولكننا سوف لن نعدد ثم نستمر في العدد إلى الأبد، فالأصفار تتزايد والحلول لا تأتي على المشكلات الواقعات!! والآن هل نخرج قليلاً من الدمام إلى مطارها المثقوب والذاهب منه الراكب الذي كان فيه راغباً، لولا قليل من عدم الاهتمام، وقليل من عدم الاستجابة للمتطلبات الضرورية إلى البحرين الشقيقة! والذي أيضاً ينام فيه المسافر ويرتفع فيه ضغطه إلى الأرقام الفلكية إذا أراد يوماً أن يجرب أن يقضي مهمة عاجلة؟ أم نذهب إلى القطار الذي قرأنا دائماً في الأخبار الصحافية الموسمية وغير الموسمية: أن هناك جديداً من أجل تجديد القطار وتمديده منذ أعوام عدة، ويأتي صبح جديد وآخر جديد ونحن نرقب أن يطل فلا يطل ولا يهل، فنهفو إلى الأتراك لنقول: «يا صفر من المشكلات» هل تأتي إلينا لنقول لهم إننا مثلكم نستطيع أن نقضي على المشكلات، وإن عندنا من الإصرار والإخلاص الكثير من الباقيات الصالحات التي سوف ننزلها أوامر ملزمات لتصبح أرقاماً نتلوها في منجزاتنا المروية؟ * كاتبة سعودية. [email protected]