فكّ المنتخب المصري عقدته أمام نظيره المغربي، وتغلّب عليه 1-صفر في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم في الغابون، ليبلغ نصف النهائي في مشاركته الأولى بعد غياب عن النسخ الثلاث الماضية. وسجّل البديل مهاجم اتحاد جدة السعودي محمود كهربا الهدف الوحيد في الدقيقة 87، لتصبح مصر بذلك آخر المتأهلين إلى دور الأربعة، لتلاقي بعد غد (الأربعاء) بوركينا فاسو التي تأهلت على حساب تونس 2-صفر. ويعتبر هو الفوز الأوّل لمصر على المغرب منذ 31 عاما، وتحديدا منذ نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية العام 1986 في القاهرة، عندما انتصر الفراعنة بهدف طاهر أبو زيد في طريقهم إلى إحراز اللقب. كما يعتبر هذا الفوز الثالث فقط لمصر على المغرب في 26 مباراة بينهما، مقابل 12 خسارة و11 تعادلا. وواصلت مصر مشوارها اللافت في النهائيات، ورفعت سلسة مبارياتها من دون خسارة في النهائيات إلى 23 (18 فوزا و5 تعادلات)، وتابعت طريقها نحو اللقب الثامن في تاريخها. كما حافظ حارس مرماه عصام الحضري على نظافة شباكه في هذه البطولة. في المقابل، تبخّرت آمال المغرب في سعيه إلى لقبه الثاني في تاريخه بعد الأوّل العام 1976، ومدربه الفرنسي هيرفيه رينار للقب الثالث في مشواره التدريبي بعد الأول مع زامبيا العام 2012، وساحل العاج في العام 2015. وتبادل المنتخبان السيطرة في الشوط الأوّل من دون خطورة على المرميين باستثناء واحدة لكل منهما، بينما كان المغرب الأفضل في الثاني وأهدر فرصا عدة أبرزها تسديدة لمبارك بوصوفة ردتها العارضة. واستغل "الفراعنة" دربكة أمام المرمى في الدقائق الأخيرة، واقتنصوا هدف الفوز على غرار مباراتهم مع أوغندا في الدور الأوّل، وحققوا بالتالي الأهم وبلغوا دور الأربعة. ولعب المنتخب المغربي بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على ساحل العاج، بينما أجرى مدرب مصر الأرجنتيني هيكتور كوبر تغييرا واحدا بسبب غياب محمد النني للإيقاف، فدفع بكريم حافظ للعب مدافعا أيمن ولعب أحمد فتحي في وسط الملعب، وحافظ المدرب على أحمد المحمدي في الدفاع الأيسر بسبب غياب محمود عبد الشافي المصاب. وكانت أول فرصة مصريّة إثر ركلة ركنية تهيأت من خلالها الكرة أمام محمود تريزيغيه الذي سددها من مسافة قريبة، وارتطمت بكريم الأحمدي وتحولت إلى ركنية لم تثمر. وأنقذ الحارس المغربي منير المحمدي مرماه من هدف محقق بتصديه لتسديدة قوية زاحفة من مسافة قريبة لتريزيغيه. وكانت أوّل فرصة للمغرب كرة رأسية ضعيفة لمروان دا كوستا بين يدي الحضري. وأهدر رومان سايس فرصة افتتاح التسجيل إثر تمريرة عرضية من دا كوستا، فارتدت من الدفاع إلى سايس الذي تابعها برأسه وارتطمت بالعارضة وخرجت. واضطر كوبر إلى استبدال المهاجم مروان محسن بسبب الإصابة في الركبة اليمنى، فدفع بأحمد حسن كوكا. وتابع المحمدي تألّقه وتصدى ببراعة لتسديدة قوية من داخل المنطقة لمحمد صلاح الذي خطف الكرة من رومان سايس. وتألّق عصام الحضري هذه المرة وأبعد كرة عرضية زاحفة لنبيل درار داخل المنطقة من أمام عزيز بوحدوز. وحرمت العارضة بوصوفة من افتتاح التسجيل بردها كرة قوية من خارج المنطقة (55)، ثم رأسية لبوحدوز بجوار القائم الايسر (57). وأهدر الأخير فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل عندما تهيأت أمامه كرة عرضية لفيصل فجر أمام المرمى، ففشل في متابعتها داخل المرمى الخالي. ولعب كوبر ورقته الهجوميّة الثانية بإشراكه كهربا مكان المدافع كريم حافظ (62). وكاد المدافع أحمد حجازي يخدع الحضري عندما ارتطمت به رأسية بوحدوز إثر تمريرة عرضية لدرار (68). وكاد صلاح يفعلها من ركلة حرة لعبها عبدالله السعيد بذكاء ساقطة خلف الحائط البشري، فلعبها نجم روما الإيطالي بيسراه من مسافة قريبة، إلا أن المحمدي أبعدها ببراعة إلى ركنية لم تثمر. وأجرى رينار تبديله الأول بإشراكه مهاجم نابولي الإيطالي عمر القدوري مكان بوحدوز (78). ونجح كهربا في تسجيل هدف الفوز عندما استغل دربكة أمام المرمى إثر ركلة ركنية، تابعها بيمناه من مسافة قريبة داخل المرمى (87). وضغط المغرب بحثا عن التعادل، وسنحت له فرصة من ركلة حرة مباشرة انبرى لها فجر، إلا إنه أصاب الشباك الخارجية.