فرحت كثيراً بالخلاف والأزمة التي حدثت على رئاسة جمعية حماية المستهلك، حتى أني أصبحت أتابع وأطارد كل سطر يكتب عن الجمعية وخلاف أعضائها، وأزمة الكراسي الساخنة هناك، فرحتي تتلخص في وصول المواطن إلى مرحلة مهمة في علاقته مع الجمعية المباركة وأعضائها الطيبين، إذ أصبح يعرف أن هناك جمعية بهذا المسمى، وسيتعرف أكثر على اسم الرئيس - كأضعف الإيمان - خصوصاً أنه الأشهر في هذه الأزمة، والمتمسك برأيه، وقراراته، ورؤيته، وقناعته بجدية وصحة ما يعمل ويؤدي، مع الحصول على معلومات إضافية حول أسماء بعض الأعضاء أقربهم الرئيس المرشح المقبل - إن نجح ومن خلفه - في إزاحة الجبهة الوحيدة المقابلة لآرائهم. أتخيل وأنا أكتب هذه الأسطر أن الخلاف لم يحدث، والأزمة لم تشتعل، فما ذنب جمعية كحماية المستهلك أن تظل نائمة بطريقة تجعلنا نشك أنه نوم أقرب لحال غيبوبة غير معلنة؟ وما ذنب أعضائها ورئيسها ألا نقرأ أسماءهم ونتعرف عليهم من قرب؟ ونطلع على مجهودهم واقتراحاتهم، ونشاهد إن أمكن كراسيهم ووجوههم أو ما تيسر منها. آخر ما وصل له هذا التشاحن – آسف أقصد التنافس - على كرسي الرئاسة، أن الرئيس «الأساسي» سيذهب بحقيبته لساحات القضاء، متمنياً له شخصياً العون والتوفيق لا لمعرفة مباشرة به وإنما لعلمي أن الحقيبة لا تحمل إلا أوراقاً تتعلق برد اعتباره الشخصي حول بطلان إقالته من منصبه وشيئاً مما يراه تشهيراً وسباباً لذاته، وهذا لا يعني المواطن المنتظر جدوى جمعيته وفعاليتها، فيما الرئيس «الاحتياطي» مُصِرْ على جدارته بهذا الكرسي وتقاعس «الأساسي» عن أداء الدور وتفعيل الخطط والقرارات، ومعه في هذه القناعة مجموعة لا أعرف أسماءها فضلاً عن أن أتأكد من عددها. ولكوني قارئاً لكل هذه التداعيات الملتهبة للجمعية، سأضع على الطاولة - بسرعة - حلاً بدوياً فطرياً أراه الأسلم والأقرب والأفضل لجمعية للتو تستيقظ وتريد أن تستمر، وليت أن استيقاظها لم يكن خلافاً على الكراسي والمناصب، فقد تمنيت أن يشتد حول آلية عمل جادة، وتوقعت أن يطل لتباين حول عقوبة صادرة مع تغليبي المتأخر لجانب التفاؤل ولكنه خذلني هذه المرة. الحل هو أن يجتمع «الأحياء» من أعضاء جمعية حماية المستهلك في المكان ذاته الذي كانوا يجتمعون فيه - من دون خوض في أجندة الاجتماعات – ويطلبوا الرئيس الأساسي والآخر الاحتياطي في دفن الخلاف والأزمة والبدء في فتح صفحة جديدة تجعل الجمعية وأعضاءها ومجهوداتها مستيقظة على مدار الساعة، وأن يعلن الصلح على صدر صحفنا حتى نضبط ساعاتنا على بداية الدورة الجديدة. وهناك حل جاد آخر إنما لجمعية للتو تستيقظ إنما يهزها الحنين لمعشوقها «النوم» ويقول: أعضاء الجمعية الأعزاء، قدموا الاستقالة واحداً تلو أخيه حتى يأخذ كل منكم مساحة طيبة في صحفنا ونتعرف عليه من قرب، فقد يحدث ألا يتعارف بعضكم، تنازلوا عن الكرسي بشكل جماعي، وتحدثوا بجرأة بأنكم لم أو لن تستطيعوا فعل شيء غير الاصلاح بين المختصمين من أعضاء الجمعية، هذا إن استطعتم، وحينها لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وعلى كل مواطن سعودي حينها أن يعود لثقافته الصادقة التي تقول: مستحيل أن يكون لدينا جمعية لحماية المستهلك. [email protected]