طغت زيارة الساعات السبع لنائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن للبنان، وهي الأولى لمسؤول اميركي بهذا المستوى منذ عقود، والرسائل التي حملها الى المسؤولين فيه وابرزها جرعات الدعم لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، والمؤسسات الدستورية وقدرات الدولة اللبنانية، الى جانب الاتصال الذي اجراه الرئيس الاميركي باراك اوباما بالرئيس سليمان خلال لقائه بايدن، على ما عداها من أحداث سياسية في لبنان، خصوصاً ان جدلاً رافقها بين مؤيد ومعارض ومتحفظ. وأطلق بايدن مواقف مهمة وحساسة تتعلق بنظرة الإدارة الاميركية الجديدة الى الوضع في لبنان من مختلف جوانبه، فشدد على التزام الولاياتالمتحدة باستقلال لبنان وسيادته «التي لا يمكن المتاجرة بها»، وأكد «قيام مؤسسات قوية ليكون لبنان جاهزاً في حال أتى السلام الى المنطقة». وركز على «تشجيع الفئات المستقلة على المشاركة في عملية الاقتراع لإحداث التغيير المرتكز الى سيادة لبنان والى ان الدولة هي حامية الحرية والشعب اللبناني». وإذ أكد انه «ليس هنا اليوم لدعم فئة على أخرى في الانتخابات»، أشار الى «ان الولاياتالمتحدة ستقوّم برنامج المساعدات وفق نتائج الانتخابات والحكومة المنبثقة من هذه النتائج». ودعا اللبنانيين «الى الابتعاد عن مفسدي السلام». وصل نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الى بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذت في العاصمة براً وجواً، وفي المناطق التي قصدها الرجل الثاني في الإدارة الأميركية. وحطت مروحية عسكرية تقله في الثانية عشرة إلا ربعاً ظهراً في مطار رفيق الحريري الدولي، وكان في استقباله السفيرة الأميركية ميشيل سيسون وكبار موظفي السفارة. وانتقل بايدن والوفد المرافق الى القصر الجمهوري بواسطة طوافة أميركية من أصل خمسة كانت متواجدة في المطار وبمواكبة عدد من المروحيات وسط تدابير أمنية مشددة، وحطت في مهبط الطوافات في القصر ثم انتقل الوفد بموكب رسمي الى مدخل القصر حيث أدت له ثلة من الحرس الجمهوري التحية. أما السيارة التي أقلت بايدن من المهبط الى مدخل القصر فاستقدمت خصيصاً من الولاياتالمتحدة. واستقبله الرئيس سليمان في الباحة الداخلية وعقدا لقاء ثنائياً، تحول لاحقاً الى موسع في قاعة مجلس الوزراء شارك فيه عن الجانب الاميركي الى بايدن، السفيرة سيسون، ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان، ومستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي طوني بلينكس، وجوزف ماكليلن من وزارة الدفاع الأميركية وعدد من الخبراء المختصين. وشارك عن الجانب اللبناني وزير الخارجية فوزي صلوخ، والمدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي أبي عاصي، المدير العام للشؤون الاقتصادية والتربوية ايلي عساف، والمستشار العسكري للرئيس العميد عبد المطلب الحناوي والمكلف بمهمات الأمانة العامة للرئاسة انطوان شقير وخبراء ومختصين. سليمان وبعد المحادثات تحدث سليمان وبايدن للإعلاميين، فرحب الرئيس اللبناني بضيفه «في لبنان في زيارة رسمية هي الأرفع لمسؤول أميركي في تاريخ العلاقات اللبنانية – الأميركية منذ عام 1983». وقال: «أجرينا محادثات معمقة ومفيدة تناولنا فيها سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا وتطور الأوضاع في لبنان بالإضافة الى المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأضاف: «نقل نائب الرئيس بايدن تحيات الرئيس باراك أوباما وتمنياته وتأييده المستمر لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره وسلامة أراضيه ودعمه لمؤسساته الدستورية ولأعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتزامه متابعة برامج المساعدات الاقتصادية وبرنامج تسليح الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية للحفاظ على الأمن ومواجهة خطر الإرهاب. وأطلعت السيد بايدن على استعدادات الدولة اللبنانية لإجراء الانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل بكل نزاهة وشفافية والتي ستعكس إرادة الشعب اللبناني بالتزام المسار الديموقراطي وإعطاء دفع جديد لعمل المؤسسات ولعجلة الحكم ولورشة الإصلاح الإداري والسياسي. وأعربنا عن تعلقنا بالقيم المشتركة ولا سيما منها حقوق الإنسان والحريات العامة وفقاً لما هو مدون في دستوري البلدين. وأكدت عزم لبنان على التمسك بدوره ورسالته كبلد قائم على الحوار والتوافق والعيش المشترك». وأشار سليمان الى انه بحث مع بايدن «الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» وأطلعته على الخروق الإسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان ونشر شبكات التجسس على أراضيه ما يشكل خرقاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ولركائز الاستقرار، وتمنيت عليه العمل على توفير وسائل الدعم الكافية لتطبيق هذا القرار بكل بنوده ومساعدة لبنان في مواجهة التحديات والأخطار التي ما زالت تتهدده، كذلك عبرت عن قلق لبنان من المناورات الواسعة التي تزمع إسرائيل إجراءها. وأعربت عن ترحيب لبنان بتعيين جورج ميتشيل كمبعوث خاص للشرق الأوسط ولاعتماد واشنطن مقاربات مبنية على الحوار والانفتاح لمعالجة المشاكل التي تعاني منها المنطقة منذ عقود طويلة وتأكيدها أنه لن يكون هناك من حل لأزمة الشرق الأوسط على حساب لبنان». وتابع سليمان قائلاً انه أكد لبايدن «أهمية السعي من أجل التوصل الى حل عادل وشامل لأوجه النزاع كافة في الشرق الأوسط استناداً الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد وضماناته والمبادرة العربية للسلام بمندرجاتها كافة ضمن مهل زمنية محددة وفقاً لما دعت إليه القمة العربية التي عقدت في الدوحة بتاريخ 30 آذار 2009. وشددت من هذا المنطلق على رفض لبنان المطلق لأي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، وتمنيت عليه نقل تحياتي وشكري الى الرئيس أوباما وإدارته على التزامهم المستمر تأييد الدولة اللبنانية ومؤسساتها لتمكينها من استرجاع سيادتها على كامل أراضيها واستكمال ورشة إعادة الإعمار والتنمية». بايدن وعبر بايدن عن سعادته ب«ان أنقل الى الرئيس سليمان تحيات الرئيس اوباما وفي خلال محادثاتي معكم اتصل بكم. أنا سعيد بالعودة الى لبنان، زرته في سنة 1973، هذه ارض قديمة وحيوية وهناك جالية لبنانية أثرت في الولاياتالمتحدة ومن بينها جورج ميتشيل وهو مندوبنا الجديد الى الشرق الأوسط». وإذ لفت الى ان زيارته الأولى «للبنان والشرق الأوسط ليس من قبيل الصدفة»، أوضح «ان الرئيس طلب الي المجيء الى لبنان وهذه هي وقفتي الوحيدة في لبنان لأعبّر لكم شخصياً عن التزامنا بلبنان بهذه الطريقة التي لها دلالات، انه التزام دائم وحقيقي، نحن ندعم سياستكم يا سيادة الرئيس ونكنّ إعجاباً لتقدمكم الديموقراطي ونقدم الدعم الواسع لكم ولجهودكم لكي يكون هناك حوار وطني وتعيدوا إحياء مفاوضات السلام، وإن السلام لن يكون قوياً من دون وجود مؤسسات قوية ولذلك فإن الولاياتالمتحدة ملتزمة بأن تتأكد من ان المؤسسات في لبنان هي قوية قدر الإمكان ولذلك من المهم لشعب لبنان ان يساهم في انتخاباتكم الديموقراطية في حزيران». وأضاف بايدن: «في بلدنا، ملايين من الناس الجدد صوّتوا في الانتخابات الأخيرة وهم لم يصوّتوا في الماضي لأنهم يعرفون ان صوتهم سيحدث تغييراً وهذا ما حصل. وأتمنى ان يرى العالم ونرى نحن انتخابات شفافة ونزيهة وعادلة تعكس إرادة كل الشعب اللبناني. أنا لم آتِ الى هنا لكي ادعم أحزاباً وأطرافاً معينة انما جئت لأنقل لكم دعم الولاياتالمتحدة القوي للمبادئ الأساسية وأهمها ان الشعب اللبناني وحده هو مَن يختار قادته وإن السيادة اللبنانية لا يمكن المتاجرة بها بالإضافة الى مبدأ ان الدولة اللبنانية مسؤولة عن شعبها وهي الحامية لقضيته بناء على تمسك لبنان بقرارات مجلس الأمن الدولي وصيغة هذه الحكومة وشكلها متروكان للشعب اللبناني ولا يعود لأي شخص آخر أن يقرر عنه». وتابع قائلاً: «كما حدث في تاريخ العالم فإن انتخاب القادة الملتزمين بالإصلاح السياسي يفتح أبواب الرخاء الدائم. فالولاياتالمتحدة ستعيد تقويم برنامج مساعداتها على أساس تركيبة الحكومة المقبلة والسياسات التي ستدعمها ولدي ملء الثقة بأنكم ستستمرون في الاتجاه الصحيح. كما ندعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي ستجلب الى العدالة المخططين والمنفذين لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وآخرين لذلك انفقنا عشرين مليون دولار على المحكمة». وأكد بايدن «ان إدارة اوباما ملتزمة بسلام شامل يفيد الشعب اللبناني ولذلك أكدنا في الأيام الخمسين الأولى لإدارتنا اننا ملتزمون وسنبقى لتحقيق السلام الشامل»، وقال: «عانى لبنان الأمرّين من الحرب وأنت رجل سلام يا فخامة الرئيس وأود ان أحض الذين يريدون الوقوف الى جانب مفسدي السلام الابتعاد عنهم واغتنام الفرصة». والتفت الى سليمان قائلاً: « أنت تعلم وأنا أعلم ان لبنان لديه طاقات لا حدود لها». وخاطب الإعلاميين قائلاً: «لا يمكنني ان أتخيل السلام في الشرق الأوسط من دون لبنان آمن ومستقل، ويتمتع بديموقراطية حيوية وأن يكون نموذجاً للسلام في المنطقة. وهذا في متناول أيديكم. وأنا متأكد من ان ما سيكون هو لبنان السيادة والديموقراطية وسيكون أقوى غداً مما كان عليه اليوم والرئيس اوباما وانا مصممان على ان لبنان والولاياتالمتحدة سيتقدمان معاً نحو مستقبل أفضل». لقاء بري ومن قصر بعبدا توجه بايدن الى مقر الرئاسة الثانية حيث استقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري لمدة ساعة في حضور الوفد المرافق والوزير صلوخ، والسفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد، والمستشار الإعلامي علي حمدان، وجرى الحديث عن التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. ووزع المكتب الإعلامي لبري انه «أكد المواقف نفسها التي شدد عليها الرئيس سليمان، مركزاً على الحرب من النوع الجديد التي تقوم بها إسرائيل ضد لبنان والمتمثلة بشبكات التجسس الإسرائيلية التي ضبطتها وتضبطها القوى الأمنية اللبنانية، وشرح رئيس المجلس لبايدن الوضع في لبنان والجنوب، موضحاً ان إسرائيل لم تنفذ حتى الآن كامل القرار 425 الذي صنعته الولاياتالمتحدة، فكيف بالقرار 1701». وتناول اللقاء أيضاً «الوضع في المنطقة فأشار بري الى ان إسرائيل لا تقبل بالسلام مع الفلسطينيين بل لا تؤمن بكل أفكار السلام حتى الأفكار الأميركية، مؤكداً السلام الشامل والعادل. وشدد بري على شرط ان تنتقل الإدارة الاميركية من أقوالها في هذا المجال، والتي وردت على لسان الرئيس اوباما، الى الأفعال». وأهدى بري ضيفه هدية عبارة عن صناعة يدوية جزينية، وخاطبه قائلاً: «هذه الصناعة هي إحدى أسباب صمود أهلنا في جزين خلال الاحتلال الإسرائيلي». لقاء السنيورة وانتقل المسؤول الأميركي الى السراي الحكومية واستقبله السنيورة عند الباحة الخارجية، وأدت التحية ثلة من الحرس الحكومي. وبعد أخذ صورة تذكارية، توجها إلى مكتب السنيورة وعقدت محادثات ركزت كما أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة على «التطورات في لبنان والمنطقة وسبل التعاون بين البلدين». وحضر عن الجانب اللبناني السفير شديد. وأفاد المكتب أن بايدن «جدد خلال الاجتماع التزام الولاياتالمتحدة بدعم سيادة لبنان واستقلاله، ودعم مؤسساته الدستورية، إضافة إلى الالتزام بدعم المحكمة الدولية وأعرب عن اعتقاده بأن لبنان القوي يكون عبر مؤسسات قوية، مؤكداً أن لبنان يجب أن يكون إلى الطاولة في المنطقة وليس على الطاولة، وبالتالي يجب أن يكون لبنان بلداً قوياً لكي يتمكن من لعب دوره». وشدد بايدن «على أن إدارة الرئيس باراك أوباما منفتحة على جميع الأطراف في المنطقة، وهي تعتمد على التواصل مع كل الأطراف، ليس من منطلق الضعف أو بهدف عقد صفقات، بل من منطلق الثقة بما تريده. وأكد بايدن على محورية عملية السلام بالنسبة الى الإدارة الأميركية لحل مشكلات المنطقة التي لا يمكن أن تجد حلاً لها إلا بالتوصل لحل للمسألة الفلسطينية التي هي حجر الزاوية لكل الحلول، وهذه الحلول يجب ألا تقوم إلا على أساس التوازن». وذكر ان السنيورة «شكر الولاياتالمتحدة على التزامها بدعم سيادة واستقلال لبنان ودعم مؤسساته، وخصوصاً الدعم المقدم للجيش. وأبلغ بايدن تقديره للموقف الذي يعبر عنه الرئيس أوباما بخصوص الالتزام بضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية وضرورة التقدم في عملية السلام على أساس حل الدولتين، وهذا ما يعتبره لبنان من النقاط الإيجابية»، وشدد السنيورة على أن لبنان ملتزم بعملية السلام مع أخوانه العرب وهو متمسك بضرورة أن يكون إلى الطاولة وليس على الطاولة، وعلى ضرورة تطبيق القرارين 1701 و 425، مؤكداً رفض لبنان السماح أو القبول بالتوطين. كما شدد السنيورة على التزام الحكومة اللبنانية بإجراء عملية انتخابية شفافة، معتبراً أن الطائف هو المرجعية الدستورية التي يُلتزم بها». لقاء 14 آذار وانتقل بايدن الى بعبدا حيث عقد مع قيادات قوى 14 آذار اجتماعاً مغلقاً في منزل النائب نايلة معوض، وضم: الرئيس أمين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط والنائب بطرس حرب ورئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون. وتركز البحث على سياسة الادارة الاميركية الجديدة، لا سيما ما يتعلق منها بلبنان. وأصدر أركان 14 آذار بيانا أكدوا فيه «تمسكهم بالثوابت الوطنية لثورة الارز، ووحدة لبنان وسيادته والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان»، ورفضهم «أي تسوية في المنطقة تأتي على حساب لبنان وسيادته وحريته واستقلاله ونظامه الديموقراطي الحر». كما اعربوا عن رغبتهم في «اقامة علاقات طبيعية مع سورية مبنية على الاحترام المتبادل والتوازن بين دولتين سيدتين حريتين مستقلتين وفقا لاتفاق الطائف». وجدد أركان 14 آذار «التزامهم باتفاقية الهدنة والقرار 1701، والنقاط السبع التي تحتم على سورية ترسيم الحدود مع لبنان، وعلى اسرائيل وجوب الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر». كما جددوا التزامهم امام بايدن بالمبادرة العربية للسلام التي اطلقت في القمة العربية في بيروت «والتي تنص في عناوينها الرئيسية على اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس، ورفضهم المطلق للتوطين والزام اسرائيل بحق عودة الفلسطينيين الى ديارهم». وشكروا للادارة الاميركية «استمرار وقوفها الى جانب لبنان السيد الحر المستقبل، ودعمها للقوى الامنية وعلى رأسها الجيش اللبناني تدريبا وتجهيزا». المطار وفي المطار أقيم احتفال عسكري في حضور وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي تخلله الإعلان عن مساعدات عسكرية أميركية جديدة للمؤسسة العسكرية. وقال بايدن في مؤتمر صحافي مشترك مع المر قبيل مغادرته: «قبل يومين كانت هناك مناسبة فخورة، لكنها غير سعيدة. في العشرين من أيار قتل «فتح الإسلام» 20 من جنودكم في اعتداء سافر في مخيم للاجئين، وانتم دافعتم بقوة ومهنية لتتأكدوا من أن ساكني المخيمات ليسوا مسلحين. هذا النصر كانت له أثمان باهظة، فقد لبنانيون أرواحهم، والمئات وقعوا فريسة لهذه الهجمة، وأنا أتقدم اليكم والى عوائلكم والى بلدكم بتقديري. وأنا هنا لأضمن لكم ولكل منتسب للجيش أن أميركا تعتبر نفسها شريكة في مجهودكم للدفاع عن سيادتكم، سيادة الدولة اللبنانية وأمن لبنان، لذلك رصدت أميركا عام 2005 اكثر من نصف بليون دولار للتدريب والمعدات، وعندما شارك معكم وزير دفاعنا السيد (روبرت) غيتس، ولذلك نحن نعمل بهذا الخصوص وكما قال رئيسكم للبنان ديموقراطي حر يرتكز على قوة مؤسساتكم الوطنية، وان القوات المسلحة اللبنانية هي حيوية كمؤسسة وطنية على غرار المؤسسات اللبنانية الأخرى، بل في الحقيقة هي أكثر حيوية». وشكر المر الدعم الاميركي للمؤسسات الشرعية اللبنانية والجيش. وقال: «كثر يسألون أن الاميركيين وعدوا كثيراً منذ زمن ولم نر الوعود ترجمت بالماضي. لست هنا لادافع عن السياسة الاميركية، انا لبناني ووزير في الحكومة اللبنانية ادافع عن حكومتي ودولتي والجيش اللبناني، اؤكد أن الادارة الاميركية ليست تاجرة سلاح، بل دولة وعندما تريد أن تساعد مؤسسة يجب ان يكون عندها تأكيد أن الدولة اللبنانية والحكومة موجودتان وقادرتان والجيش يسير على خطى سليمة لبناء جيش قوي للبنان، وهذا ما ثبت للادارة الاميركية نتيجة مكافحة الارهاب التي قام بها الجيش وتطبيق القرار 1701 والتزام الجيش بضبط حدوده». وأشار الى ان «مشروع التجهيز بموجب كتاب وزير الدفاع الاميركي يتضمن في المرحلة الاولى في حدود 410 ملايين دولار، واتصور ان الامور ستكمل في المرحلة المقبلة الى العتاد والتدريبات والتجهيزات التي يحتاجها الجيش. سنبقى نطالب بالأكثر ونعمل لنحصل على اكثر. لا ننسى ان هذه هبات، نحن لا ندفع أي قرش من الخزينة اللبنانية، لذلك المجهود للحصول عليها اصعب بكثير».