قبل خمس سنوات تقريباً كان من النادر أن تصادف «سعودياً» يعمل في محل «تموينات»، حتى وإن كان ملكه، أو أن تجد ثلاثة سعوديين يديرون «كافي شوب» من فئة «د - كيف»، أو أن تشاهد سبعة سعوديين يجلسون على كراسي «الكاشير» في مركز تجاري من فئة «هايبر بندة»... لماذا؟ يجيبونك بابتسامة عريضة رسمت على شفاههم: سعوديون ونملك «برميل نفط»! اليوم وبفضل بعض «الشباب»، الذي رفض أن يبقى أسيراً للبطالة، وأدرك أن «برميل النفط» قوة للبلد، ولكن من الممكن أن تُفقد - لا قدر الله بسبب عوامل سياسية أو طبيعية، ليشمروا عن سواعدهم ويجعلوا «المستحيل» في الماضي واقعاً مسلماً به في الحاضر، بعدما تحدوا ثقافة «العيب» وأداروا لكلام الناس ظهورهم ليغيروا بذلك قناعة مجتمع بأكمله...! ليصبح من المألوف اليوم أن تصنع قهوتك «يد سعودية»، وأن تقابلك «ابتسامة سعودية» عندما تدخل إلى أحد المراكز الطبية، وأن يحاسبك «سعودي»، وأن يقدم غداءك في المطعم «شاب سعودي»، وأن يحرس المركز التجاري «حارس سعودي»... إلخ! لا أخفيكم سراً أن الفتاة السعودية هي أيضاً شريكة للشاب في عملية تغيير قناعة المجتمع حول العمل غير المكتبي، عندما اقتحمت العمل الميداني كمتطوعة بعد كارثة «سيول جدة»، وبعدما اقتحمت العمل في الطب والهندسة والطيران والصالونات النسائية ومراكز الرشاقة والتجميل ليتجاوزن بذلك «ثقافة الممنوع»...! لكن المحزن مع هذا التغيير الذي يعيشه المجتمع أن البعض لا يزال يعيش بفكر الماضي، فينادي السعودي ب «صديق»، على رغم وجود اسمه وصورته مرتدياً «الشماغ السعودي» في بطاقة العمل الموضوعة على صدره، وهناك أيضاً من ينعت الفتاة العاملة بألفاظ مقززة وخادشة للاحترام والتقدير! على العموم يسعدني أن أقدم في النهاية تحية فخر واعتزاز لكل الشباب السعودي «شباباً وفتيات»، الذين تحدوا المجتمع وهجروا البطالة بالعمل في «الحراسة»، أو «المطاعم»، أو «المراكز التجارية»، أو «صالونات التجميل»... إلخ! [email protected]