أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أن «المساعي والمناورات التي يلجأ إليها البعض على الجانب الإسرائيلي لن تفلح في فرض حلول مرفوضة على الفلسطينيين». وطلب منها تكثيف الجهد الأميركي قبل انعقاد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الشهر المقبل للنظر في كل البدائل المطروحة للتحرك في حال استمرار الاستيطان، وهو القرار الذي اتخذته اللجنة خلال اجتماعها الماضي في مدينة سرت الليبية. ولم يستبعد الطلب من المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها مقعداً في الأممالمتحدة. وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية أن أبو الغيط التقى كلينتون على هامش زيارته لبروكسيل للمشاركة في أعمال اجتماع أصدقاء باكستان. وقال الناطق باسم الوزارة السفير حسام زكي إن اللقاء تناول عدداً من الملفات الإقليمية المهمة، وفي مقدمها الوضع الخاص بمفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والأوضاع في لبنان والعراق، مضيفاً أن أبو الغيط حرص على التعرف الى ما تقوم به الإدارة الأميركية من جهد لإنقاذ المفاوضات المباشرة من الوصول إلى طريق مسدود في ضوء استمرار التعنت الإسرائيلي ورفض أي مقترحات جادة لتجميد نشاطها الاستيطاني على النحو الذي يطالب به المجتمع الدولي كله. وأوضح أن أبو الغيط أكد لنظيرته الأميركية الموقف المصري الداعم للموقف الفلسطيني، وأن مصر ترغب في رؤية مفاوضات حقيقية وجادة تقوم على أساس التزام التوصل إلى نتائج وليس مجرد نقاشات مفتوحة من دون إطار زمني لن تفضي إلى شيء. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن أبو الغيط قوله إنه يجب الخروج من الصندوق الذي وضعت فيه عملية السلام منذ مدريد عام 1991، مؤكداً أهمية البحث عن آفاق جديدة في العملية السلمية تؤدي إلى تحريك جهود السلام للوصول إلى تسوية. وأضاف أبو الغيط: «ربما نلجأ إلى المجتمع الدولي لنقول له، فلتعترف بالدولة الفلسطينية، ليس فقط أن تعترف بها ولكن أن تمنحها مقعدها الشرعي في الجمعية العامة (للأمم المتحدة)». وكان أبو الغيط عقد اجتماعاً في مقر السفارة المصرية في بروكسيل مع وزراء الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والأسباني ميغيل انجيل موراتينوس والألماني جيدو فيسترفيله والإيطالي فرانكو فراتيني والبريطاني وليام هيل، بالإضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاترين آشتون. وقال الناطق في بيان إن اللقاء عقد بمبادرة مصرية بهدف تبادل الرأي مع الجانب الأوروبي في مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط وما تشهده من تطورات في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول تفصيلاً الجهود الخاصة بإنقاذ المفاوضات من التعثر، وكذلك الأوضاع في المشرق العربي. وأضاف أن أبو الغيط طرح على الوزراء عناصر القلق المصري من انعدام التجاوب الإسرائيلي مع الجهود المبذولة لإنقاذ المفاوضات وإصرار إسرائيل على تجاهل المطالب الدولية الخاصة بوقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأكد الضرورة التي توليها مصر لاستمرار دور أوروبي ناشط وفاعل لدعم الجهد الأميركي المبذول من أجل تحقيق الهدف المتمثل في إقامة عملية تفاوضية جادة وملزمة في إطار زمني واضح وتفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال الناطق إن الاجتماع تطرق كذلك إلى الوضع اللبناني في ضوء ما يشهده هذا البلد من تنامي عناصر عدم الاستقرار والتلويح بتأزيم الموقف ارتباطاً بعمل المحكمة الدولية، إذ كان واضحاً من خلال المناقشة أن جميع الأطراف يدعم عمل المحكمة في شكل كامل مع التمسك في الوقت ذاته بضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان.