شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات على منشآت ومواقع مدنية في قطاع غزة في أول رد فعل على العملية الفدائية التي نفذها مقاتلون من حركة «حماس» قبل أيام في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وقتل فيها أربعة مستوطنين. وأسفرت الغارات التي شنتها الطائرات الاسرائيلية ليل السبت - الأحد عن استشهاد فلسطينيين وإصابة سبعة مواطنين بجروح متفاوتة نقلوا على أثرها الى المستشفى. وقالت مصادر طبية إن الأطقم الطبية تمكنت فجر أمس من انتشال جثماني الشهيدين خالد الخطيب (35 سنة) وسليم الحطاب (20 سنة) من داخل نفق للتهريب أسفل الحدود مع مصر في حي السلام جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع قصفته طائرة حربية إسرائيلية. ونقلت الأطقم الطبية الى المستشفى سبعة مواطنين أصيبوا بجروح تتراوح بين خفيفة ومتوسطة نتيجة قصف النفق. وقال شهود إن طائرة اخرى قصفت نفقاً آخر يقع في مخيم يبنا للاجئين في رفح، من دون وقوع اصابات. كما أطلقت طائرة حربية صاروخاً ثالثاً على أرض خالية في منطقة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، من دون وقوع اصابات باستثناء الهلع والخوف في صفوف المواطنين، خصوصاً النساء والأطفال. وألحق القصف أضراراً كبيرة في منازل المواطنين، ومنشآتهم المدنية. وأعلنت «كتائب الأقصى»، احدى الأذرع العسكرية لحركة «فتح»، إنه تم استهداف مجموعة من عناصرها المرابطين بمحاذاة الحدود الشماليةالشرقية لمدينة غزة قرب مقبرة الشهداء من دون وقوع اصابات. وجاء القصف بعد ساعات على سقوط صاروخ فلسطيني محلي الصنع في النقب الغربي أول من أمس من دون وقوع إصابات أو أضرار. ومنذ عملية الخليل، تشهد الأراضي الفلسطينية، خصوصاً قطاع غزة، حالاً من الترقب والحذر الشديد، وسط توقعات بعمليات انتقامية لمقتل المستوطنين الأربعة. ويخشى الغزيون أن تشن قوات الاحتلال الاسرائيلي هجمات دموية على القطاع اواخر شهر رمضان الكريم أو أثناء عيد الفطر السعيد في أعقاب تهديدات اسرائيلية مستمرة بالرد على عملية الخليل. الى ذلك، قررت السلطات المصرية اغلاق معبر رفح لمدة ثلاثة أيام متتالية لمناسبة اجازة عيد الفطر السعيد. وأعلن كل من هيئة المعابر والحدود التابعة للحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة ومصدر امني مصري أن السلطات المصرية قررت اغلاق المعبر تماماً خلال أيام العاشر والحادي عشر والثاني عشر من الشهر الجاري، على أن يستأنف العمل في المعبر في الثالث عشر من الشهر نفسه، وذلك لمنح جميع العاملين المصريين في معبر رفح فرصة لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك. وهي المرة الاولى التي تغلق فيها مصر المعبر منذ أن قرر الرئيس حسني مبارك فتحه الى أجل غير مسمى في الاول من حزيران (يونيو) الماضي، بعد اغلاق شبه دائم منذ سيطرة «حماس» على القطاع في حزيران (يونيو) عام 2007. ومنذ اعادة فتحه قبل 97 يوماً، اجتاز معبر رفح في كلا الاتجاهين أكثر من 70 ألف فلسطيني، الأمر الذي خفف كثيراً من معاناة الغزيين نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة من سنوات طويلة. وفي رفح المصرية، لم تتأثر حركة تنقل المرضى والعالقين الفلسطينيبن من قطاع غزة وإليه على خلفية استهداف طائرة إسرائيلية نفقاً لتهريب البضائع. وأشار مسؤول مصري الى أن السلطات المحلية في رفح لم تتلق شكاوى من المواطنين عن أضرار لحقت ببناياتهم على خلفية القصف الإسرائيلي للنفق الحدودي.