بوغوتا - أ ف ب، رويترز - نصّب خوان مانويل سانتوس أمس رئيساً لكولومبيا في احتفال حضره وزير الخارجية الفنزويلي، ما يدل على رغبة كراكاس في التقارب بعد الأزمة التي واجهتها مع الحكومة المنتهية ولايتها. وأقيم الاحتفال في ساحة بوليفار في وسط بوغوتا التاريخي، بحضور 13 رئيس دولة وحوالى 3 آلاف مدعو وسط تدابير أمنية مشددة مع انتشار 27 ألف عسكري وشرطي في العاصمة الكولومبية. وتسلّم وزير الدفاع الكولومبي السابق مهامه الرئاسية إثر محادثات ديبلوماسية مكثفة ووساطة من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا للتقريب بين كراكاس وبوغوتا التي تتهم فنزويلا بإيواء حوالى 1500 مقاتل من حركة التمرّد المعروفة باسم القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) على أراضيها. وسانتوس حليف وثيق لسلفه ألفارو أوريبي، لكنه يتخذ موقفاً مغايراً عنه تجاه فنزويلا، إذ تعهّد بتطبيع العلاقات معها. وكانت بوغوتا عرضت في 22 تموز (يوليو) الماضي على منظمة الدول الأميركية وثائق تدل على وجود عناصر من القوات المسلحة الثورية (ماركسية) في فنزويلا، ما دفع كراكاس الى قطع علاقاتها الديبلوماسية معها والاعلان عن نشر قوات في جنوب البلاد على الحدود الكولومبية. لكن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أعلن قبل أقل من 24 ساعة على حفلة تنصيب الرئيس الجديد، ان وزير خارجيته نيكولاس مادورو سيحضر المناسبة. وتحادث قبل ذلك مع الرئيس البرازيلي الذي قدم مساعيه الحميدة لمصالحة الجارين. وبحث دا سيلفا وتشافيز العلاقات مع بوغوتا أثناء لقاء استغرق ساعتين، وشارك فيه الرئيس الأرجنتيني السابق نستور كيرشنر الأمين العام لاتحاد دول أميركا الجنوبية. وقال الرئيس الفنزويلي عقب اللقاء «نحن متفائلون جداً». وزاد: « حمّلت الرئيس دا سيلفا تحياتي الى رئيس كولومبيا الجديد، وشكرت الوفد على اهتمامه الدائم.» فيما امتنع دا سيلفا عن الإدلاء بأي تعليق حتى بعد وصوله الى بوغوتا. وقالت نائب الرئيس الجديد انجيليا غارثون لصحيفة «ال اسبيكتادور»: «انها رسالة ايجابية تسمح لنا بترسيخ الأخوة» مع فنزويلا. ويتحدّر سانتوس (58 سنة)، الذي سبق أن شغل أيضاً منصب وزير الخزانة والتجارة الخارجية، من عائلة نافذة في كولومبيا،. وقد انتخب في 20 حزيران (يونيو) الماضي بغالبية 69 في المئة من الأصوات. ووعد بمزيد من الحزم في مواجهة الفارك التي وجه اليها ضربات قوية عندما كان وزيراً للدفاع خصوصاً أثناء تحرير 15 رهينة لدى الحركة بينهم الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور في 2 تموز (يوليو) 2008، مع العلم أن حركة التمرّد لا تزال ناشطة على نحو 50 في المئة من أراضي كولومبيا. وسيتعين على سانتوس أيضاً العمل على حلّ مشكلة الفقر، وهي آفة متجذرة في البلد (46 في المئة من سكانه يعيشون تحت عتبة الفقر)، ومعدّل البطالة المرتفع والفساد. وشكل لذلك حكومة أكثر تكنوقراطية من حكومة سلفه الرئيس المنتهية ولايته، تضم ممثلين عن أحزاب الوسط واليمين، ساعياً بذلك الى تشكيل فريق «وحدة وطنية». ويغادر اورويبي (يميني) الحكم مع معدل شعبية يقارب ال80 في المئة. ويتوقع بحسب مقربين منه أن يتوجه بسرعة إلى نيويورك حيث سينضم إلى لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول الهجوم الإسرائيلي الذي شنّ في أواخر أيار (مايو) على أسطول مساعدات إنسانية كان متوجهاً إلى قطاع غزة.