تخوض القوات العراقية معركتها الأخيرة في الفلوجة، وتتوقع إعلان المدينة محررة كاملة خلال 24 ساعة، بعدما سيطرت أمس على المجمع الحكومي، ومواقع مهمة أخرى، إثر تطهيرها غالبية الأحياء السكنية والطرق الرئيسية. وقال الناطق باسم العمليات المشتركة يحيى رسول إن «القوات رفعت العلم الوطني فوق المجمع الحكومي، وهي تعالج بعض الجيوب الداعشية والفرق الهندسية منشغلة بإزالة المفخخات والعبوات وتعزيز المواقع في مركز المدينة»، وأضاف: «أن عدداً قليلاً جداً من المدنيين ما زالوا في الداخل ونسعى الى تأمين خروجهم». وأفاد ضابط رفيع المستوى في اتصال مع «الحياة» من الفلوجة أن «مئات العائلات نزحت من محاور عدة ولجأت الى وحداتنا التي أجلتهم إلى أماكن آمنة قبل نقلهم إلى معسكرات الايواء». وأكد أن «الأهالي، بعد تقدم قواتنا داخل المناطق السكنية، وهروب من بقي حياً من الإرهابيين، هبوا جماعات وأزاحوا الحواجز التي احتجزوا وراءها لاستخدامهم دروعاً بشرية». وأضاف: «أن أعداداً كبيرة من المدنيين حطموا موانع إسمنتية وأسلاكاً نصبها الإرهابيون عند مدخل الجسر الجديد وسط المدينة ولجأوا إلينا». وأوضح أن «العدد الأكبر من العائلات الهاربة خرجت من المحور الجنوبي لتقاطع حي السلام باتجاه الفرقتين الثامنة والعاشرة، وهو ممر آمن وفرته قواتنا من جهة الغرب». إلى ذلك، جاء في بيان لقائد الشرطة الإتحادية الفريق رائد شاكر جودت أمس «حررنا مبنى قائمقامية الفلوجة ورفعنا العلم العراقي فوقه، وطهرنا أحياء العرسان والاندلس والسراي والمقبرة والنزال والوحدة والرسالة والموظفين وجبيل». وأضاف: «أن القوات المشتركة تتقدم لتحرير بقية الأحياء بعد انهيار إرهابيي داعش وهروبهم من أرض المعركة. وأسفرت العمليات عن تحرير شارع بغداد بالكامل، والسيطرة على الجسر الشرقي، وسط المدينة، وتدمير 70 هدفاً للدواعش بين مقرات ومراكز للسيطرة وآليات متنوعة». وتابع أن «العمليات أسفرت أيضاً عن قطع كل الإمدادات من المحور الجنوبي الشرقي وضيقت الخناق على التنظيم». من جهة أخرى، أوضح بيان ل «خلية الإعلام الحربي» ان «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب اقتحمت المناطق المحيطة بمستشفى الفلوجة، ورفعت العلم الوطني وفي حي نزال، جنوبالمدينة، بعد تطهيره بالكامل من عصابات داعش الإرهابية». وأشار إلى أن «الجيش تمكن من السيطرة على جسر الموظفين». ولم يستبعد مصدر في غرفة العمليات إعلان تحرير المدينة كلها خلال 24 ساعة، بعد تطهير غالبية الأحياء، مؤكداً أن «ما تبقى من أحياء هي: المعلمين الأول، المعلمين الثاني والجولان والضباط والعسكري فقط». من جهة أخرى، أفاد قائد الشرطة اللواء هادي رزيج أن القوات الأمنية شنت عملية واسعة النطاق على جيوب «داعش» في المحور الشمالي للرمادي ومنها منطقة البو ريشة وزنكورة، و «عالجت كل الجيوب والثغرات ومناطق تمركز التنظيم، ما أسفر عن قتل العشرات من عناصره». وأضاف: «نجحت قواتنا، خلال وقت قياسي، في تدمير أوكار التنظيم وقتل جميع العناصر الذين حاولوا التسلل الى مناطق المحور الشمالي».