حققت القوات العراقية تقدماً واضحاً بالوصول إلى مشارف الفلوجة من محورها الشمالي، وذلك بعد يوم من إطلاق حملة تحرير المدينة. وأعلنت القوات الأمنية تطهير بلدة الكرمة بالكامل ورفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية فيها. وأكد مصدر في الشرطة الاتحادية أن «القوات الأمنية وصلت إلى مشارف الفلوجة من محور جسر السجر وتمكّنت القوات المشتركة من تطهير مركز شرطة السجر الواقع على الطريق الدولي السريع شمال الفلوجة وقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش». وأضاف أن «القوات الأمنية ومقاتلي العشائر يتقدمون على الأرض سريعاً لضمان الوصول إلى مناطق الجغيفي وحي الوحدة التي تعد من أكبر الأحياء السكنية في المدينة». وأوضح المصدر أن «العملية تعد تمهيداً لاقتحام ما تبقى من مناطق ناحية الصقلاوية في القاطع الشمالي للفلوجة، مع ضمان إخلاء المدنيين ونقلهم إلى مناطق آمنة». وأفاد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، بأن «قواته تقدمت فجر اليوم (أمس) باتجاه شرق الفلوجة من ثلاثة محاور»، قائلاً أن «قواتنا حررت طريقاً يبلغ طوله ثلاثة كيلومترات شرق الفلوجة وقتلت عشرة إرهابيين ودمرت أربع عجلات مفخخة يقودها انتحاريين»، وتابع: «أن القوات الاتحادية استعادت السيطرة على قرية عند أحد مداخل مدينة الفلوجة». وفي بيان عن الاتحادية أعلنت فيه أنها «حررت قرية حصوة الأصيل في مدخل الفلوجة الشرقي، وأن قوات الاتحادية حررت بالكامل قرية أبو عودة والعباسي ومعمل الشتايكر وقرية حصوة الأصيل في المدخل الشرقي للمدينة ودمرت عجلة ملغمة وقتلت ثمانية من الدواعش إثر محاولتهم الوصول إلى محطة وقود». وذكرت «منظمة بدر» في بيان مقتضب أمس أن «القوات الأمنية مدعومة بمقاتلي المنظمة تمكّنت ظهر اليوم، (أمس) من تحرير قرى البوعودة وجميلة الواقعتين بين بلدة الكرمة والفلوجة، كما استطاع المقاتلون رفع 31 عبوة زرعها التنظيم الإرهابي في القريتين، من دون حدوث خسائر بشرية». وشهدت ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الأمنية والحشد الشعبي من جهة وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى. ووفق مصدر أمني، فإن «المواجهات والاشتباكات كانت مسنودة بطيران الجيش والقوة الجوية والمدفعية للقوات الأمنية». وأعلن الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، قائد عمليات الفلوجة، في تصريحات أمس أن «القوات المشتركة تمكّنت من تطهير قضاء الكرمة بالكامل ورفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية فيه، وقتل العشرات من إرهابيي عصابات داعش، وتدمير عدد من العجلات التي كانوا يستخدمونها». وأشار إلى أن «القوات الأمنية باشرت بحملة تفتيش وتمشيط مناطق الكرمة لمعالجة ما تبقى من جيوب داعش ومعالجة المخلفات الحربية والعبوات الناسفة في الطرق والمباني». وقالت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أن «طائرات إف 16 العراقية تمكّنت من تدمير موقع لإخفاء العجلات المفخخة في دائرة صيانة كهرباء الفلوجة»، وأكدت أن «الضربة نفذت في ضوء معلومات دقيقة قدمتها مديرية الاستخبارات العسكرية وأسفرت عن تدمير عجلتين مفخختين وقتل أربعة إرهابيين بينهم مسؤول الموقع في حي الشرطة مقابل الحضرة المحمدية بالفلوجة». وألقت طائرات القوة الجوية على الفلوجة آلاف المنشورات التي تتضمن توجيهات للمواطنين بالابتعاد من جميع تجمعات «داعش» ومقاره ومخازنه، لأنها «ستكون هدفاً لقواتنا، وسيتم تدميرها. وفي الموصل، أفادت تقارير من داخل المدينة نشرت أمس، بأن تنظيم «داعش اعتقل امرأة من سكان حي الانتصار شرق الموصل بتهمة إدارة بيت للدعارة وأجبرها على الاعتراف وكشف أسماء شباب ورجال من المدينة متورطين بترددهم عليها. واعترفت المرأة بأسماء 150 شخصاً بينهم كبار في السن، تم اعتقالهم، وجمعهم في مقبرة وادي عقاب في منطقة الصناعة غرب الموصل حيث تم رجمهم، ما أسفر عن مقتل 130 منهم بالحجارة، ومن لم يمت ألقى به عناصر «داعش» من أعلى بناية في المنطقة الصناعية.