كابول، واشنطن - يو بي أي، أ ف ب - أظهر استطلاع أجرته «هيئة النزاهة ومكافحة الفساد» غير الحكومية في أفغانستان أن الفساد بات متفشياً في كل مجالات الحياة في البلاد، وأن الشعب الأفغاني دفع العام الماضي رشاوى بلغت ضعف ما دفعه عام 2006، «ما يشكل عبئاً كبيراً يبلغ حوالى بليون دولار على الناتج المحلي الإجمالي». وكشف الاستطلاع أن شخصاً من أصل 7 تعرض لرشوة مباشرة في أفغانستان خلال العام الماضي، فيما دفع 28 في المئة من أرباب العائلات الأفغانية رشوة للحصول على خدمة عامة على الأقل. وشمل الاستطلاع الذي أجري نهاية العام الماضي 6500 شخص في 32 ولاية أفغانية، وقوّم أثر الفساد في العلاقة بين المواطنين والدولة، والثقة بالمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، والدعم الدولي لجهود مكافحة الفساد وارتباط الفساد بالتمرّد والنزاع. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن الفساد يهدد شرعية بناء الدولة ويؤثر سلباً في علاقات المجتمع والدولة، ويعزز الإحباط ويدعم التمرّد، ويؤدي إلى زيادة عدم المساواة، ويعوق حكم القانون وحصول الشعب على الخدمات العامة، ما يؤثر في شكل كبير في الفقراء، كما وفي تنمية الاقتصاد. ميدانياً، قتل جنديان من الحلف الاطلسي (ناتو)، ما رفع الى 341 عدد القتلى الاجانب منذ مطلع السنة. وسقط الاول في هجوم شرق البلاد والثاني في انفجار لغم يدوي الصنع في الجنوب. وأعلنت واشنطن انها سترسل معدّات بقيمة ثلاثة بلايين دولار لمكافحة العبوات والألغام اليدوية الصنع التي تستخدمها «طالبان» وتتسبب في ثلثي الخسائر البشرية في صفوف القوات الاجنبية. وأعلن اشتون كارتر مساعد وزير الدفاع الاميركي لشراء المعدّات والتكنولوجيا واللوجستية بعد زيارة الى كابول ان واشنطن سترسل قريباً معدّات لمكافحة العبوات، «ما سيسمح بتعزيز الجهد الحالي لمكافحة هذه القنابل بمقدار الضعف على الأقل». وتشمل المعدّات خصوصاً اجهزة يمكن التحكم بها من بعد لكاميرات مراقبة وآليات مدرعة ولكشف العبوات ونزعها، على حد قول المسؤول الاميركي. وأضاف ان ألف خبير متفجرات سيرسلون مع هذه المعدّات التي ستقدم ايضاً الى وحدات اخرى في قوات الحلف الاطلسي والجيش الافغاني. وفي مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، اعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ان الولاياتالمتحدة ستراجع استراتيجيتها الخاصة بزيادة أعداد القوات الاميركية في أفغانستان في نهاية السنة. وقال: «سنرى اذا كانت الاستراتيجية فاعلة»، مؤكداً أن الخفض التدريجي للوجود الأميركي في أفغانستان سيبدأ منتصف عام 2011، «لكن ذلك لا يعني أن وجودنا سيتبخر بين ليلة وضحاها».