يُتوقع ان تبادر الصناديق السيادية في منطقة الخليج الى ضخ استثمارات جديدة ببلايين الدولارات في شركة النفط البريطانية «بريتيش بتروليوم» (بي. بي) عبر «قرار سياسي يستهدف تحصين الشركة ضد اي محاولات استحواذ قد تتخذها شركات نفط دولية عملاقة»، كما قال ل»الحياة» مصدر كويتي مطلع. وكان الرئيس التنفيذي ل»بي. بي» توني هيوارد زار ابوظبي امس قبل ان يتوجه الى قطر ومن بعدها السعودية، في حين اقتصر الاتصال مع الجانب الكويتي على محادثات جرت عبر «مكتب الاستثمار الكويتي» في لندن بسبب تضارب مواعيد العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار في الكويت بدر السعد، مع جولة هيوارد الخليجية. وكان مصدر مسؤول في الهيئة العامة للاستثمار (الصندوق السيادي الكويتي) قال الاربعاء لوكالة «فرانس برس» ان الهيئة «لا تفكر في الوقت الراهن في زيادة حصتها في «بي. بي». ووصف مصدر كويتي ل»الحياة» الاسباب بانها «فنية بحتة». وقال ان خسائر الكويت في اسهم الشركة البريطانية تجاوزت حتى الآن مستوى بليون دولار وان زيادة مساهمة الهيئة في الشركة قد تعرضها الى خسائر اكبر. واوضح ان الكويت قلقة من اجراءات اميركية جديدة ضد شركة النفط البريطانية، ما قد يحملها خسائر قد تتجاوز حجم صندوق الانقاذ الذي اسسته بقيمة 20 بليون دولار، ما يزيد الخسائر الكويتية لاحقاً. وقدر محللا الشركات النفطية نيل مكماهون وايان بايل من شركة «سانفورد سي بيرنستين» في لندن، في مذكرة الى المستثمرين، ان تتحمل «بي. بي» ما يصل الى 33 بليون دولار «كلفة انقاذ» من ذيول الانفجار الذي وقع في حقل ماكوندو في خليج المكسيك في نيسان (ابريل) الماضي. ولم يستبعد المصدر الكويتي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان تتخذ الكويت «قراراً سياسياً» بشراء حصة جديدة من اسهم الشركة، لكنه قال ان الحصة ستكون صغيرة ولن ترفع مساهمة الكويت فوق مستوى ثلاثة في المئة حتى لا تزداد مسؤولياتها. والتقى هيوارد في ابوظبي أمس مسؤولين في جهاز أبوظبي للاستثمار «آديا». وقالت مصادر إنه «عرض على المسوؤلين امكانات شراء حصة من أصول بي. بي». كما اجتمع لاحقاً مع مسؤولين في شركة مبادلة للتنمية «مبادلة «، أحد الأذرع الاستثمارية لحكومة أبوظبي. ولم يصدر عن «مبادلة» اي اشارة عما تم البحث فيه. وتردد في أبوظبي أن هيوارد التقى مسؤولين في مقدمهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ووزير الطاقة الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي ومسؤولين في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» شريكة «بي. بي» منذ 1930. لكن اي مصدر رسمي لم يؤكد ذلك. وافادت وكالة «داو جونز» ان هيوارد عرض على الشيخ محمد بن زايد الاستحواذ على حصة قدرها 10في المئة في «بي. بي». وذُكر ان هيوارد، الذي زار دولاً حيث تملك «بي. بي» مصالح فيها مثل روسيا واذبيجان، سيتوجه لاحقاً الى قطر قبل زيارة السعودية. ولم يصدر في الرياض، او في قطر، اي تأكيد للزيارة او ما اذا كانت الرياض او الدوحة ستتقدمان للمساهمة في «بي. بي» او لما ذكرته صحيفة «الاقتصادية» السعودية امس، عن ان مستثمرين سعوديين يبدون اهتماما بالاستحواذ على نسبة 10 او 15 في المئة من اسهم الشركة البريطانية. وكانت الناطقة باسم «بريتيش بتروليوم» شيلا ويليامس اكدت في لندن امس انها تلقت طلباً من الادارة الاميركية شدد على ضرورة ابلاغها مقدماً عن بيع اي اصول في الولاياتالمتحدة. وكان سهم «بي. بي» ارتفع، مع جولة هيوارد الخليجية امس بنسبة 4.92 في المئة الى 362.50 بنس. ومن الشركات، التي تخشى «بريتيش بتروليوم» سيطرتها عليها «اكسون» الاميركية، وهي الاكبر في العالم من حيث القيمة السوقية، اضافة الى شركات اخرى مثل «شل» او «توتال».