أحيا الفلسطينيون العرب في إسرائيل الخميس ذكرى «النكبة» الفلسطينية في مسيرة إلى قرية سبالة المهجرة في النقب، على أن يقيموا مسيرة أخرى السبت في قرية طيرة الكرمل جنوب حيفا التي بنيت على أنقاضها مدينة «طيرات هكرمل». وشارك آلاف الفلسطينيين في المسيرة إلى قرية سبالة، ورفعوا الإعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بحق العودة. ووقف المشاركون عند بدء المهرجان دقيقة صمت حداداً على أرواح «شهداء فلسطين» وأنشدوا بعدها النشيد الوطني الفلسطيني وأقسموا قسم حق العودة. وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل في بيان إلى أوسع مشاركة جماهيرية في مسيرة النقب تحت المسيرة شعار «يوم استقلالكم ذكرى نكبتنا»، فيما أحيت إسرائيل أمس «عيد استقلالها» الثامن والستين بحسب التوقيت العبري. وأحيا العرب في إسرائيل يوم النكبة بمسيرات وزيارات لقراهم المهدمة والمهجرة، فيما يحيي الفلسطينيون في الضفة الغربيةوغزة والشتات ذكرى النكبة في 15 أيار (مايو) التي شهدت تهجير حوالى 760 ألف فلسطيني من أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل عام 1948. وهي المرة الأولى التي تقام فيها المسيرة على أراضي النقب الفلسطيني في قرية وادي سبالة المهجرة التي أقيم على أراضيها «كيبوتس شوفال». وقال الدكتور علي الهزيل من قرية سبالة، إن «سكان النقب وبئر السبع هاجروا نتيجة الخوف والترهيب وارتكاب المجازر، مثل مجزرة بايكة القواسمي وعسلوج وجبارات وغيرها. ولقد وثقها باحثون يهود وعرب». وتابع: «كان يسكن 150 ألف بدوي فلسطيني في النقب ومدينة بئر السبع هاجروا إلى الأردن وقطاع غزةوالضفة الغربية ولم يبق منهم بعد حرب 1948 سوى 9400 فلسطيني جمعتهم إسرائيل في منطقة أطلقت عليها اسم السياج». وقرر مؤسس دولة إسرائيل دافيد بن غوريون في تشرين الثاني (نوفمبر) 1948 إبقاءهم في المنطقة. ويوجد نحو 260 ألف بدوي في إسرائيل معظمهم يقيمون في صحراء النقب في الجنوب، ويقيم أكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها دون بنى تحتية وفي فقر مدقع. ويوم غد السبت 14 أيار (مايو)، ستنظم «مسيرة العودة» في قرية الطيرة جنوب حيفا في شمال إسرائيل. وكانت الطيرة ذات منازل حجرية تقع على سفح جبل الكرمل وتحيط بها بساتين الزيتون واللوز. وكان عدد سكانها 6113 نسمة تقريبا قبل أن تحتلها قوات «هاغاناه» اليهودية الإسرائيلية في 16 تموز/ يوليو 1948 بعدما قصفتها البحرية الإسرائيلية. وبنيت على أنقاضها مدينة طيرات هكرمل التي يسكنها نحو 19 ألف يهودي ولا يوجد فيها سكان عرب. ويقدر عدد العرب في إسرائيل اليوم ب1,4 مليون نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. ويشكلون 20 في المئة من السكان ويعانون من التمييز ضدهم، خصوصاً في مجالي الوظائف والإسكان.