كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في دمشق ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قدم الى قادة حركة «حماس» خلال زيارته لغزة «مبادرة» جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية تتضمن ثلاث نقاط تشمل توقيع تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية قبل توقيع الورقة المصرية، مع تشكيل حكومة تكنوقراط تشرف على الانتخابات وتنفيذ الاتفاق. وأكدت ان «حماس» متمسكة بتوقيع التفاهمات والورقة المصرية في آن لتكون «مرجعية موحدة للمصالحة»، مع حرص الحركة على الحفاظ على «الزخم السياسي» الناتج من جريمة اسرائيل ازاء «اسطول الحرية» لرفع الحصار عن قطاع غزة، بموجب اتصالات مع قوى دولية وأنقرة. وبحسب المعلومات المتوافرة ل «الحياة»، فإن ترتيبات مدير مكتب الأمين العام للجامعة هشام يوسف لم تتضمن لقاء رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية في المقر الرسمي لدى زيارته غزة، وأن الاقتراح كان ان يأتي هنية الى مقر اقامة موسى في الفندق، غير ان اتصالاً هاتفياً جرى بين الأخير ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل خلال وجوده في الخرطوم، أسفر عن الاتفاق على حصول اللقاء في منزل هنية. وفي هذا اللقاء، اعاد موسى طرح موضوع المصالحة مقترحاً ثلاث نقاط: اولاً، حصول تفاهمات فلسطينية بين الفصائل وبين «حماس» و«فتح» وتوقيعه بحيث تكون مصر غير معنية بذلك. ثانياً، توقيع الورقة المصرية من دون تعديل من الفصائل. ثالثاً، تشكيل حكومة تكنوقراط تقوم بثلاثة امور تتعلق بإجراء الانتخابات والمهمات الأمنية في قطاع غزة والضفة الغربية وتنفيذ اتفاق المصالحة. وأشارت المصادر الى ان المبادرة تعتبر اقتراحات رئيس اللجنة الأهلية لرفع الحصار جمال الخضري جزءاً منها. وكان الخضري التقى الرئيس محمود عباس ومسؤولين مصريين قبل تقديم مقترحات بينها ان تقوم الفصائل ب «حل الملاحظات على الورقة المصرية بالتوافق بعد توقيعها»، ثم تحقيق المصالحة بأربع مراحل: تفاهمات فلسطينية، وتوقيع الورقة المصرية، وتوافق على الملاحظات بين الفصائل، وتفاهمات على التنفيذ. ولم يتناول اقتراح موسى الجانب السياسي في المصالحة على اساس ان «المرجعية السياسية ليست الحكومة، بل برنامج منظمة التحرير الفلسطينية». وأشارت المصادر الى ان عباس والجانب المصري «قبلا هذه المقترحات مع انها غير موجودة في الورقة المصرية، على عكس ما كان يقال برفض اي تعديل على الورقة»، وأن مشعل تبلغ من موسى ان عباس سيرسل في الأيام المقبلة وفداً ل «اطلاق حوار» على اساس ورقة موسى المتضمنة افكار الخضري. وربطت المصادر الفلسطينية بين هذا «الزخم» ازاء تحريك ملف المصالحة و«الزخم السياسي» الذي اطلقته جريمة اسرائيل ضد «اسطول الحرية» لبدء تحركات دولية وإقليمية وعربية لفك الحصار عن غزة بحيث يكون الهدف بربط ذلك بإنجاز مصالحة يكون هدفها اخراج «حماس» من الصورة او تحقيق العودة الى اتفاق المعابر لعام 2005 الذي يضم الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية ومصر من دون تمثيل لحكومة هنية. لكن مصادر «حماس» اكدت تمسك الحركة بتحقيق المصالحة ونبذ الخلاف والفرقة لتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، وأن يكون توقيع التفاهمات بين الفصائل والورقة المصرية في آن لتشكيل مرجعية للمصالحة والشراكة الحقيقية بين «حماس» و«فتح» في المجالات الأمنية والسياسية والإشراف على الانتخابات المقبلة.