أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على لسان الناطق باسمه ستيفان دوجاريك أنه «لم ولن ينحاز إلى أي جهة» في النزاع في شأن الصحراء الغربية، مشدداً على أن الأمين العام «لم يهدف إلى استفزاز أي كان بما قاله أو فعله» خلال زيارته الجزائر وموريتانيا ومخيمات اللاجئين في الصحراء الغربية، «خصوصاً المملكة المغربية، العضو المقدَّر في الأممالمتحدة». وقال دوجاريك إن الأمين العام «لم يعمد، وكذلك مبعوثه الخاص إلى المنطقة كريستوفر روس، إلى فرض رأي أو موقف حيال طرف أو آخر» في مسألة الصحراء. وأضاف أن مهمة المنظمة الدولية لتسهيل «عملية المفاوضات مبنية على مبادئ الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وأكد أن الأممالمتحدة «تعمل على تشجيع الأطراف على التفاوض من دون شروط مسبقة وبنية جيدة لإيجاد حيل سياسي مقبول من الطرفين ويؤمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وفق ما طلب مجلس الأمن». وأكد دوجاريك أن موقف الأممالمتحدة «لم يتغير، وما من شيء قاله أو فعله الأمين العام خلال زيارته إلى شمال أفريقيا كان يقصد به الإشارة إلى أي تغيير في مقاربة الأممالمتحدة حيال مسألة الصحراء الغربية». واعتبر أنه «من المفيد فهم الظروف التي استخدم فيها الأمين العام بان كي مون كلمة احتلال، لمرة واحدة، رداً على سؤال للصحافة، باعتبار أنه كان تأثر وشعر بالحزن لرؤية الظروف القاسية التي يعيش فيها الرجال والنساء والأطفال على مدى عقود» وأن استخدامه كلمة «احتلال، لم يكن مخططاً أو مقصوداً بل كان رد فعل شخصي عفوياً». وأكد دوجاريك: «نحن نأسف لسوء الفهم والنتائج التي تبعت رد الفعل الشخصي هذا خصوصاً بأن الهدف الرئيسي لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة كان التركيز على الحاجة إلى اتفاق متبادل على كيفية التحرك قدماً». على صعيد آخر، أعلنت الأممالمتحدة أول من أمس، إنها تلقت اتهامات جديدة ضد قوات حفظ السلام التابعة للمغرب وبوروندي بارتكاب انتهاكات واستغلال جنسي في جمهورية أفريقيا الوسطى. وسيقت عشرات الاتهامات المماثلة ضد قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تسلمت بعثة الأممالمتحدة المعروفة باسم «مينوسكا» مهماتها من قوات الاتحاد الأفريقي في أيلول (سبتمبر) 2014. وقال دوجاريك إن قوات حفظ السلام البوروندية اتهِمت باغتصاب فتاة عمرها 14 سنة في وقت سابق هذا الشهر بينما اتُهم جندي مغربي بالضلوع في علاقة استغلال جنسي في شباط (فبراير) الماضي. وقال دوجاريك إن المغرب وبوروندي أُبلغا بهذه المزاعم. وبمجرد إخطار الدولة المعنية بالأمر فإن عليها إبلاغ الأممالمتحدة خلال 10 أيام ما إذا كانت تعتزم التحقيق في تلك المزاعم. وإذا لم تفعل ذلك فستجري الأممالمتحدة تحقيقها الخاص. وتابع دوجاريك: «أشار المغاربة حتى الآن إلى أنهم سيجرون تحقيقاً». من جهة أخرى، قال ناطق باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن أمام بوروندي حتى مطلع الأسبوع المقبل كي تبلغ الأممالمتحدة بأنها تمكنت من فتح تحقيق. وتعهدت الأممالمتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لتجنب تكرار أخطاء الماضي. واستقال الرئيس السابق لبعثة الأممالمتحدة باباكار جاي في آب (أغسطس) الماضي، وسُحِب حوالي 800 عنصر من قوات حفظ السلام الكونغولية الشهر الماضي. وأعلنت الأممالمتحدة عن 99 زعماً بوقوع استغلال جنسي يشمل عاملين في الأممالمتحدة في العام الماضي. وهذا الرقم يزيد عن المزاعم التي سُجلت في عام 2014 حيث بلغ العدد 80 حالة. وتضم غالبية المخالفات (69 مخالفة) موظفين من 10 بعثات لحفظ السلام. وللأمم المتحدة قوات عسكرية يبلغ قوامها 106 آلاف عنصر، تعمل ضمن 16 بعثة لحفظ السلام.