باريس - أ ف ب - إذا كان التدخين قاتلاً، فهذا لا يعني ألا تراعي علب السجائر المعايير البيئية، لذلك قرر أحد صانعي السجائر العالميين اطلاق علب قابلة للتدوير، الا انه لم يتمكن بعد من اقناع المدافعين عن البيئة بجدوى فكرته. ويرى المركز الدولي للمعلومات المستقلة عن النفايات، انه لا جدوى من تخصيص حاويات خاصة لالقاء علب السجائر الفارغة فيها، اذ ان حجمها صغير جداً. كما ان شريحة الالومنيوم في داخلها لا يمكن ان تخضع لعملية التدوير. ولتسهيل عملية التدوير، قرر الفرع الفرنسي لشركة «بريتش اميركان توباكو» استبدال شريحة الالمنيوم بورق قابل للتدوير كلياً، واستحداث نظام لجمع العلب الفارغة لتدويرها. وبناء على ذلك، فإن ثماني علامات تجارية سجائر عالمية ستعتمد تدريجاً هذا النوع من الورق. وابتداءً من أول حزيران (يونيو) سيقترح 400 بائع سجائر في باريس، ان يستردوا علب السجائر الفارغة من هذه الماركات بغية تدويرها. وتبيع «بريتش اميركان توباكو» عشرة بلايين سيجارة من أصل 55 بليون سيجارة تدخن سنوياً في فرنسا، أي ما يوازي اكثر من 2.5 بليون علبة. في المقابل شكّك المركز الدولي للمعلومات المستقلة عن النفايات في جدوى هذا المشروع، وتخوف سيباستيان لابير مدير المركز من ان تشكل عملية التدوير أحياناً وسيلة دعائية ترمي الى اظهار المؤسسة بصورة من يتحمل المسؤولية البيئية، في الوقت الذي تنفق فيه على الدعاية اكثر مما تنفق من أجل الحفاظ على البيئة. وتساءل أيضاً عن «التكلفة الاقتصادية والبيئية لهذه العملية» التي تتطلب استخدام شاحنات لنقل العلب الفارغة. ويضاف الى كل ذلك مشكلة اعقاب السجائر، لا سيما تلك التي تلقى في الطرقات. وفي محاولة للتصدي لهذه المشكلة، أقرت الجمعية الوطنية في فرنسا قانوناً يبيح لبائعي السجائر توزيع منافض مجانية توضع في الجيب بهدف «الحفاظ على البيئة»، اذ ان «اعقاب السجائر تستغرق ما بين ثلاثة أشهر وسنتين حتى تتحلل». ووزعت «بريتش اميركان توباكو» عدداً من هذه المنافض المجانية على الشواطىء في 2008 وفي مراكز التزلج في الشتاء الماضي. وطالبت بوضع منافض ثابتة في الشوارع كما هي الحال في مدينة ستراسبورغ.