قال محامي صلاح عبدالسلام المشبوه الوحيد الذي يعتقل حياً لضلوعه في اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أنه يتعاون مع محققي الشرطة و «يساوي ثقله ذهباً» بالنسبة للشرطة. وأكد وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون أن البلاد في حالة تأهب لاحتمال وقوع هجمات انتقامية، عقب اعتقال عبدالسلام البالغ من العمر 26 سنة في شقة في العاصمة بروكسيل يوم الجمعة الماضي. وقال: «نعلم أن وقف خلية واحدة يمكن أن يدفع خلايا أخرى للعمل. نحن مدركون لذلك». والتقى مدعي باريس فرنسوا مولانس في بروكسيل نظيره البلجيكي ودرسا سير التحقيق في اعتداءات باريس والذي أحرز تقدماً، إثر كشف هوية شريك لعبدالسلام بعد ثلاثة أيام على اعتقاله. وتزامن ذلك مع استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، الجمعيات التي تمثل أسر ضحايا الهجمات التي أوقعت 130 قتيلاً ومئات الجرحى. وأدت معلومات كشفها مدعي باريس حول أولى جلسات الاستماع لإفادة عبدالسلام، بأنه كان ينوي «تفجير نفسه في ستاد دو فرانس ليلة الاعتداءات قبل أن يتراجع»، إلى إثارة استياء محاميه. وبعد توقيف عبدالسلام أحرز التحقيق تقدماً جديداً امس، اذ تم التعرف إلى هوية أحد شركاء منفذي الاعتداءات المعروف حتى الآن بسفيان كيال والملاحق منذ الرابع من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وأعلنت النيابة الفيديرالية البلجيكية أمس، أن اسم المشبوه الجديد هو نجم العشراوي المولود في 18 ايار (مايو) 1991 وذهب الى سورية في شباط (فبراير) 2013. وبهذه الهوية المزورة، تم استئجار منزل تعرض لمداهمة في 26 تشرين الثاني 2015 في اوفليه قرب نامور جنوببلجيكا. واستخدم هذا المنزل لتدبير اعتداءات باريس. وأوضحت النيابة انه «تم العثور على آثار الحمض النووي الريبي لنجم العشراوي في المنزل المستأجر في اوفليه وكذلك في الشقة الواقعة في شارع هنري برجيه في شاربيك (قرب بروكسيل) التي قد تكون استخدمتها المجموعة الإرهابية». وكان العشراوي أيضاً عبر في سيارة في 9 ايلول (سبتمبر) الماضي، نقطة تفتيش عند الحدود النمسوية- الهنغارية برفقة صلاح عبدالسلام ومحمد بلقايد، الجزائري البالغ من العمر 35 سنة الذي قتلته الشرطة الثلثاء في فورست في جنوب غربي بروكسيل. ويشتبه المحققون بأن العشراوي وبلقايد أجريا اتصالات هاتفية مع عدد من أعضاء المجموعة، ليلة تنفيذ اعتداءات باريس. ورجحت النيابة أن يكون بلقايد الشخص الذي وجه إليه أحد انتحاريي قاعة باتاكلان الرسالة النصية القصيرة «لقد انطلقنا وسنبدأ» من هاتف حدد موقعه في بلجيكا. وأجري اتصال آخر من هاتف بلجيكي في ذلك المساء بعبد الحميد اباعود العقل المدبر المفترض للاعتداءات من المكان نفسه في بروكسيل. وفي 17 من الشهر ذاته، التقطت كاميرات مراقبة تابعة ل «ويسترن يونيون» صوراً لوجهي بلقايد والعشراوي حين استخدمت بطاقة هوية الاول المزورة لتحويل مبلغ 750 يورو الى حسناء آية بولحسن قريبة اباعود، لتجد له مخبأ في المنطقة الباريسية. وتطرق المدعيان الى مسألة تسليم عبدالسلام لباريس، في إطار مذكرة توقيف اوروبية صدرت بحقه يرفضها عبدالسلام ومحاميه سفين ماري. ويبحث القضاء البلجيكي هذه المسألة في الأيام ال15 المقبلة قبل تقديم طعون محتملة او نقض الحكم. ووفقاً لإجراءات مذكرة التوقيف الاوروبية، سيصدر القرار النهائي في مهلة 60 يوماً اعتباراً من يوم الاعتقال او 90 يوماً في حال الطعن. وسيمثل عبدالسلام الاربعاء أمام المحكمة نفسها التي ستنظر في إبقائه قيد التوقيف، في اطار مذكرة التوقيف البلجيكية. ووجه القضاء البلجيكي السبت رسمياً تهمة «القتل الإرهابي» والمشاركة في أنشطة منظمة إرهابية الى عبدالسلام. ويرغب محامي عبدالسلام في ان يبقى موكله في بلجيكا لأنه «يقدم معلومات مهمة، فهو يتعاون ويتكلم. سيكون من الجيد إفساح مزيد من الوقت لأتكلم معه وليتكلم المحققون معه». وكان مولان أعلن السبت ان عبدالسلام «لعب دوراً اساسياً على ما يبدو في تشكيل المجموعة التي تحركت في 13 تشرين الثاني» وفي المشاركة في وصول بعض الإرهابيين الى اوروبا وفي التحضير اللوجستي للاعتداءات». وهو اشترى المعدات اللازمة لصنع الأحزمة الناسفة المستخدمة واستأجر شقة في الضاحية الباريسية وسيارتين «كليو» نقلتا الانتحاريين الى ستاد دو فرانس عثر عليهما في الدائرة ال18، و «بولو» استخدمتها المجموعة التي نفذت الهجوم على قاعة باتاكلان. السلطات الفرنسية تحاور ممثلين عن الجالية المسلمة