الناصرة، القدسالمحتلة، رام الله - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عزمه على مواصلة البناء الاستيطاني في القدسالشرقية، متعهداً الاحتفاظ بالمدينة كاملة، موجهاً ضربة قوية إلى المفاوضات غير المباشرة التي بدأت هذا الأسبوع بعد تأكيد السلطة الفلسطينية وجود ضمانات أميركية بوقف الاستيطان في المدينة. وقال نتانياهو، خلال الاحتفال السنوي بما يعرف ب «يوم القدس» الذي يتزامن مع احتلال القدسالشرقية وتوحيدها مع الشطر الغربي بقانون شرعه الكنيست: «لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة، ولا يمكن تقسيم أو تجميد مدينة مزدهرة... وسنواصل البناء والنمو في القدس». وأضاف أن «القدس وردت 850 مرة في التوراة، أما بالنسبة إلى عدد المرات التي وردت فيها القدس في الكتب المقدسة للأديان الأخرى، فأوصيكم بأن تراجعوا هذا». ولم يتطرق إلى المفاوضات غير المباشرة، لكنه قال إن «إسرائيل ستحتفظ بكل القدس وستضمن حرية العبادة في كل المواقع». وأضاف: «لا تقييد ولا أنوي أن أقيد صلة الآخرين بالقدس، لكني سأتصدى لمحاولة تقييد أو تحريف أو تشويش العلاقة الفريدة التي تربطنا نحن شعب إسرائيل بعاصمة إسرائيل». واعتبر أن «الصراع على القدس هو صراع على الحقيقة... نحن نبني المدينة وسنواصل بناءها ونواصل تطويرها». ورافق إعلان نتانياهو تصريحات لأركان الدولة العبرية أكدت أن إسرائيل لن تنسحب من المدينةالمحتلة في إطار أي اتفاق، وأن سياسة الترحيل وهدم المنازل في القدس العربية لن تتوقف. وأعلن وزير الأمن الداخلي إسحاق أهارونوفتش أن الشرطة ستعاود قريباً هدم منازل فلسطينيين في القدسالشرقيةالمحتلة بداعي أنه تم بناؤها من دون تراخيص بناء. من جهته، قال رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات إنه أبلغ الأميركيين بأنه «ليس معقولاً ولا قانونياً وقف البناء لليهود في القدس... وأبلغتهم بأننا سنواصل البناء في كل أجزاء المدينة»، فيما قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في طوكيو أمس أمس إنه «لا يوجد أي اتفاق بين إسرائيل والولاياتالمتحدة على وقف البناء في القدسالشرقية. والحياة الطبيعية في القدس ستتواصل كما في سائر المدن في إسرائيل». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر من أن الولاياتالمتحدة ستحمل إسرائيل والفلسطينيين المسؤولية إذا اتخذ أي من الجانبين خطوات من شأنها عرقلة المفاوضات. وقال خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول من أمس، إن على الجانبين «التفاوض بجدية وبنية صادقة». ووجه أوباما دعوة إلى عباس لزيارة واشنطن. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه إن الزيارة ستتم مطلع الشهر المقبل. وأضاف أن «القيادة الفلسطينية تتابع مع الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية الإجراءات الاستفزازية الإسرائيلية. ولن تقبل المنظمة أن تكون المفاوضات غطاء للاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية ضد شعبنا وحقوقه... وننتظر لنرى كيف ستتصرف واشنطن حيال هذا الاستفزازات». وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات كشف أمس خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس إن «الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة التي بدأها الرئيس عباس مع الموفد الأميركي جورج ميتشل انطلقت من النقطة التي انتهت إليها مفاوضاتنا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود أولمرت، ولن نضيع الوقت ولن نعود إلى الوراء». وأضاف أن «هناك جدول أعمال لهذه المفاوضات مع الإدارة الأميركية من خلال جولات محددة وسقف زمني معروف للوصول إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدسالشرقية». وأوضح أن «مواضيع التفاوض هي قضايا الوضع النهائي وسنركز في الشهور الأربعة المقبلة على الحدود والأمن، وكل تركيزنا هو ترسيم حدود الدولة على أراضي العام 1967، بما فيها القدسالشرقية». واعتبر أن «ما قامت به الحكومة الإسرائيلية من إعلان بناء 14 مسكناً استيطانياً هو قمة الاستفزاز لنا، سيما أنه يأتي بعد ساعات فقط من إعلان انطلاق المفاوضات».