يطبق الجيش العراقي حصاره على الفلوجة شيئاً فشيئاً، تمهيداً لتحريرها من «داعش» بعد انتهاء المعارك المتواصلة منذ اسابيع في الرمادي ومحيطها حيث ما زال مقاتلو التنظيم يبدون مقاومة. وتستعد قوات محلية من الشرطة تم إعدادها قبل شهور لتسلم الملف الأمني في عدد من المناطق المحررة في الرمادي بمساعدة من مقاتلي العشائر وإشراف الجيش. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» ان «القوات الأمنية بدأت منذ أسبوعين فرض حصار على الفلوجة تمهيداً لتنفيذ عملية عسكرية»، وأوضح ان «الحصار يشتد على المدينة بعد قطع مداخلها ومخارجها». وأضاف ان «هناك مخاوف من تعرضها لأزمة انسانية بسبب الحصار بعد ان توقف تدفق السلع والأغذية وفيها آلاف العائلات التي يمنعها داعش من المغادرة». ولفت الى ان «الحديث عن موعد تنفيذ عملية عسكرية سابق لأوانه ولن تجري الا بعد حسم المعارك المتواصلة في الرمادي والبلدات الشمالية والشرقية المحيطة بها حيث ما زال داعش يبدي مقاومة». وزاد ان «قوات الجيش لا تريد شن عمليتين في وقت واحد لمنع استنزاف قوته على جبهتين، وهدف القوات الأمنية ومقاتلي العشائر حالياً تأمين الرمادي في شكل كامل». وتعتبر الفلوجة أهم معاقل «داعش» في الأنبار، وأولى البلدات التي سيطر عليها، قبل الموصل، ويفرض التنظيم طوقاً امنياً حولها، ما حال دون نجاح العديد من العمليات التي نفذها الجيش لاقتحامها. وأعلنت «قيادة عمليات بغداد» التي تشارك في قاطع الفلوجة في بيان امس ان «قواتها واصلت تقدمها لتحرير مناطق جنوب الفلوجة حيث تمكنت من قتل 16 إرهابياً، في منطقة الثرثار وتفكيك 20 عبوة ناسفة». وفي الوقت نفسه تواصل قوات من الجيش ومكافحة الإرهاب التقدم في المناطق الشمالية والشرقية من الرمادي، وتجري معارك على مشارف منطقة السجارية آخر دفاعات «داعش» عن معقله الأساسي في جزيرة الخالدية. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي ل «الحياة» ان «افواج الشرطة المحلية بمساعدة مقاتلي العشائر ستمسك الأرض في المناطق المحررة في الرمادي بإشراف من مجلس المحافظة وقيادة عمليات الأنبار». وأشار الى ان «المرحلة المقبلة بعد مسك الأرض ستكون إعمار المدينة ورفع الانقاض»، ولكنه أشار الى صعوبة المهمة «بسبب انهيار البنى التحتية وإقدام داعش على سرقة معدات الدوائر الخدمية التي يستخدمها في التفخيخ». الى ذلك، قال النائب عن الأنبار احمد السلماني في بيان امس ان «القوات الامنية ستتجه الى غرب الرمادي لتحرير قضاء هيت بعد الانتهاء». وأضاف ان «القضاء معقل أساسي لداعش».