أبدى شيوخ عشائر في الأنبار استياءهم من تأخّر حسم معركة الرمادي بعد مرور شهرين على انطلاقها، خصوصاً في ظلّ تصريحات القادة الأمنيين بقرب تحرير المدينة واقتراب القوات الأمنية من مركزها، لكن الجيش يتعرّض لحرب استنزاف بسبب هجمات انتحارية ينفّذها تنظيم «داعش». وما زالت الحكومة المحلية في الأنبار تطالب بزيادة أعداد المتطوعين في صفوف القوات الأمنية من أبنائها، استعداداً لمرحلة ما بعد التخلّص من «داعش» ومنع التنظيم من العودة إليها، وسط مخاوف من حرب ثارات قد تندلع بين العشائر التي صُنّف بعضها موالياً للحكومة والبعض الآخر داعماً ل «داعش». وقال شعلان النمراوي، أحد شيوخ الأنبار، ل «الحياة»: «هناك تباطؤ في عمليات تحرير الرمادي، على رغم وجود أعداد كبيرة من القوات الأمنية والأسلحة ودعم التحالف الدولي». وطالب الحكومة بتوضيح أسباب تأخّر حسم المعركة، على رغم اقتراب القوات الأمنية إلى مشارف مركز المدينة. وأضاف أن «تأخر حسم المعركة في الرمادي بعد تقدّم جيد حققته القوات الأمنية في المدينة قبل أسبوعين، أعطى داعش فرصة لالتقاط أنفاسه وتعويض خسائره واستمراره في محاربة القوات الأمنية»، مشدداً على «ضرورة منح العشائر دوراً أكبر في المعارك لأنهم أعرف بجغرافيا المدينة وحيل التنظيم». وأشار النمراوي إلى أن «القوات الأميركية ساعدت في تحرير سنجار بعد قصف معاقل داعش خلال أيام، لكنها في الرمادي تبدو متلكئة في تحقيق الانتصار على التنظيم». ولفت إلى أن «القوات الأميركية تواصل تدريب مقاتلين من العشائر وتسليحهم لإشراكهم في مسك الأرض بعد التحرير، لكن عليهم تحرير المدينة الآن». وهناك مئات المستشارين الأميركيين في قاعدتي «عين الأسد» غرب الرمادي، و»الحبانية» شمالها، يقومون بمهام تدريب وتوجيه طائرات التحالف الدولي خلال قصفها معاقل «داعش» في الأنبار. ونجحت الولاياتالمتحدة في إبعاد قوات «الحشد الشعبي» من الرمادي، لكنها ما زالت غير مطمئنة لوجودها في أطراف مدينة الفلوجة، جنوب شرق الرمادي. وقال عبدالمجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي، ل «الحياة»، أن «قوات مكافحة الإرهاب والجيش حققت انتصارات كبيرة في الرمادي، وتمكّنت من السيطرة على مناطق وأحياء عديدة، ولم يبقَ أمامها سوى القليل للسيطرة على المدينة في شكل كامل». وأضاف أن «القوات الأمنية تواجه حرب استنزاف بسبب تأخر حسم المعركة، فيما يشن داعش هجمات متواصلة غالبيتها انتحارية تكبّد القوات الأمنية خسائر في الأرواح والمعدات، لكنها لا تنجح في جعل داعش يخترق الجبهات، ويكسر الحصار المفروض عليه داخل الرمادي». ودعا الفهداوي إلى إيجاد حلّ لمشكلة العائلات العالقة داخل المدينة، والتي يتخذ منها «داعش» دروعاً بشرية، ما اضطر طيران التحالف الدولي لإيقاف قصفه عناصر التنظيم داخل الرمادي خوفاً من سقوط مدنيين. وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أمس، أن «قوات مكافحة الإرهاب تمكّنت من تطهير منطقة الزيتون، جنوب منطقة الخمسة كيلو شمال غربي مدينة الرمادي، من عناصر داعش»، مضيفة أن «معارك التطهير أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم». كما أعلنت خليّة الإعلام الحربي، في بيان أمس، أن «طيران الجيش العراقي وجه ضربة جوية استهدفت محطة وقود تابعة لتنظيم داعش في منطقة الزنكورة، غرب الرمادي، ضمن قاطع عمليات الأنبار، أسفرت عن تدمير المحطة ومقتل من فيها». وأضافت أن 17 من مسلحي «داعش»، بينهم قياديون، قتلوا في قصف مدفعي لقوات الجيش العراقي استهدف تجمعاً لهم في المنطقة. وقالت مصادر أمنية أن انتحارياً من «داعش» استهدف بسيارة مفخخة تجمعاً لقوات الجيش و «الحشد الشعبي» في منطقة ناظم التقسيم، شمال مدينة الفلوجة، ما أسفر عن مقتل 18 عنصراً من الجيش والحشد وإصابة 15 آخرين. ولفتت المصادر الى أن القوات الأمنية تمكّنت من إحباط هجوم انتحاري ثان بسيارة مفخخة كان يستهدف قطعاتها في المنطقة نفسها.