طالب شيوخ عشائر من الأنبار بمنحهم دوراً أكبر في العمليات العسكرية الجارية لاستعادة السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة اللتين يسيطر عليهما تنظيم «داعش»، فيما شن التنظيم هجمات على القوات الأمنية وسط تحذيرات من حرب استنزاف طويلة الأمد في الأنبار. وقال عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» إن «المعارك الجارية منذ أسبوعين لتحرير مدينتي الرمادي والفلوجة تحقق نتائج جيدة ولكنها بطيئة»، وطالب الحكومة أن تمنح مقاتلي العشائر دوراً أكبر في المعارك. وأضاف أن «القوات الأمنية تحقق تقدماً شرق وجنوب الرمادي حيث وصل القتال إلى مناطق سكنية وزراعية تتطلب خبرة بالمنطقة، وهو ما يمتلكه مقاتلو العشائر، لكن دورهم حالياً غير محوري في المعارك، وعلى الحكومة إدراك ذلك». ولفت إلى أن «مقاتلي العشائر لا يستطيعون شن هجمات على معاقل داعش وحدهم بسبب ضعف تسليحهم ويقتصر دورهم على مرافقة القوات الأمنية من الجيش والشرطة الاتحادية خلال المعارك، ومن الممكن الاستفادة منهم أكثر في القتال». وأوضح الفهداوي أن «المعارك الدائرة في الفلوجة تواجه خطر حرب استنزاف طويلة الأمد لصعوبة تحقيق القوات الأمنية تقدماً نحو تحرير المدينة». وزاد أن «داعش يعرف مسالك سرية بين المناطق الزراعية ويقوم بزرع المكامن، فيما لا تمتلك القوات الأمنية خبرة في جغرافية المنطقة المعقدة». من جهته، دعا محمد الجميلي أحد شيوخ الفلوجة والموجود في ناحية العامرية، غرب بغداد، إلى تشكيل قوة أمنية من أبناء الأنبار ومن أبناء العشائر ومقاتليها في صفوف الجيش والشرطة لتقوم بمهمة مسك الأرض المحررة من داعش. وأضاف أن قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب لا تستطيع مسك الأرض والقتال في وقت واحد. وأضاف الجميلي في تصريح ل «الحياة» أن «هناك معارك كر وفر تجري في شكل يومي في مواقع العمليات في الرمادي والفلوجة» مشيراً إلى أن القوات الأمنية تستنزف جهداً كبيراً عندما تقوم بتحرير منطقة ثم تبقى فيها لمسك الأرض، ما يسمح للتنظيم بشن هجوم معاكس واستعادتها. وشدد الجميلي على «ضرورة زيادة زخم المعارك من خلال تقسيم المهام وتكليف قوات عسكرية بعمليات هجومية بينما تقوم قوات أخرى ترافقها بمسك الأراضي المحررة فوراً، وتكون ظهيراً للقوات الأمنية لمدها بالعتاد والأسلحة والطعام». إلى ذلك، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» التابعة إلى وزارة الدفاع أن «قوة من الفرقة 14 وبإسناد من طيران التحالف الدولي صدت محاولة تعرض لعناصر من «داعش» غرب قضاء الكرمة جنوب، مؤكدة «قتل 15 إرهابياً خلال هذه العملية». وأشارت إلى أن التنظيم يواصل هجمات فاشلة على ثكنات الجيش المحيطة بالفلوجة في محاولة منه لفك الحصار المفروض عليه منذ أسابيع، وأن القوات الأمنية تقوم بقصف معاقل التنظيم في محيط المدينة وتخوض معارك للسيطرة على مركز قضاء الكرمة، شمال الفلوجة. وفي الرمادي مركز الأنبار، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أن قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب تواصل تقدمها نحو مركز الرمادي عبر المنفذ الشرقي للمدينة. وأوضحت في بيان أن «قوات من الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية تمكّنت من تطهير أكثر من 600 متر باتجاه عمق العدو في منطقة حصيبة الشرقية شرقي الرمادي وتفكيك عشرة منازل مفخخة وتفجير أكثر من 50 عبوة ناسفة». وأضافت أن «قوة أخرى من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تمكّنت أيضاً من فرض سيطرتها الكاملة على المركز التجاري داخل المنطقة بعملية عسكرية نوعية أسفرت عن طرد عناصر داعش منه». وقال رئيس أركان قوة المهام المشتركة للتحالف الدولي، العميد كيفن كيليا، إن الجهود المبذولة لتصفية عناصر تنظيم «داعش» في الرمادي تسير وفق ما خطط لها وتحقق مكاسب مهمة. وأضاف في مؤتمر صحافي أمس أن قيادة قوة المهام المشتركة تولت منذ الشهر الماضي مهام تشكيل العمليات التي نفذتها القوات البرية والجوية في المدينة وفي محيطها. وأوضح أن «تلك العمليات تستهدف المباني التي تضم أكبر تجمع لعناصر تنظيم داعش»، مشيراً إلى وجود أعداد كبيرة من العبوات الناسفة المطوّرة في محيط المدينة وفي أنحاء متفرقة منها. وذكر أن التحالف نفذ أكثر من مئة عملية قصف جوي في مدينة الرمادي وفي محيطها منذ آب (أغسطس) من العام الماضي. من جانبه نشر تنظيم «داعش» على حسابه الرسمي على «تويتر» أمس صوراً قال إنها في مناطق عدة من مدينة الرمادي، مؤكداً أن الوضع مستقر في المدينة، فيما نشر فيديو قال إنه يمثل جانباً من المعارك ضد الجيش في الفلوجة.