نجح متظاهرون فلسطينيون ومتضامنون أجانب واسرائيليون امس في منع مستوطنين متطرفين من الوصول الى حي وادي حلوة وحي البستان في قلب بلدة سلوان في القدسالمحتلة. وتصدى المتظاهرون والمتضامنون لعشرات المستوطنين الذين نظموا امس مسيرة استفزازية الى الحييْن للاعلان عن عزمهم الاستيلاء عليهما، فيما فصلت الشرطة بين الجانبين، ومنعت المستوطنين من دخول الحيييْن العربيين اللذين كانا يغليان بالغضب. ويقيم المستوطنون بؤرة استيطانية في حي وادي حلوة، في وقت قررت البلدية الاسرائيلية لمدينة القدسالمحتلة هدم 88 بيتاً في حي البستان. وهاجم شبان غاضبون قوات الاحتلال بالحجارة، ودارت مواجهات استمرت ساعات اصيب فيها عشرات المتظاهرين بالأعيرة المطاط والقنابل المسيلة للدموع. وقال شهود ان المستوطنين اضطروا الى مغادرة الموقع والعودة ادراجهم بعدما واجههم المتظاهرون. ونقل مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية عن متظاهرين قولهم إن الشرطة استخدمت نوعاً من الرصاص يتسبب بحروق وجروح ورضوض للضحايا وينتشر في مناطق متفرقة من الجسم في آن. وقال المركز في بيان له إن الشرطة سبق ان استخدمت مثل هذا النوع من الرصاص في المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى والبلدة القديمة الشهر الماضي. وأقام أهالي سلوان بعد انتهاء المواجهات مهرجاناً حاشداً في محيط خيمة البستان احتفلوا فيه بصد المستوطنين وطردهم من الحي. وهتف المشاركون: «بالروح بالدم نفديك يا سلوان»، و «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، فيما قرعت النساء والأطفال الطبوب وأواني الطبخ، ورفعوا الاعلام الفلسطينية. وكان عدد من الشبان عمد الى تعليق الاحذية على اعمدة الكهرباء في الطريق التي سلكها المستوطنون للوصول الى الحي تعبيراً عن رفض وجودهم. في غضون ذلك، اطلقت الشرطة امس مسؤول ملف القدس في حركة «فتح»، عضو مجلسها الثوري حاتم عبد القادر بكفالة مالية بعد اعتقاله صباحاً وسط سلوان بتهمة التخطيط لأعمال استفزاز تزامناً مع مسيرة المستوطنين. ونقلت وكالة «معا» عن عبد القادر نفيه ادعاءات الشركة، مؤكداً انه كان دعا الى مسيرة سلمية احتجاجاً على مسيرة المستوطنين. ومن المقرر ان يقدم عبد القادر الى محكمة اسرائيلية غداً بتهم التحريض والمس بالأمن والنظام العام على خلفية مشاركته في فعاليات احتجاجية قبل أشهر تنديداً بالاعتداء على المسجد الاقصى.