اضطررت إلى غلق صوت معلق «الجزيرة الرياضية» عبدالله الحربي في مباراة الأهلي والنصر الأخيرة في شوط المباراة الثاني بعد تسجيل النصر هدفه الأول! كان المعلق يبالغ جداً في وصف الفريق المتقدم، ويبالغ أكثر في مدح اللاعب صاحب الهدف، من دون شعور لمشاعر جمهور الفريق الآخر، ومن دون أي اعتبار للتعليق الاحترافي! أعرف أن لكل معلق ميولاً لأحد الأندية، وأن هناك نجوماً يفرضون على المعلق أن يتغنى بهم، كالنجم سعد الحارثي، ولكن ذلك كله لا يجب أن يخرج المعلق عن خط الحياد، واحترام اختلافات الميول! وأنا وأنت عندما ندفع مبلغاً مالياً للاشتراك في قناة رياضية، فإن من أبسط حقوقنا على هذه القناة الناقلة، أن تختار المعلق المناسب لكل مباراة، والمحلل الأفضل، ومقدم البرنامج والمراسل! يعتقد بعض المعلقين السعوديين، أن التعليق الرياضي، هو أن «تتعلق» بالمايكرفون، وأن يكون صوتك قوياً ومرتفعاً، بل إن بعض المعلقين يشعرك بأنه يعلق في سباقات للخيل! كم أتمنى أن يستفيد المعلقون السعوديون من المعلقين الإنكليز، فهؤلاء لا تكاد تشعر بهم في المباراة، إلّا في أوقات تحتاج أنت كمشاهد إلى سماع صوت المعلق، والتركيز معه، والانبهار بما يقول! لقد افتقدنا كمشاهدين ومحبين لكرة القدم صوت المعلقين الإماراتيين، عامر عبدالله، وفارس عوض، اللذين كانا يعلقان لمصلحة قناة «أبوظبي الرياضية»، وكنا نشعر بقيمة المعلق وثقافته وحضوره! لكن منذ أن توقفت «أبوظبي الرياضية»، وانتقلت ملكية نقل المباريات إلى «الجزيرة الرياضية»، قادمة من شبكة راديو وتليفزيون العرب «art»، بتنا نشعر بما تركه هذا الغياب من فراغ! حتى على مستوى البرامج قدمت «أبوظبي الرياضية» برنامجاً ناجحاً، ربما اختلفنا معه أو حوله، وهو «خط الستة»، إلّا أنه يعتبر من أكثر البرامج الرياضية التي تحمل هدفاً واضحاً ومباشراً! في الجانب الآخر، استكثرت قنوات الجزيرة الرياضية علينا برنامجاً «مباشراً»، وقدمت لنا برنامجها «المعلب» الذي أطلقت عليه مسمى «من المملكة»، وهو برنامج فكرته قديمة، ويتمحور حول لقاء مع أحد الضيوف! وأسأل القائمين على «الجزيرة الرياضية»: إذا كانت مباراة «كلاسيكيو» كالتي تجمع الأهلي والنصر، ولم تكلف القناة أحد المعلقين الكبيرين، يوسف سيف، أو علي الكعبي بالتعليق عليها، فمتى سيعلقان؟ لقد شعرت بإحباط وأنا أسمع مراسل «الجزيرة الرياضية»، عبدالعزيز الجميعة، وكان يريد أن يقدم إطراءً لسعد الحارثي صاحب الأهداف الثلاثة في مرمى الأهلي، فلم يجد إلّا عبارة: «أجرمت في حق الأهلي»، فماذا بقي؟ وإذا ما أرادت «الجزيرة الرياضية» أن تكسب «رضا» الشارع الرياضي السعودي، فأنا أنصحها بالتعاقد مع المعلقين الإماراتيين الأنيقين، والاستعانة بالمعلق السعودي «المعلوماتي» عيسى الحربين، ومنح الثنائي التونسي عصام الشوالي، ورؤوف خليف فرصة التعليق على بعض المباريات، فلديهما تجربة ناجحة عندما كانا يعملان في قنوات art. [email protected]