ما عدا فريق الشباب الذي فاز على الوحدة بهدف من دون مقابل، فإن فرق الهلال والاتحاد والنصر قد تكون مهدت الطريق للانتقال الى الدور التالي في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي انطلقت مطلع هذا الأسبوع، لكن النتائج المقبلة سواء اليوم أم غداً ليست مضمونة بالقدر الكافي الذي يؤهل الأربعة المتقدمة في مباريات الذهاب. انها مغامرات قد يتجلى فيها الكثير من المتغيرات، فكرة القدم فيها من المفاجآت ما نعجز عن سرده، وأحياناً قد تكون النتائج المعاكسة لا علاقة لها بالمستوى بين الفريقان المتباريان، فقد شاهدنا فريق الفتح الذي أرغم فريق الهلال على التراجع وأهدر من الفرص السهلة ما كان سيضمن له مباراة مريحة في العودة، ايضاً لم يكن فريق الوحدة سيئاً من حيث المستوى وهو يقارع الشباب وحتى وهو يخرج من المباراة خاسراً بهدف دون رد، والأكيد ان المباراة غداً لن تكون(نتيجتها) بذلك الفارق الكبير اذا ما قدر لفريق الوحدة ان يفوز على ملعبه في الشرائع، والأهم من هذا ان الشباب سيدخل المباراة من اجل الفوز لتفويت الفرصة على الوحدة من الاستفادة من ضآلة النتيجة التي سجلت في مرماه. نعود الى التأكيد ان فرص الهلال والنصر والاتحاد هي الأكبر في بلوغ المرحلة ما قبل الأخيرة من هذه الكأس الغالية، لكن لعلنا ننتظر أمراً متوقعاً لن يوصف بالمفاجأة اذا حدث وان تأهل الأهلي او الفتح او الحزم والسبب ان كرة القدم لا تعرف لها قاعدة واضحة على الأقل من حيث النتيجة. الأهلي والتخبط مباراة الأهلي والنصر التي أقيمت في جدة، هي مباراة المرحلة التي تستحق التعليق، فقد أثبتت المباراة ان من يدير الأندية سواء من الإداريين او حتى الفنيين لهم حسابات خاطئة أحياناً يسقطون فيها بين الحين والآخر، او ان يكون نجاحهم في الرؤى متعلقاً بمباراة دون أخرى، فقد أكد الأهلاويون قبل مباراتهم مع النصر - بحسب ما نشر - أنهم يخططون للفوز على الفريق النصراوي بنتيجة كبيرة ومريحة قبل مباراة العودة، بل ان هناك أعضاء شرف تدخلوا في هذه المباراة لرفع الروح المعنوية، وختمها رئيس النادي بحفلة عشاء جماعية لإشعار اللاعبين بأهمية المباراة او التأكيد على حسمها في جدة قبل مباراة العودة وعطفاً على استغلال ظروف الفريق الأصفر المشتت الذهن من جراء «معركة زعبيل» والتصرف الأهلاوي تصرف لا عيب فيه، ولكن كان يجب ان يكون بشكل منتظم ومع كل مباراة، أضف الى ذلك حال التخبط الفنية التي يبدو - والله اعلم - أنها تمت بإيعاز إداري «بحت» عندما تمت الاستعانة بالمهاجم حسن الراهب ومن ثم بدر الخراشي غير المؤهلين في نظرنا لتذليل الفارق لضعف الإمكانات وسهولة مراقبتهما من الدفاع النصراوي، وهو ما سهل من مهمة النصر بالفوز بتلك النتيجة العريضة، ومن باب إشراكهما تفاؤلاً بمواقف سابقة استطاع اللاعبان من الوصول الى شباك النصر، وعلى الأهلاويين وغيرهم إدراك أن هناك لاعباً يتخصص في شباك فريق معين اعتقاد خاطئ. وعلى العكس كان التنظيم الإداري والفني قد بلغ ذروته في التحضير من خلال اللعب الحذر والعودة من جدة حتى ولو بنتيجة سلبية، وهذا كان واضحاً في الشوط الأول الذي انتهى سلبياً، بل ان النصراويين استطاعوا النفاذ من موقعة الوصل الإماراتي بشكل كبير، وهو ما سهل من مهمتهم في منزلة الفريق الأهلاوي بتلك الشجاعة المتناهية. اما الآن فإن هذه المباراة انتهى شوطها الأول بأفضلية نصراوية لكن الأهلي لم يخسر بعد المباراة، يمكن للأهلي اذا تجاوز أخطاء مدربه وتدخل إدارييه ان يتفوق في مباراة الرياض، قد يفعلها الأهلي من يدري؟ لكن السؤال هل سيسمح له النصر؟ الإجابة عن هذا السؤال بعد غد. [email protected]