قام نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح أمس بزيارة تفقدية إلى منطقة باب المندب وجزيرة ميون بعد يومين من تحريرهما من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم في وقت واصلت وحدات الجيش الموالي للشرعية والمدعوم من قوات التحالف عملياتها للتقدم نحو ميناء المخا على البحر الأحمر بالتزامن مع استمرار المواجهات غرب مدينة مأرب. ووجه بحاح تحذيراً إلى الحوثيين وحلفائهم، اعتبر فيه أنه لم تعد أمامهم «أي فرصة للمغامرات السياسية والعسكرية». وقال: «هناك مغامرات تمت من الحوثيين وصالح للقضاء على مقدرات الدولة، ونحن الآن في المعركة لاستعادة الدولة»، مضيفاً: «لن تكون هناك أي فرصة للمغامرات السياسية والعسكرية وهذه رسالة أخيرة للحوثيين وحلفائهم». واعتبر بحاح استعادة باب المندب وجزيرة ميون «نصراً استراتيجياً، كون المضيق يعد ممراً ملاحياً عالمياً»، وقال: «سوف تستمر هذه العملية التي انطلقت من عدن لاستعادة الشريط الساحلي بدءاً بباب المندب ومروراً بميناء المخا والحديدة والشريط الساحلي كافة الذي يربطنا مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وتحديداً الجهة الشمالية». وأكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، أن زيارة بحاح جاءت على رغم استمرار الاشتباكات مع ميليشيا الحوثي ومسانديها من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح في المناطق المحيطة بجزيرة ميون. وذكر مسؤولون أمنيون أن معركة تحرير الجزيرة التي تمثل مدخلاً استراتيجياً لباب المندب، أسفرت عن استشهاد 55 مقاتلاً حكومياً. وقال مراسلون رافقوا رئيس الوزراء اليمني إنهم شاهدوا جثث عشرات من مقاتلي ميليشيا الحوثي وعتادهم العسكري المدمر. وتواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف في محافظة مأرب، عمليات تطهير واسعة في جبهات عدة. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة»، إن رجال المقاومة وقوات التحالف طهروا أكثر مرتفعات منطقة البلق القبلي، وتقدموا إلى محيط مزرعة الرويشان. وقال مصدر في السلطة المحلية ل «الحياة»، إن محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان العامة وقيادات من التحالف أقاموا حفلة فوق عرم السد، تتويجاً للنصر والتقدم الكبير الذي حققته القوات المشتركة. وشنت طائرات تابعة لقوات التحالف أمس غارات على مواقع الحوثيين حول المخا، في حين أوقعت المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين خلال الساعات ال24 الماضية 19 قتيلاً بينهم 12 «حوثياً». وفيما كثف طيران التحالف غاراته على صنعاء وضواحيها ومحافظات البيضاء وتعز وحجة وصعدة ومأرب وذمار مستهدفاً مواقع الحوثيين ومعسكرات يسيطرون عليها، تواصلت المعارك في مختلف جبهات مدينة تعز بين مقاتلي «المقاومة الشعبية» ومسلّحي الجماعة وسط أنباء عن مقتل وجرح عشرات منهم وسقوط عدد من المدنيين في قصف حوثي على الأحياء السكنية. إلى ذلك، حذرت مصادر «المقاومة الشعبية» في محافظة أبين من خطورة تحركات جديدة للحوثيين يعتقد أنها تستهدف مجدداً السيطرة على مديرية لودر شمال المحافظة، وأكدت المصادر أن مسلحي الجماعة حشدوا قوات ضخمة في مديرية مكيراس الواقعة بين أبين والبيضاء ويحاولون التقدم أسفل منطقة «عقبة ثرة». واستهدف طيران التحالف أمس مواقع للجماعة في مدينة البيضاء ومديرية مكيراس وضرب مواقع الحوثيين وتحصيناتهم في وادي الجفينة ومناطق الزور والطلعة الحمراء غرب مأرب، وجدد قصف معسكرات الحفا والنهدين في صنعاء، حيث دوت انفجارات ضخمة عقب الغارات التي امتدت إلى الضواحي الغربية والشمالية للعاصمة في مديريتي بني مطر وأرحب. وأكدت مصادر محلية وشهود أن القصف الجوي للتحالف استهدف مديرية حرض في محافظة حجة (شمال غرب) ومواقع متفرقة في محافظة صعدة المجاورة حيث معقل الجماعة، كما دمر عدداً من آليات مسلحيها في مدينة تعز ومنطقة جبل الشرق التابعة لمحافظة ذمار (جنوبصنعاء). إلى ذلك، شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت (جنوب شرقي) أمس وأول من أمس، انتفاضة شعبية وتظاهرات وسط انزعاج شعبي كبير، عقب تفجير مسلحي تنظيم «القاعدة» قبة ومقام «الشيخ يعقوب» التاريخية وسط مدينة المكلا أمس، عندما أقدم عناصر التنظيم على زرع عبوات ناسفة داخل قبة يعقوب الأثرية الواقعة في حي الشهيد خالد بمدينة المكلا القديمة، ثم قاموا بتفجيرها. وفي جنوب السعودية، أحبطت طائرات التحالف أمس مخططاً لميليشيا الحوثي وصالح لمهاجمة الحدود السعودية بعد احتشاد أعداد كبيرة منها في محافظة حرض الواقعة شرق مدينة الطوال الحدودية السعودية بنحو 10 كيلومترات. وتمكنت القوات البرية السعودية من قتل ما لا يقل عن 70 مسلحاً يمنياً اعتدوا على نقاط حدودية باتجاه مدينة الموسم الحدودية السعودية. واستخدم المسلحون الرشاشات وقذائف الهاون والكاتيوشا على قرى حدودية سعودية، لكنها لم تسفر عن إصابات أو أضرار. وفي مدينة عدن أفادت مصادر أمنية أمس أن مجهولين اغتالوا ضابطاً في الأمن يدعى فهمي الحسني وقيادياً في «المقاومة الجنوبية» يدعى نبيل العولقي في حادثين منفصلين، وأكدت المصادر أن منفذي العمليتين الذين يعتقد أنهم على صلة بالجماعات المتطرفة استخدموا دراجتين ناريتين للفرار بعد إطلاق النار على الضحيتين. كما أعلنت المصادر نفسها مقتل شخصين إثر انفجار لغم من مخلفات المسلحين الحوثيين في سيارتهما في منطقة دار سعد شمال المدينة. من جهة أخرى، أكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» نقلاً عن مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية، أن اليمن اتخذ قراراً بطرد السفير الإيراني لدى اليمن وسحب القائم بالأعمال اليمني لدى طهران وإغلاق اليمن بعثته في إيران. وقال المصدر إن «هذا الإجراء يأتي احتجاجاً على استمرار تدخل إيران في الشؤون الداخلية اليمنية وانتهاكها السيادة الوطنية بجملة من الأعمال والممارسات العدائية والتي ليس آخرها احتجاز السفينة الإيرانية المحملة بالسلاح أثناء نقلها إلى الجماعات الانقلابية المسلحة».