أكد في أول حوار بعد تعيينه.. رصد مشروعات متعثرة.. ونقص في الأدوية أقر مدير الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور حمد الأكشم أن الشؤون الصحية بجازان تعاني من عدم استكمال البنية الأساسية والتي تعيق عمل بعض المشروعات، وأشار إلى أن حالات القلب والأورام والأمراض الجينية هي الأكثر تحويلا لخارج المنطقة.. خص د. الأكشم «المدينة» بالحوار التالي.. في أول ظهور إعلامي له: * كيف تنظرون إلى الوضع الصحي بالمنطقة ؟ - لا شك أن منطقة جازان أسوة ببقية مناطق المملكة أخذت نصيبا وافرًا من الاهتمام من قبل صانع النهضة والتنمية خادم الحرمين الشريفين، ومن ضمن هذا الاهتمام كان التركيز على تطوير الخدمة الصحية بالمنطقة، وترتب على ذلك طفرة في المشروعات الصحية والخدمات الصحية.. * وماهي خططكم لتطوير الرعاية الأولية ؟ - حظيت المنطقة بإحلال 105 من مستوصفاتها ال 161 القائمة حاليا، وكان الإحلال وفق المعايير الصحية الحديثة فمعظم هذه المستوصفات تم تحديثها إنشائيا وتجهيزها لتكون بمواصفات مراكز طب أسرة وتتوفر بها خدمات الأشعة وفحص الحوامل والمختبرات والأسنان ومعاينة ومعالجة جميع الحالات المزمنة والطارئة. كذلك تم إحداث واستحداث العديد من المراكز الصحية الجديدة لتغطي معظم قرى وهجر المنطقة بما في ذلك القطاع الجبلي، وتم دعم المنطقة بمراكز متخصصة بأحدث المواصفات الإنشائية والتجهيز كمركز طب الأسنان والمختبر الإقليمي ومركز نواقل المرض ومركز مرضى السكري. الأسرة * هل يلبي عدد الأسرة في المنطقة الطلب الكبير عليها حاليا ولا يضطر المواطن للعلاج خارجها؟ - تم دعم المنطقة بأكثر من 1500 سرير ليصبح عدد الأسرة بعد افتتاح المشروعات الجديدة أكثر من 3500 سرير، ويتم حاليا العمل على المستشفى التخصصي والذي سيوفر الكثير من الخدمات العلاجية والتي كان المريض سابقا يحتاج للسفر للحصول عليها كأمراض القلب والأمراض الجينية والجراحات المتقدمة، كذلك سيتم دعم التخصصي مستقبلا بمركز لعلاج الأورام وأمراض السرطان وجراحة القلب، وسيقدم مستشفى النساء والولادة العديد من الخدمات الصحية مما يجعله قادرًا على معالجة جميع الحالات المرضية بالمنطقة. أما المراكز المتخصصة فستكون كافية لتقديم جميع الخدمات التخصصية في مجالها إذا تعدت الحالات المحولة خارج المنطقة للقلب والأورام والأمراض الجينية، ومن أجل ذلك تم وضع المواصفات الإنشائية والتجهيزات بالمشروعات الجديدة لتكون قادرة على معالجة هذه الأمراض. وحسب الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة فإنه مستقبلا ستكون المنطقة قادرة على إجراء جميع الخدمات الطبية، عدا بعض الخدمات المتقدمة جدًا كجراحة قاع المخ وبعض الزراعات المتقدمة كالكبد والبنكرياس والقلب. تعثر المشروعات * هناك بطء في تنفيذ بعض المشروعات أو توقفها بشكل تام.. فما هي الأسباب من وجهة نظركم ؟ - نعم هناك بعض المشروعات تعاني من التأخر في تنفيذها ويعود السبب الى تعثر المقاول في إنشائها وتم اتخاذ الإجراءات النظامية ضد هؤلاء المقاولين، ولكن للأسف فإن اتخاذ الإجراءات النظامية يأخذ وقتا حتى يكون قانونيا وقابلا للتنفيذ، وبعضها بدأ المقاول في تنفيذها. ورأت الوزارة وصحة المنطقة أنه يجب تطوير هذه المشروعات حسب المواصفات العالمية الحديثة وترتب على ذلك ارتفاع التكاليف إلى أكثر من 50 % مما جعل الوزارة تطلب الدعم من المالية ورغم أن عملية طلب الدعم قد أخذت بعض الوقت، إلا انه ولله الحمد تمت الموافقة على الدعم لجميع المشروعات بالمنطقة، بالإضافة إلى أن بعضها تم اعتماده، ولكن للأسف كانت هناك صعوبة في إيجاد الأراضي المناسبة لبدء المشروعات لاسيما في المناطق الجبلية كمشروع مستشفى فيفا. وبعضها تم ترستيها على بعض المقاولين وبعد معاينتهم المواقع على الطبيعة انسحبوا من المشروعات بسبب صعوبة المواقع كما حدث في قيس وفرسان مما تطلب طرحها من جديد والبحث عن مقاولين لاستكمال هذه المشروعات وعلى الرغم من الأسباب السابقة فإن نسبة المشروعات المتأخرة لا تشكل ظاهرة ولا تتجاوز نسبتها 10% من اجمالي مشروعات المنطقة. التسرب الوظيفي * هناك عدد كبير من الأطباء والفنيين اتجهوا للعمل الإداري برغم الاحتياج الكبير لهم في بعض التخصصات.. كيف تواجهون هذا التسرب ؟ - نعم هناك بعض الكوادر الفنية اتجهت للعمل الإداري على حساب عملهم الفني، ولكن ليس بالصورة التي يعتقدها البعض ولإيضاح هذا الموضوع نقول إنه تم استحداث العديد من الإدارات الفنية الجديدة والتي تعنى بتجويد الخدمة الطبية المقدمة للمريض ولكون هذه الإدارات الهامة لا توجد لها ملكات وظيفية في الوقت الراهن فقد تم دعمها بفنيين للقيام بمهام تلك الإدارات. ومن ضمن هذه الإدارات نذكر إدارة الجودة والرعاية المنزلية وعلاقات المرضى والتنسيق الطبي والنقل الإسعافي وإدارة الطوارئ والأزمات والمراجعة الإكلينيكية. نقص الأدوية * رغم توصيات وزارة الصحة المستمرة بعدم تكليف المريض أي أعباء أو تكاليف إلا أن بعض الأدوية لا تزال غير متوفرة مما يضطر المرضى لشرائها من الصيدليات الخارجية.. فما حجم ونوعية النقص لديكم؟ - غالبية الأدوية التي يحتاجها المريض موجودة بدليل الوزارة ومتوفرة بالمجان ويتم تحديث هذا الدليل سنويًا وإدخال الأدوية الجديدة التي تثبت الحاجة لها، ولكن تواجهنا بعض الصعوبات مع بعض الأطباء في كتابتهم لبعض الأدوية تأثرًا بالدعاية التي تقوم بها الشركات المنتجة لهذا الدواء على الرغم من توفر البديل له بدليل الوزارة. كذلك فإن بعض المرضى المراجعين لمستشفيات أخرى يحضرون أدوية معينة منتجة من شركات معينة وعندما نقوم بصرف نفس الدواء والذي يحمل نفس الاسم الكيميائي ولكن باسم تجاري مختلف لاختلاف الشركة المنتجة نجد أن المراجع لا يقتنع بأنه نفس المنتج، ومثل هذه الأمور يمكن القضاء عليها بالتثقيف الصحي. أما بالنسبة للأدوية الطارئة فهي خط أحمر للوزارة وللمديرية وهناك مبلغ 23 مليون ريال للشراء المباشر لأي دواء طارئ لا يتوفر بدليل الوزارة أو في مستودعات التموين ويرى الطبيب المعالج ضرورة توفيره للمريض، وهناك تعليمات واضحة وصريحة لشركات الأدوية بتوفير الدواء أولا وبعد ذلك المطالبة بحقوقهم المالية. قلة الأجهزة * منطقة جازان منطقة ذات مساحة جغرافية كبيرة ولا يوجد إلا جهاز وحيد للرنين المغناطيسي.. ألا يشكل ذلك معاناة أكبر للمرضى ؟ - نعم كان هناك جهاز واحد للرنين المغناطيسي ولكن ستكون هناك طفرة بأجهزة الرنين المغناطيسي بالمنطقة، وتم توفير جهاز بأحدث المواصفات للبرج الطبي وكذلك سيتم تجهيز مستشفى الأمير محمد بن ناصر وصبيا وأبو عريش وصامطة بأجهزة رنين مغناطيسي بأفضل المواصفات. الأخطاء الطبية * حدثت كثير من قضايا الأخطاء الطبية ولم يتم البت فيها أو لم تخرج العقوبات التي أُقرت للإعلام ؟ - يتم البت في جميع القضايا حسب نوع القضية فالحق الخاص يحال للجنة الصحية الشرعية والحق العام للجنة المخالفة الطبية، ولكن العقوبة يتم اتخاذها بعد التحقيق والتدقيق وهذا يأخذ وقتا من تاريخ الخطأ الى وقت إصدار العقوبة، كذلك فإنه حسب النظام في حالة التظلم على ديوان المظالم من قبل المدعي أو المدعى عليه لا يتم البت في القرار إلا بعد صدور قرار ديوان المظالم والذي غالبا يأخذ وقتا للبت فيه. أما بالنسبة للإعلان عن العقوبات فليس لدينا مانع من الإعلان عن أي عقوبة يتم صدورها من اللجان المعنية متى ما طلب منا. الأوبئة * منطقة جازان منطقة حدودية ماهي الإجراءات المتبعة للحد من انتشار أي وباء قادم عبر الحدود من الدول المجاورة ؟ - تقوم الشؤون الصحية بالتعاون مع الإدارات الحكومية الأخرى بدورها في مكافحة انتشار الأوبئة من الدول المجاورة، وذلك بمتابعة من سمو أمير المنطقة، وهناك قرار من مجلس الوزراء حدد آلية مكافحة الأمراض الوبائية من قبل الصحة والبلدية ودور الصحة هو علاج وتقصي وبائي في حالة اكتشاف حالة ما. وتهتم الشؤون الصحية بالدور التثقيفي والذي يلعب دورًا هامًا في مكافحة هذه الأوبئة، وقامت وزارة الصحة بإنشاء العديد من محطات نواقل المرض ونقط الطبابة والتي تساهم في الكشف المبكر وكذلك تلعب دورا هاما في عملية التثقيف الصحي، وقد تم تزويد هذه المحطات والنقاط بالمعدات اللازمة لمعرفة الإصابة المبكرة بالأمراض الوبائية. الخدمات * يشتكي بعض المواطنين من بعض العاملين سواء أطباء أو كوادر فنية من التعامل السيئ أو عدم تقديم الخدمات بشكل المطلوب.. ماهي رسالتكم لهم؟ الرسالة هي رسالة وزارة الصحة لجميع العاملين تحت مظلتها (المريض أولا ) (والمعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانيات)، ولمثل هؤلاء نذكرهم أن تخفيف معاناة المرضى فيها من الأجر العظيم متى ما احتسب مقدم الخدمة الأجر من الله سبحانه وتعالى. التذاكر * انتقل مكتب إصدار التذاكر من موقع المديرية الى موقع جديد مما يضطر المراجع للذهاب والعودة الى المديرية لإجراء التوقيع.. أليس في ذلك مشقة على المرضى وذويهم؟ - منذ أن كنت مديرًا للطب العلاجي كان وضع المرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج المنطقة هما شاغلا لبالي وعندما كلفت بمنصب مدير عام الشؤون الصحية كان أول القرارات التي اهتممت بها هو إيجاد مبنى يضم الهيئة الطبية وشؤون المرضى ومكتب التذاكر. والحمد لله قمنا باستئجار مبنى لهذا الغرض وجنبنا المرضى عناء التنقل بين المكاتب والخطوط وقد بدأ العمل الفعلي بهذا المبنى بتاريخ 1/ 6/ 1433 وتم تكليف بعض المسؤولين بالمبنى بتوقيع تذاكر المرضى. كفاءة القطاع * القطاع الصحي الخاص شريك أساسي لكنه ما يزال لا يرقى إلى تطلعات وطموح أبناء المنطقة.. ماهي السبل لرفع كفاءة هذا القطاع؟ - مستشفيات الصحة في المنطقة تعمل فوق طاقتها فجازان ربما الوحيدة في المملكة التي تضطلع مستشفيات الصحة بشرف خدمة المرضى في ظل عدم وجود مستشفيات جامعية او حكومية اخرى او مستشفيات خاصة والقطاع الخاص هو شريك استراتيجي في الخدمة الصحية متى ما توفرت الإمكانيات والخدمات الهامة بذلك القطاع، ومن أجل ذلك اتخذت الشؤون الصحية إجراءات تضمن سلامة المرضى والحفاظ عليهم وذلك بمنع الترخيص لأي منشأة لا تتوفر فيها الشروط اللازم توفرها في نظام المؤسسات الصحية الخاصة وكذلك إقفال العديد من المراكز والصيدليات المخالفة. الأسعار * يشكو بعض المواطنين من غلاء الأسعار سواء في الخدمات الصحية في القطاع الخاص أو المستحضرات الصيدلانية.. ماهو دور المديرية في الحد من رفعها ؟ - بالنسبة للأدوية نؤكد من هنا رسالة وزير الصحة حفظه الله أن الدواء خط أحمر ومن أجله تعمل الوزارة على تحديث دليلها الدوائي سنويا ليشمل كافة الأدوية التي يحتاجها المرضى كذلك رصدت بندا يتجاوز العشرين مليونا لتوفير أي دواء طارئ قد لا يكون مدرجا في دليل الادوية أو يرى الطبيب المعالج أهمية توفيره. وبالنسبة للمستحضرات الصيدلانية فإن تعامل المديرية يتم من خلال نظام الصيدليات والمستحضرات الصيدلانية والذي يوقع عقوبة الغرامة وإغلاق المنشأة في حالة وجود مخالفات أو بيع أدوية غير مرخصة أو التلاعب بالأسعار. القطاع الجبلي * يعاني القطاع الجبلي كثيرا من المشاكل سواء في المباني او الخدمات الصحية المقدمة فما تعليقكم ؟ وماهي المستجدات بخصوص مشروع انشاء مستشفى فيفاء العام وتشغيل مستشفى الريث ؟ تم دعم القطاع الجبلي بمبلغ 66 مليونا لمشروع مكافحة القات يشمل العديد من مراكز الرعاية الأولية (9 مراكز) وإنشاء محطات لنواقل المرض وسيارات مكافحة الأمراض الوبائية ومشروع تثقيف صحي وعدد 28 نقطة طبابة. بالنسبة لمستشفى فيفا فقد كانت هناك إشكالية في توفير الأرض المناسبة لتوفير المشروع وبدعم من أمير المنطقة حفظه الله تم إيجاد الأرض المناسبة لإقامة المشروع وسيتم البدء قريبا في تنفيذ المشروع. وفيما يخص مستشفى الريث فقد تم إنشاء وتجهيز وتأثيت المستشفى بسعة 50 سريرا كذلك تم اعتماد مشروعات لسكن التمريض والأطباء سيتم البدء فيها متى ما تم توفير الأراضي المناسبة. وتظل المشكلة الرئيسية لمستشفى الريث هي عدم رغبة الكادر الأجنبي والسعودي بالعمل هناك بسبب عدم وجود المدارس المناسبة لأبنائهم وعدم وجود الأسواق والهاتف والانترنت والحدائق العامة وأماكن الترفيه وقد تسبب ذلك في استقالة العديد منهم. * زارت المنطقة مؤخرًا لجنة وزارية مشكلة ما سبب الزيارة ؟ وماهي النتائج التي خلصت إليها ؟ - هي زيارة تفقدية لمتابعة تنفيذ العديد من البرامج الحديثة التي قامت الوزارة بإستحداثها وتهدف جميعها إلى تطوير الخدمة الصحية المقدمة للمريض كنظام الجودة والمراجعة الإكلينيكية والطب المنزلي وجراحة اليوم الواحد وعلاقات وحقوق المرضى. وهي ضمن جولة تقوم بها إدارة المستشفيات لمعظم مناطق المملكة وقد كانت نتائج الزيارة بصفة عامة جيدة جدا ومشجعة لجميع العاملين بتلك الإدارات. وقامت اللجنة بتزويدنا ببعض الملاحظات من خلال تلك الزيارة وتم البدء فعليا في إيجاد الحلول لتلافيها، وقريبا ستقوم لجنة خاصة بالرعاية الأولية بزيارة المنطقة والمرور على بعض المستوصفات لاسيما الخمسة مستوصفات التي ستدخل في برنامج اعتماد المنشآت الصحية لتطبيق معايير الجودة. * كيف تنظرون لمستقبل المنطقة الصحي وماذا تعدون المواطنين خلال الأيام القادمة؟ - الخطط المستقبلية لنا متوافقة مع الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة في رفع السعة السريرية بالمنطقة لتصبح حسب المعايير المعتمدة عالميا وكذلك تطبيق برامج الرعاية الأولية كمكافحة الأمراض المزمنة والوبائية، كذلك هدفنا تطبيق معايير الجودة في أكبر عدد ممكن من منشآتنا الصحية والاهتمام بتدريب وتطوير الكادر الإداري والفني. والذي أعد المواطنين به هو مراعاة الله سبحانه وتعالى في الأمانة التى حملها لي المسؤولون وأنا لا أدخر جهدا في خدمة هذه المنطقة.