كشف المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور محسن بن صديق طبيقي أن القطاع الصحي الخاص بالمنطقة بلا مشاركة ملموسة مقارنة بالمناطق الأخرى، مشيرا إلى أن عدد أسرة القطاع بالمنطقة لا يتجاوز 30 سريرا مقابل 1796 سريرا موزعة على المستشفيات الحكومية، بينما في منطقة الرياض مثلا يبلغ عدد أسرة القطاع 2912 سريرا، فيما يبلغ عدد أسرة المستشفيات الحكومية بها 2627 سريرا، وفي جدة تبلغ أسرة القطاع الخاص تقريبا 2677 سريرا، بينما يبلغ أسرة مستشفياتها الحكومية 1288 سريرا. وأوضح الدكتور طبيقي أن عدد المستشفيات في المنطقة زاد بشكل ملحوظ؛ حيث تم تخصيص نحو 2.4 مليار ريال لاستكمال عدة مشاريع صحية بالمنطقة تشمل إنشاء 12 مستشفى جديدا، وغير ذلك من الشؤون الصحية بالمنطقة ومستوى الخدمات فيها.. فإلى الحوار: ما آخر نتائج التحقيق مع الدكتور الذي تسبب في وفاة «فتاة الموسم»؟ وهل بالفعل تم نقله تأديبيا؟ القضية نظرت من قبل لجنة المخالفات الطبية بصحة جازان، وقد أصدرت فيها قراراتها وبانتظار استكمال بعض الأوراق الرسمية المطلوبة من ذوي الفتاة المتوفاة لرفعها إلى اللجنة الطبية الشرعية بعسير لإصدار الحكم فيها. ما المعيار لمستوى أي طبيب؟ وما الحلول للأطباء القاصرين دون المستوى أو الحد الأدنى من التأهيل؟ المعيار لأي طبيب هو اجتيازه لاختبار هيئة التخصصات الصحية، ومن يجتاز هذا الاختبار بإمكانه ممارسة العمل في قطاع الصحة ومن لم يجتزه فلا يكون مؤهلا للالتحاق بالقطاع الصحي، أما الحلول المتبعة مع الأطباء القاصرين فلدينا في كل تخصص لجان لتقييم كفاءة الأطباء دوريا، وهي التي تقرر تجديد عقد الطبيب أو إلغاءه. عندما ندخل مستشفيات المنطقة أو المستوصفات لمرض ما نلاحظ نقصا في هذه الأدوية بصيدلياتها... فما الخلل؟ مع العلم لا نلاحظ ذلك بالمناطق الأخرى. الأدوية دائما ما نقول إن وزارة الصحة تعتبرها خطا أحمر لا يمكن التهاون فيه أبدا، وقد حرصت الوزارة على توفير كافة الأدوية في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى أننا لكي نضمن عدم شراء المريض لأي دواء وضعنا لوحات بأرقام المسؤولين على كل صيدليات صحة جازان موضحة فيها أرقام الاتصال، ابتداء بمدير الصيدلية وانتهاء بالمدير العام للشؤون الصحية ليبلغنا المريض في حال أفادته أي صيدلية تابعة لصحة جازان أن الدواء غير متوفر، ونحن مستعدون لتوفيره ولو عن طريق الشراء المباشر في حال لم يكن الدواء متوفرا بالصيدلية أو التموين الطبي، وهذا هو حال بقية مناطق المملكة، فحكومتنا الرشيدة لا تفرق بين منطقة وأخرى، والوزارة حريصة على دعم منطقة جازان مثلها كبقية المناطق سواء بالأدوية أو التجهيزات أو حتى المشاريع الطبية. كثرة الأخطاء الطبية بالمنطقة وما نسمع ونقرأ عنها كانت السبب في عزوف الكثيرين عن المستشفيات الحكومية.. فما دوركم من أجل إعادة الثقة لهذه المستشفيات ومعاقبة المقصر؟ اسمح لي أن أخوض في هذا الأمر بالتفصيل، فللأسف يجهل الكثيرون ولا يستطيعون أن يفرقوا بين الخطأ الطبي والإهمال، ولا يخفى عليكم أننا معشر البشر تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس، ونحن نعيش في مجتمع بشري يعمل فيه الناس، وكل فرد يخاف الله لا بد أن يؤدي عمله بكل أمانة وجد واجتهاد، وفق رؤى واضحة وخطط تنفيذية جلية محكمة، فإن وقعت أخطاء من أي فرد فلا يعني ذلك نهاية المطاف، وهذا الأمر وارد في طبيعة البشر، والأخطاء الطبية ليست موجودة بصحة منطقة جازان فحسب بل على مستوى العالم، ولم نر أحدا ينظر إليها بهذه النظرة التي تغير معنى الخطأ وتجعله تعمدا أو محاولة إثارتها بشكل آخر للتشكيك في أمانة أحد أفراد الفريق الطبي أو حتى المسؤولين في الصحة، وأقول إن كنتم تبحثون عن إدارة صحية بها مستشفيات ومراكز يعمل بها بشر «لا يخطئون» فهذا أمر مستحيل، ولن نجده على مستوى العالم بل الدنيا بأكملها، والأمر الآخر الذي أحب أن أبينه هنا أن هناك فرقا بين الخطأ الطبي والإهمال، فالخطأ الطبي وارد ولا بد أن يحصل مهما طالت فترة العمل دون أخطاء، أما الإهمال فهو أمر غير مقبول نهائيا، وأنا وجميع المسؤولين في صحة جازان لا يسعدنا أن نرى قصورا في الخدمة الطبية المقدمة لأبناء منطقتنا، على العكس تماما نتمنى أن نرى البسمة والرضا على وجوه الجميع حتى في حالة المرض، لأن هذا بالتأكيد هو الهدف الذي ننشده ولأنها أمانة حملناها ولا بد أن نؤديها كما يحب ربنا ويرضى أولا، وكما يطمح ولاة أمرنا ثانيا، أما بالنسبة إلى الجزء الآخر من السؤال حول اتخاذ عقوبات فورية على المخطئ، فأود أن أوضح أن الأخطاء الطبية سواء في صحة جازان أو في العالم لا بد أن تمر بمراحل قبل محاسبة المخطئ، يتم فيها أولا التحقيق مع الكادر الطبي والفني من قبل إدارة المتابعة ومن ثم تحال إلى لجنة المخالفات الطبية التي بدورها أيضا تدرس القضية من الناحية الطبية والفنية وتصدر الجزاء المناسب فيها، ولذوي المريض الحق في قبول الجزاء الذي أقرته إن أدين الفريق الطبي، أو تحال القضية من قبلهم إلى اللجنة الطبية الشرعية في عسير، وهي بدورها تكمل التحقيق في القضية والحكم فيها، وهذا هو الإجراء المتبع نظاما، ولا يحق لنا أن نجلد الطبيب أو نحاسبه مباشرة لمجرد رأي بني على مشاعر وأحاسيس وعواطف تنظر للقضية من جهة واحدة على أن الطبيب أخطأ ويجب محاسبته فورا، وقد صدرت العديد من الأحكام بعضها يدين وبعضها يبرئ الفريق الطبي المعالج، ويتم تنفيذها على الوجه الأكمل، وأخيرا يجب أن نعلم أن الطبيب بشر وسواء كان سعوديا أو أجنبيا من حقه أن يدافع عن نفسه ويبرر موقفه ووضعه وجميع ما حدث في قضية ما بالتفصيل، وبعدها تقرر اللجان المسؤولة. هل هناك متابعة لمراكز الرعاية الأولية وخاصة لمديريها مع كثرة غيابهم حتى أننا لا نجد من يوقع على بعض الأوراق الخاصة؟ تولي صحة جازان مراكز الرعاية الأولية اهتماما بالغا كونها الخط الأول من خطوات مواجهة المرض، ونحرص دائما على أن يتم تكليف الكوادر المؤهلة والمدربة حالها حال المستشفيات العامة، وهناك جولات نقوم بها سواء من قبلي أو من قبل المساعد للرعاية الأولية، وكذلك مدير المراكز الصحية، إضافة إلى الجولات المفاجئة التي تقوم بها الجهات الرقابية لدينا للتأكد من سير العمل في هذه المراكز وعدم السماح بأي تهاون أو قصور في الخدمة المقدمة للمرضى. لماذا تكثر الشكاوى عن قلة النظافة في غرف التنويم في بعض المستشفيات مثل مستشفى الملك فهد وصامطة وجازان والموسم؟ يرد إلينا القليل من الشكاوى وليس الكثير، وليس في مستشفى بعينه، ونعالجها مباشرة ونحاسب شركة النظافة ويتم الخصم عليها عند وجود أي قصور في النظافة. ما مدى رضاك عن مستوى الخدمات الصحية بالمنطقة؟ وهل أنت مقتنع بما قدمته وتقدمه لصحة جازان إلى الآن؟ وهل لديك القدرة على الاستمرار في إدارة صحة جازان رغم الانتقادات الكثيرة لإدارتك؟ كغيري من المسؤولين كلفنا من قبل ولاة الأمر في هذه الأعمال، ونحن جنود مجندة لخدمة ديننا ووطننا من أي مكان، وأنا بشر مثلي مثلكم وكلت بهذا العمل، وأسأل الله العون والمعونة، نحاول ونجتهد ونبذل طيلة الفترة التي نظل فيها في المنصب، ولن ندخر جهدا طيلة وجودنا فيه، ونتمنى أن يكون المواطن، سواء كان عاديا أو كاتبا أو محررا، أيا كان، أن يكون عونا للمسؤول يبصرنا بما يغيب عنا لا أن يكسر مجاديفنا ويشكك في أمانتنا ويسلط علينا سهامه، فمن أراد أن يتصيد أخطاء الصحة فلن يكون أمرا صعبا فهو قطاع حيوي مهم وكبير جدا، ولكن من يرى أنه شخص إيجابي لمجتمعه عليه أن يذكر السلب والإيجاب، وأن ينظر للجزء الفارغ والمليء بالكوب معا، وهذا هو الفكر الذي تطلبه حكومتنا الرشيدة ونطلبه نحن المسؤولين ونحرص عليه، أما الفكر الذي يتتبع العثرات فهذا لا يخفى عليكم جميعا أنه فكر عقيم. مشاريع المنطقة الجديدة إلى أي مرحلة وصلت؟ قطاع الصحة في المنطقة شهد تطورا كبيرا خلال الأعوام الأخيرة، وقد زاد عدد المستشفيات في المنطقة بشكل ملحوظ في ظل الدعم الذي تحظى به من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة حثيثة من أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، حيث تم تخصيص نحو 2.4 مليار ريال بهدف استكمال عدة مشاريع صحية بالمنطقة، وتشمل هذه المشاريع إنشاء 12 مستشفى جديدا، ومستشفى تخصصيا، إضافة إلى عدة مراكز صحية، والقطاع مقبل على نقلة نوعية كبيرة في الفترة القادمة، وذلك عند الانتهاء من المشاريع الجاري تنفيذها حاليا، إضافة للمشاريع المعتمدة ضمن موازنة هذا العام والتي بلغ إجمالي تكاليفها أكثر من 684 مليونا و24 ألف ريال، ومن أبرز المشاريع الصحية التي يتم تنفيذها حاليا وهي في مراحلها الأخيرة، المدينة الطبية بجازان بسعة 1400 سرير، وتحتوي على العديد من المستشفيات والمراكز الطبية منها مستشفى الأمير محمد بن ناصر بسعة 200 سرير، ومستشفى الصحة النفسية ومعالجة الإدمان بسعة 200 سرير، إضافة إلى مجموعة مستشفيات في محافظات المنطقة منها بيش 100 سرير، والعيدابي 50 سريرا، والعارضة 50 سريرا، والخوبة 50 سريرا، والبرج الطبي، إضافة إلى توسعة مستشفى الدرب ليصبح 100 سرير، وتم تشغيل مستشفيات ضمد وبني مالك والريث وهي تقع في محافظات جبلية خففت كثيرا على أبناء تلك المحافظات عناء الذهاب إلى المحافظات الأخرى طلبا للعلاج، إضافة إلى عدد كبير من المراكز الصحية الجديدة التي تم تشغيلها أخيرا، وكما أسلفت أن المنطقة تعيش نهضة تنموية في شتى المجالات ليس في المجال الصحي فحسب، فلدينا مشاريع جديدة أيضا تم اعتمادها ومن أهمها المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير، وهذا بالذات نؤمل عليه كثيرا بعد الله عز وجل أن يخفف أو ينهي عناء السفر للمرضى طلبا لبعض العلاجات غير المتوفرة بالمنطقة سيوفرها هذا المستشفى، كذلك تم اعتماد مستشفى آخر كان ينشده أبناء المنطقة منذ فترة طويلة وهو مستشفى النساء والولادة والأطفال سعة 300 سرير بقيمة 260 مليون ريال، وإضافة إلى توسعة مستشفى الدرب الحالي، حيث تم اعتماد إنشاء مستشفى جديد بسعة 200 سرير بقيمة 190 مليون ريال نظرا إلى الموقع الاستراتيجي الذي تقع عليه محافظة الدرب، وأيضا تم اعتماد إنشاء مركز لطب الأسنان 100 عيادة في جازان بقيمة 50 مليون ريال، إضافة إلى 16 مركزا صحيا جديدا في مختلف محافظات المنطقة.. كيف ترون مستوى الخدمات الصحية في منطقة جازان؟ وهل تلبي حاجات أبناء هذه المنطقة؟ تشهد صحة المنطقة تقدما وتطورا كبيرا وملموسا بمشاريع ضخمة وتجهيزات طبية وغير طبية على أحدث المواصفات، إضافة إلى وجود أطباء استشاريين سعوديين وغير سعوديين يتمتعون بكفاءة عالية، ويتم تقديم الخدمات الصحية لأبناء منطقة جازان من خلال منظومة من المستشفيات والمراكز الصحية، ومراكز مكافحة نواقل الأمراض، وذلك من خلال 17 مستشفى قائمة، و139 مركزا صحيا وتسعة مراكز رئيسية لمكافحة نواقل المرض تنتشر في محافظات المنطقة المتنوعة بتضاريسها من سهل وجبل وبحر، وجميع الإمكانيات متوفرة ولله الحمد، ولا نحول أي مريض خارج المنطقة إلا في بعض الحالات المرضية الخاصة كالأورام وما شابهها، والتي لن نحتاج إلى تحويلها مع تنفيذ المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير. وما تقييمكم لمساهمة القطاع الخاص في دعم الصحة بالمنطقة والاستثمار فيها؟ القطاع الصحي الخاص بالمنطقة بلا مشاركة ملموسة مقارنة بالمناطق الأخرى، فعدد أسرة القطاع بالمنطقة لا تتجاوز 30 سريرا مقابل 1796 سريرا موزعة على المستشفيات الحكومية، بينما في منطقة الرياض مثلا يبلغ عدد أسرة القطاع 2912 سريرا، فيما يبلغ عدد أسرة المستشفيات الحكومية بها 2627 سريرا، وفي جدة أيضا يبلغ عدد أسرة القطاع الخاص تقريبا 2677 سريرا، بينما يبلغ عدد أسرة مستشفياتها الحكومية 1288 سريرا. وبالنسبة إلى عدد أسرة القطاع الصحي الخاص بهذه المناطق والمدن تتوازى تقريبا مع القطاع الصحي الحكومي التابع لوزارة الصحة في المناطق المذكورة باستثناء منطقة جازان، وهذا مما لا شك فيه يحسب لصحة منطقة جازان كونها استطاعت ولله الحمد تحمل العبء دون أي مساندة تذكر من القطاع الصحي الخاص في دعم وزيادة عدد الأسرة مثل بقية المناطق المذكورة، ولا يخفى على الجميع أهمية القطاع الصحي الخاص ودوره في دعم جهود حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة ومساندتها في سبيل تقديم خدمة طبية مميزة وميسرة في الوقت نفسه وفي كل وقت. متى ترى مستشفيات الخوبة والداير والريث النور؟ «الداير بني مالك» تم تشغيله منذ أكثر من عام، وقد تشرفنا أخيرا بافتتاحه رسميا من لدن الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، وتم أيضا التشغيل الأولي لمستشفى الريث، والخوبة تم تجهيزه وتأثيثه سابقا، ونتيجة لما شهدته المنطقة من أحداث في وقت سابق، توقف العمل فيه، ونحن الآن نعمل على إعادة تجهيزه وتأهيله بالكوادر بانتظار التوجيهات. وما نصيب القطاع الجنوبي من المشاريع الصحية الضخمة التي أعلنتم عنها؟ تعمل صحة جازان على توفير الخدمات الصحية في كافة أرجائها، ولكل أبناء المنطقة بالتساوي، والقطاع الجنوبي مثله مثل القطاعات الشمالي والأوسط والشرقي والغربي يحظى بالعديد من المستشفيات والمراكز الصحية، ونعمل دائما من خلال لجان التخطيط والتطوير على دراسة حاجات جميع قطاعات المنطقة وما ينقصها من خدمات والرفع بها لمقام الوزارة، ونطمح حاليا لإنشاء مستشفى كبير يضاف إلى المستشفيات الموجودة حاليا بالقطاع الجنوبي ليسهم في سد حاجات هذا القطاع من الخدمات الصحية.