وصف الدكتور عبد الله الغذامي ما يعرف بالإعلام الجديد بأنه (إعلام بديل).قائلا أنه إذا أغلق الإعلام الرسمي المؤسسي أبوابه فإن التوجه أصبح للإعلام البديل حيث أستطيع قول ما أريد دون حتى أن يستضيفني أحد.جاء حديثه أثناء استضافته في برنامج لقاء الجمعة الذي يعرض على روتانا خليجية ويقدمه الإعلامي الزميل عبد الله مديفر. وقد حظيت الحلقة المذاعة قبل أمس بمتابعة كبيرة جدا في أوساط المثقفين من جهة والجمهور الإلكتروني على تويتر وفيس بوك من جهة أخرى. وازع اجتماعيوعلق الدكتور الغذامي بشكل مطول على ما أثاره الشيحي في أعقاب انتهاء ملتقى المثقفين الثاني,- الذي لم يدع إليه لأن منظمي الملتقى أرادوا أن يمر دون مشاكل بحسب اعتقاده-. حيث أجاب على سؤال المديفر حول ما إذا كانت الثقافة الرائجة بين المثقفين تدعو فعلا لمشروع تغريب المرأة وحول ما إذا كان هذا الهدف الأساسي من المشروع التنويري والليبرالي كما جاء في تغريدة الشيحي ؛ فأجاب الغذامي (أنا لا أشهد على شيء من هذا ولا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث ليس بسبب الوازع الديني وإنما بسبب الوازع الاجتماعي حتى لو أرادوا ذلك فإن هذا لن يحدث ولا حتى بالخارج. صعب أن تقول أن ما يقوله الشيحي ظاهرة في الملتقيات الثقافية أو في الأوساط الليبرالية؛ لأن هذا يقودك إلى أسئلة هل يجب أن تكون فاسقا حتى تكون ليبرالي أو حداثي ؟ وهنا ستكون الإجابة بالطبع لا . لكن هل الفاسد والفاسدة يتوسل بالحداثة والليبرالية لتمرير حداثته ستكون الإجابة بالطبع نعم. يجب أن نفرق بين اتجاه معرفي ثقافي وبين أن يكون الشخص فاسدا. هناك من سرق وهرب أموال باسم الدين فهل نحاكم الدين ؟ بالطبع لا). ودعم الغذامي تحول القضية إلى الجهات القضائية واصفا حدوث ذلك بأنه مسالة حضارية و متطورة وبها تنمية للمجتمع وهي أفضل من تعبئة المجتمع الحاصلة حاليا.الليبرالية في مأزق العزلة كما شرح الغذامي ما تعانيه الليبرالية من انغلاق في الذهنية والتفكير في دائرة مغلقة واصفا أن هذا ما تعانيه كل النخب على اختلاف أطيافها بحيث أنها لا تعيش القضايا الاجتماعية كفرد من الناس مكتفية بالتنظير من بعد كما يفعل المثقف النخبوي هيكل حين يعرف الثورات ويضع شروطا لنجاحها, بينما يحتاج الواقع للمثقف الذي يعيش في الدائرة الاجتماعية مثل ما فعل برهان غليون وغيره. مضيفا إلى أن الليبرالية تدور حول ذاتها وتريد أن يأتي العالم إليها . ونتيجة لعزلها ولعدم معرفة أفراد العامة لها بالشكل الصحيح بدأ المجتمع يعطيها صفات وصور نمطية في ذهنه عن شيء لا يعرفه. بينما تجاوز الإسلاميون هذا الأمر كون الإسلام اجتماعي عبر ما يتمتع به منذ بدايته من حصوله على المنبر والفتوى إضافة إلى العاطفة الدينية التي تميز الشارع المحلي حتى الغير متدين منه وهذا ما يغيب عن أذهان الليبراليين . وزارة الثقافة vs لائحة الجمعية العمومية .. الغلطة القاتلة!من ناحية ثانية طالب الغذامي أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية عدم طلب أي أمر من وزارة الثقافة والإعلام قائلا أن عليهم أن يستفيدوا من مواد اللائحة التي تعطيهم الحق بالتصرف. و وصف ما يقوم به بعض المثقفين من أعضاء الجمعيات العمومية من توجيه بعض المطالبات للوزارة بأنه تقوية للوزارة عليهم وأن عليهم أن يستحثوا بعضهم ويكتفوا ببعضهم لحل قضايا الأندية وهو الحق الذي تعطيه لهم اللائحة مطالبا إياهم بالنضال من أجل الضمير الثقافي و واصفا تدخل الوزارة بالغلطة القاتلة. الوزارة تعقد الثقافة واختتم الغذامي حديثه في حلقة لقاء الجمعة بذكر موقفه من القناة الثقافية التي قال أنها لم تنجح من وجهة نظره كونها ارتجلت بشكل عاجل ولم تنظم كما يجب. كما رد على سؤال حول قدرة الجامعات السعودية على صناعة الثقافة قائلا ( ليست مهمة الجامعات أن تصمع الثقافة لأنها إذا فعلت تحول الثقافة إلى مؤسسة وبالتالي تهيمن عليها وتديرها , الثقافة تعمل بجو من الحرية والدعم المادي اللامشروط وتنشئ من الموهبة و الوازع الذاتي ولهذا لم أراهن على وزارة الثقافة وقلت أنها ستعقد الثقافة ولن تصنعها).