تسبب «كراج» مهجور ومحطم إلى إثارة الرعب وسط الطلاب وأولياء أمورهم لكونه يقع قبالة مدرستين أهليتين (ابتدائية ومتوسطة) وفي محيط مجموعة أخرى من مدارس البنين والبنات في حي الثغر بجدة، وتبدو المخاوف من احتمال أن يكون سقف الكراح من مادة ينتج عن تفاعلها مع الشمس وحرارة الجو إشعاعات سرطانية، وهو الأمر الذي سبب القلق لمسؤولي المدارس والطلاب وأولياء أمورهم. وتبدأ قصة الكراج منذ أكثر من 15 عاماً، عندما تحول إلى مكان مهجور، وصار مرتعاً للصبية والشباب من ذوي السلوكيات المنحرفة، بعد أن تهدمت أجزاء من سوره الخارجي، واستطاع أولئك أن ينفدوا من تلك الثغرات إلى باطنه، وخصوصاً في المساء وساعات الليل الأخيرة، وتحول الموقع إلى ما يشبه الوكر للسلوكيات المنحرفة، ومنها تعاطي المخدرات بواسطة الإبر أو الحقن، الأمر الذي صار معه الموقع يشكل خطراً على المدارس والأهالي. وبعد أن تم إبلاغ الجهات المختصة في أمانة جدة، قامت الأمانة بمعاينة المكان، ووجدوا آثاراً ودلائل على سلوكيات غير سوية داخل الكراج - طبقاً لما قاله لنا المشرف على مدارس جيل الفيصل الأستاذ أنور صفا - فتم إصدار قرار ليس بإزالة الكراج وقد كان ذلك هو المطلوب، ولكن الذي حصل أن الأمانة اكتفت بإعطاب الأعمدة التي تحمل سقف الكراج، ثم إسقاط السقف بالكامل على الأرض، وتحويله إلى حطام في المكان نفسه، من دون إزالته من المكان، وتنظيف المنطقة. وقد أدى هذا الإجراء الناقص من أمانة جدة إلى تشويه المكان أمام مدارس جيل الفيصل الابتدائية والمتوسطة، وإلى تحويل المكان إلى بؤرة للحشرات الضارة، ومرتع للفئران والقطط والمخلفات المؤذية للبيئة، وأكثر من ذلك فإن هناك مخاوف من أن يكون سقف الكراج - الذي مازال في مكانه على الأرض - أن يكون باعثاً لمواد وإشعاعات سرطانية مؤذية للأهالي وطلاب المدرسة التي لا يفصلها عن مكان الكراج سوى امتار قليلة. وخلال جولة ل(البلاد) على المكان شاهدنا وقت ما بعد صلاة الظهر عدداً من طلاب وطالبات المدارس يعبرون مجاورين للكراج، الأمر الذي يؤذن بإلحاق الضرر بهم، كونه وسط حي مأهول، وفي محيط منطقة تعج بمدارس البنين والبنات، ورأينا كذلك ما يمكن أن نقول عنه بأنه حطام هائل لا يمكن أبداً أحد أن يرضى بأن يكون وسط مدينة حضارية، وعلى بعد أمتار قليلة من أبنائنا الطلاب.