تمثل البيوت المهجورة والآيلة للسقوط في الأحياء الشعبية بمدينة جدة مشكلة تؤرق الأهالي والسكان المجاورين، خاصة بعد تحول بعضها إلى أوكار للممارسات غير الأخلاقية. ووصف بعض المجاورين لتلك المباني أنها أمست في ساعات الليل المتأخرة حصونا آمنة للجريمة، أو مأوى للجن والعفاريت، خاصة وأن بعضها بقي مهجورًا أكثر من عشر سنوات، مشكِّلة خطرًا حقيقيًّا عليهم، وطالبوا الجهات المختصة بالإسراع في إزالتها فورًا. ممارسات لا أخلاقية وقال فهد بانافع وهو أحد المجاورين لأحد البيوت المهجورة في جنوبجدة: للأسف المبنى حاليًّا يشكل خطرًا كبيرًا على سكان المنطقة، فمرورك ليلاً من ذلك المكان كفيل بشرح الوضع، حيث تنبعث منه روائح المسكرات، وبداخله ستجد بقايا آثار متعاطي المخدرات من الإبر وغيرها.. ويضيف: رأيت بأم عيني في أحد الأيام وأنا متجه لصلاة الفجر بخروج بعض الشباب السكارى من ذلك المبنى وهو يترنحون ويتمايلون على جدرانه، لذلك لم يعد الأهالي يأمنون على أطفالهم من ارتياد تلك المنطقة المشبوهة، مشيرًا إلى معاناة الجيران من الحركات والأصوات المريبة التي يحدثها مرتادو ذلك المكان المشبوه خلال ساعات الليل المتأخرة. أما عبدالله باعظيم فأكد أن البيت المجاور لهم والمهجور منذ عدة أشهر أصبح مرتعًا خصبًا لضعاف النفوس الذين يرتكبون بداخله أفعالًا دنيئة ثم يخرجون منه، منوهًا إلى أن أهل الحي يأملون من الجهات المختصة الإسراع في الإزالة حفاظًا على أمن الحارة. سكن للعفاريت وحول ما يشاع بين الناس من أن البيوت المهجورة يسكنها الجن والعفاريت، قال الباحث في علوم الجان والرقية الشرعية الشيخ محمد العمري: هجر البيوت نوعان: هجر ذكر الله تعالى بداخلها لمدة أربعين يومًا، وهنا تسكنها الشياطين حيث تكثر المشاكل بداخله، أما الهجر الثاني فهو هجر السكنى: وتبدأ من حدود عشر سنوات حيث تسكن به الشياطين، مشيرًا إلى أنه وقف بنفسه على بعض المباني المهجورة في منطقة تبوك منذ فترة سكنتها الشياطين وذلك بعد أن هجرها الإنسان قرابة عشر سنوات، حيث يشعر من يمر ليلًا بجوارها بالرهبة والخوف، إضافة إلى قشعريرة حيث تقوم الشياطين بأذية من يسكن فيها بعد تلك المدة، إضافة إلى حدوث آثار حسية مثل حبوب تخرج على الجسد. من جهته قال المتحدث الرسمي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد ل»المدينة»: إن الدوريات الأمنية إضافة إلى الدوريات السرية ممثلة بالبحث الجنائي تتابع هذه المناطق بصفة مستمرة للتأكد من خلوها من المخالفات والقضايا الجنائية. واستدرك الجعيد: لكن يبقى على صاحب المبنى والسكان المحيطين بهذه المواقع مسؤولية الإبلاغ عن الممارسات المشبوهة بتلك البنايات، مشيرًا إلى أن أصحاب السلوك المنحرف من مدمني المخدرات وأرباب السوابق الجنائية، إضافة إلى المتخلفين، حريصون على استخدام هذه الأماكن لتنفيذ أفعالهم المشينة، مؤكدًا أنها تمثل خطرًا أمنيًّا داخل الأحياء. جثة في رمضان وفي الشأن ذاته قال مدير الدفاع المدني بجدة العميد عبدالله جداوي أن هناك لجنة لمتابعة المباني الآيلة للسقوط والدور المهجورة وبإشراف أمانة جدة وعضوية البلديات الفرعية ومراكز الدفاع المدني، وتقوم برصد هذه المباني أو عن طريق دوريات السلامة، حيث يرفع محضر بشأن المنزل المهجور ثم يسلم للبلدية الفرعية التابعة له، والتي تتخذ الإجراء المناسب، مشيرًا إلى أن الدفاع المدني لا ينظر إلى هذه البيوت نظرة سلامة فحسب، بل نظرة أمنية أيضا. منوهًا إلى أن أقرب حالة كانت في شهر رمضان حيث تم رصد بيت مهجور في كيلو 7 وبداخله جثة هامدة وسط مجموعة من المخلفات، حيث تم تحرير محضر بالواقعة لتتابعه الشرطة.