يرى الكثيرون أن حالة الصمت الجماعي التي سيطرت على جماهير نادي إنتر ميلان الإيطالي لكرة القدم في استاد "جوزيبي مياتزا" مساء عندما دخل مرمى فريقهم هدفا خامسا من منافسه الألماني شالكه ربما يكون دلالة على نهاية سلسلة إنجازات إنتر في السنوات القليلة الماضية.وقال ماسيمو موراتي رئيس إنتر: "ما فاجأني حقا هو حجم الهزيمة ولكن الإرهاق كان واضحا على الفريق منذ مباراة السبت (في دربي ميلانو أمام آيه سي ميلان). لم يتغير شيء تجاه ليوناردو، فأنا أعرف أن كرة القدم يمكنها أن تكون قاسية". وكتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية في عنوانها الرئيسي: "هزيمة إنتر، حتى في ظل انهيار شالكه" بينما استخدمت العديد من الصحف والمجلات الأخرى مصطلحات "كارثة" و"كابوس" في عناوينها الرئيسية. وكانت هزيمة شالكة هي المنحنى الأكثر خطورة نحو الأسوأ في الموسم الحالي الذي شهد بداية مترددة لإنتر عندما تولى الأسباني رافاييل بنيتيز تدريب الفريق خلفا للمدرب النجم البرتغالي جوزيه مورينيو، ثم طرأ بعض التحسن على أحوال الفريق عندما أقيل بنيتيز من منصبه وتم تعيين ليوناردو خلفا له في ديسمبر الماضي متزامنا مع عودة العديد من لاعبي الفريق من إصاباتهم. وتحت قيادة ليوناردو نجح إنتر في تقليص الفارق الذي يفصله عن المتصدر ميلان في الدوري الإيطالي من 13 نقطة إلى نقطتين فقط في مارس الماضي وأطاح ببطل ألمانيا بايرن ميونيخ من منافسات دوري الأبطال بالفوز عليه في ألمانيا 2 /3 في إياب دور ال16 من البطولة. ولكن عندما دقت ساعة الحسم يوم السبت الماضي، نجح ميلان في إيقاف تقدم إنتر ثم حطم شالكه معنوياته بعدما أصبحت مشاكل إنتر الدفاعية، التي تفجرت بضع مرات في مباريات الفريق السابقة، واضحة تماما. وبعد الإنجازات الكبيرة التي حققها إنتر في الموسم الماضي، بإحرازه لقبي مسابقتي الدوري والكأس المحليين إلى جانب لقب دوري الأبطال، أصبح أمل إنتر المنطقي الوحيد حاليا هو الاحتفاظ بلقب كأس إيطاليا. وأمام ميلان وشالكه، لم تظهر أي بقايا أو آثار للإصرار الذي كان تحول إلى سمة مميزة لإنتر خلال المواسم القليلة الماضية.فعندما سجل البرازيلي باتو هدف ميلان الأول يوم السبت الماضي، لم يصدر إنتر أي رد فعل بل واستسلم تماما عندما طرد المدافع الروماني كريستيان كيفو. وبدت الأمور مختلفة أمام شالكه عندما تقدم لاعب الوسط الصربي ديان ستانكوفيتش لصحاب الأرض في الدقيقة الأولى من المباراة ثم تقدم الأرجنتيني دييجو ميليتو، بطل الموسم الماضي العائد من الإصابة، من جديد لإنتر 2 /1 بعدما كان شالكه تمكن من تسجيل هدف التعادل. ولكن شالكه تميز أمس بالسرعة والتنظيم ونجح في إدراك التعادل مرتين خلال شوط المباراة الأول قبل أن يتمكن من تفكيك إنتر حرفيا في شوط المباراة الثاني. وبتسجيل مدافع إنتر أندريا رانوكيا هدفا عكسيا في مرمى فريقه إلى جانب طرد كيفو، ازدادت الأمور سوءا في خط الدفاع الفريق الإيطالي الذي تأثر كثيرا أمس بغياب لوسيو للإيقاف ووالتر صمويل للإصابة. وساد الشعور بالتشاؤم بين جماهير إنتر عقب المباراة وإن كان بعضهم ردد كلمات ليوناردو وقائد الفريق خافيير زانيتي ومدرب إنتر السابق مورينيو بأن "كل شيء وارد في كرة القدم". ويرى ليوناردو مدرب انترناسيونالي أن لاعبي فريقه في حاجة إلى الراحة وبعض الهدوء لكن هذا هو آخر شيء يمكن أن يتحمله هو وفريقه بعد الهزيمة الثانية على التوالي بفارق ثلاثة أهداف على ملعبه سان سيرو. وفشل الأسلوب الخططي للمدرب البرازيلي مرة أخرى وخسر فريقه 5-2 على أرضه أمام شالكه الالماني الثلاثاء في ذهاب دور الثمانية بدوري أبطال اوروبا ليسقط الفريق بعد أربعة أيام من خسارته الكبيرة 3-صفر أمام جاره ميلانو في الدوري.وقال ليوناردو الذي بدا هادئا بشكل غير متوقع "أهم شيء نحتاج إليه هو الحصول على راحة. نملك تشكيلة مخضرمة للغاية ونحن في حاجة إلى الهدوء والراحة. يجب أن نستخدم طاقتنا في الملعب." ومع إيقاف لوسيو كرر ليوناردو نفس الخطأ القاتل في خط الدفاع بإشراك الثنائي اندريا رانوكيا وكريستيان كييفو في قلبي الدفاع وجاءت النتيجة كارثية مرة أخرى.وفي ظل الضعف الدفاعي ناحية اليسار في التغطية سجل رانوكيا هدفا بطريق الخطأ في مرماه وتلقى كييفو بطاقة حمراء للمباراة الثانية على التوالي بعد طرده أمام ميلانو أيضا. وبدا انترناسيونالي قادرا على التسجيل في كل هجمة لكنه أيضا بدا قريبا من استقبال هدف عند تقدم ضيفه للهجوم. ومثل هذا الأمر لم يكن من الممكن حدوثه أبدا مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي قاد انترناسيونالي لإحراز دوري أبطال اوروبا ولقبي الدوري والكأس المحليين الموسم الماضي. وفي الموسم الماضي فاز انترناسيونالي على تشيلسي 3-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في دور الستة عشر وتغلب على تشسكا موسكو 2-صفر في مجموع مباراتي دور الثمانية وكل هذه المباريات الأربع المهمة شهدت أهدافا أقل من الماراة التي قال عنها رالف رانجنيك مدرب شالكه بأنها كانت من الممكن ان تنتهي بنتيجة 10-5. وبعد التأخر بفارق خمس نقاط عن ميلانو المتصدر كان الحديث في انترناسيونالي قبل اللقاء عن ضرورة التركيز على الدفاع عن لقب بطولة اوروبا لكن الآن أصبح حامل اللقب مطالبا بالفوز في لقاء الإياب 4-صفر أو 6-3 لتجنب الخروج من المسابقة.وقال ليوناردو "لا أحب الحديث عن أعذار. لم نخسر كل شيء. نتأخر عن القمة بخمس نقاط ويتبقى سبع مباريات."واضاف "يجب أن يتغير الموقف وخسرنا مباراتين مهمتين لكن يجب أن نبقى معا ونحاول نسيان الهزائم الثقيلة."