وسط موجة من الضغوط والتوتر الشديد ، يستهل انتر ميلان حامل لقب دوري أبطال أوروبا مسيرته في بطولة كأس العالم السابعة للأندية المقامة حاليا في أبو ظبي عندما يلتقي اليوم الأربعاء فريق سيونجنام إلهوا تشونما الكوري الجنوبي بطل آسيا في الدور قبل النهائي للبطولة.وتحظى المباراة باهتمام بالغ من جميع الأوساط لأنها قد تؤكد على سطوة الكبار وقد تشهد حدثا غير مسبوق في تاريخ البطولة.وتمثل مباراة اليوم "ساعة الحقيقة" لانتر ميلان في مواجهة فريق سيونجنام الكوري الجنوبي ولذلك سيكون البطل الأوروبي مطالبا بالدفاع عن مكانته من ناحية والدفاع للكرة الأوروبية عن مكانها في النهائي العالمي.وعلى مدار البطولات الست الماضية لكأس العالم للأندية انحصر اللقب بين فرق أوروبا وأمريكا الجنوبية حيث شهدت بطولة عام 2000 مواجهة أمريكية جنوبية خالصة ثم شهدت المباريات النهائية للبطولة من عام 2005 إلى 2009 مواجهة أوروبية لاتينية على اللقب فكان من نصيب بطل أمريكا الجنوبية في عامي 2005 و2006 وبعدها احتكرت فرق أوروبا اللقب لثلاث سنوات متتالية.ولذلك ، يحتاج انتر ميلان إلى الفوز في مباراة اليوم ليصبح على بعد خطوة واحدة من الاحتفاظ لأوروبا باللقب وكذلك معادلة إنجاز جاره ومنافسه العنيد ميلان الذي توج باللقب في عام 2007 .ولا يختلف اثنان على أن انتر حقق في الموسم الماضي إنجازا تاريخيا حيث أحرز للمرة الأولى في تاريخه ثلاثية دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا. ولكن الفريق الإيطالي العريق عانى كثيرا بعد انتقال مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بنهاية الموسم الماضي إلى تدريب ريال مدريد الأسباني.وتراجع مستوى الفريق كثيرا في الموسم الحالي حيث اتسع الفارق الذي يفصله في جدول الدوري الإيطالي بالموسم الحالي عن ميلان المتصدر إلى 13 نقطة مما يجعل أمل الفريق ضعيفا في الدفاع عن لقبه بالبطولة إذا سارت الأمور على نفس المنوال في الفترة القادمة. ورغم البداية الجيدة للفريق في الموسم الحالي بإحراز لقب كأس السوبر الإيطالي على حساب روما ، سقط الفريق بعدها بأيام قليلة في مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد بطل الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي) .وكانت هذه الهزيمة بداية كبوات انتر في الموسم الحالي ، ولذلك يخوض الفريق البطولة الحالية في أبو ظبي وسط ضغوط هائلة بعدما أصبح مديره الفني الأسباني رافاييل بينيتيز مطالبا بإعادة الفريق إلى المسار الصحيح أو الرحيل تاركا المنصب لشخص آخر يكون أكثر توفيقا مع الفريق. والحقيقة أن البطولة العالمية الحالية لن تمحو من الذاكرة سقطات انتر وبينيتيز في الموسم الحالي ولكنها في نفس الوقت قد تبعد عن عنق بينيتيز سكين الإقالة حتى إشعار آخر وتعيد الثقة إلى جماهير انتر في فريقها ولاعبيها.أما الهزيمة فإنها ستقترب بالمدرب الأسباني كثيرا من الرحيل عن ميلانو.ويسعى انتر إلى استعادة نغمة الانتصارات على حساب سيونجنام حيث خسر الفريق مباراتيه السابقتين أمام فيردر بريمن الألماني في دوري أبطال أوروبا ثم لاتسيو الإيطالي في الدوري الإيطالي. ويأمل الفريق في أن ينهي عام 2010 بأفضل شكل ممكن من خلال إحراز اللقب الخامس له في هذا العام. ولكن آمال انتر ستصطدم بطموحات سيونجنام الذي توج عن جدارة واستحقاق بلقب دوري أبطال آسيا بعد عروض ونتائج رائعة ثم تأهل إلى الدور قبل النهائي في البطولة الحالية بفوز كبير 4/1 على الوحدة الإماراتي. وعلى الرغم من البداية القوية للفريق الإماراتي في البطولة بالفوز على هيكاري يونايتد بطل الأوقيانوس 3/صفر ، نجح سيونجنام في التغلب عليه بنتيجة كبيرة أكدت الإمكانيات الهجومية الرائعة للفريق الكوري. واكتسب سيونجنام بهذا الفوز ثقة كبيرة وارتفعت معنويات لاعبيه إلى أقصى درجاتها بعد الإطاحة بفريق الوحدة على ملعبه ووسط جماهيره.وإذا نجح الفريق الكوري في ذلك سيكون قد حقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق من خلال كسر احتكار فرق أوروبا وأمريكا الجنوبية للمباريات النهائية.ويتمتع انتر ميلان بالخبرة ولكنه سيواجه فريقا يتمتع بالسرعة الفائقة والقدرات الهجومية الرائعة والمعنويات العالية مما يجعل مباراة الغد متكافئة إلى حد كبير.ولذلك ، ينتظر أن يدفع بينيتيز بأفضل تشكيل لديه وأن يدفع بقوته الضاربة وخاصة المهاجم الكاميروني صامويل إيتو وزميله الهولندي ويسلي شنايدر.ولذلك ، تركزت تعليمات شين تاي يونج المدير الفني لفريق سيونجنام إلى لاعبيه على ضرورة إيقاف مفاتيح لعب انتر وفي مقدمتها إيتو وشنايدر. ومن المؤكد أن مهمة دفاع سيونجنام لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة إيتو وشنايدر ولكن إيقاف إيتو سيكون مهمة اللاعب الأسترالي ساسا أوجنينوفسكي الفائز بلقب أفضل لاعب أسيوي هذا العام مما يعني أن اللقاء سيشهد مواجهة خاصة ومثيرة بين إيتو وأوجنينوفسكي.وفي المقابل سيتحمل دفاع انتر عبئا ثقيلا في مواجهة هجوم سيونجنام القوي بقيادة الكولومبي ماوريسيو مولينا الذي سجل هدفا وصنع هدفين من أهداف فريقه الأربعة في مرمى الوحدة الإماراتي.وسبق لفريق بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي أن أحرز المركز الثالث في بطولة كأس العالم 2009 بأبو ظبي أيضا ولكن سيونجنام يسعى إلى تحقيق مركز أفضل في البطولة الحالية.