دخل بطل دوري أبطال أفريقيا مازيمبي الكونغولي تاريخ كأس العالم للأندية لكرة القدم بتأهله للمباراة النهائية بعدما تخطى بطل أمريكا الجنوبية إنترناسيونال البرازيلي بهدفين نظيفين في اللقاء الذي أقيم مساء اليوم الثلاثاء على إستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة بأبوظبي أمام جمهور غفير في الدور النصف النهائي الأول للبطولة. وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي ، تقدم مازيمبي عن طريق مولوتا كابانغو في الدقيقة 53 بعدما تلقى كابانغو الكرة داخل المنطقة وحصل على وقت كافي ليرسل كرة ملتفة في الزاوية البعيدة على يسار الحارس رينان ، قبل أن يسجل ديوكو كالوييتوكا الهدف الثاني في الدقيقة 85 بعد ان راوغ ديوكو المدافع بابلو غوينازو وسدد كرة أرضية قوية على يمين الحارس. وكان الفوز تاريخيا لمازيمبي بعدما كسر احتكار أوروبا وأمريكا الجنوبية للفرق المتأهل ليحجز مقعدا ويصبح أول فريق أفريقي يتأهل إلى المباراة النهائية التي ستقام السبت المقبل. ويلتقي مازيمبي الفائز من مباراة اليوم الأربعاء حيث يستهل الإنتر حامل لقب دوري أبطال أوروبا مسيرته في بطولة كأس العالم السابعة للأندية المقامة حالياً في أبوظبي عندما يلتقي اليوم فريق سيونجنام إلهوا تشونما الكوري الجنوبي بطل آسيا في الدور قبل النهائي للبطولة. وتحظى مباراة اليوم باهتمام بالغ من جميع الأوساط، لأنها قد تؤكد على سطوة الكبار، وقد تشهد حدثاً غير مسبوق في تاريخ البطولة. ويسعى الإنتر إلى تحقيق الفوز في هذه المباراة ليحجز مكانه في النهائي ويؤكد سطوة ممثلي أوروبا على نهائي بطولات كأس العالم للأندية، وتمثل مباراة اليوم "ساعة الحقيقة" للإنتر في مواجهة فريق سيونجنام الكوري الجنوبي، ولذلك سيكون البطل الأوروبي مطالباً بالدفاع عن مكانته من ناحية، والدفاع للكرة الأوروبية عن مكانها في النهائي العالمي. وعلى مدار البطولات الست الماضية لكأس العالم للأندية انحصر اللقب بين فرق أوروبا وأميركا الجنوبية، حيث شهدت بطولة عام 2000 مواجهة أميركية جنوبية خالصة، ثم شهدت المباريات النهائية للبطولة من عام 2005 إلى 2009 مواجهة أوروبية لاتينية على اللقب، فكان من نصيب بطل أميركا الجنوبية في عامي 2005 و2006، وبعدها احتكرت فرق أوروبا اللقب لثلاث سنوات متتالية. ولذلك يحتاج الإنتر إلى الفوز في مباراة اليوم ليصبح على بعد خطوة واحدة من الاحتفاظ لأوروبا باللقب، وكذلك معادلة إنجاز جاره ومنافسه العنيد ميلان الذي توج باللقب في عام 2007 . ولا يختلف اثنان على أن الإنتر حقق في الموسم الماضي إنجازاً تاريخياً، حيث أحرز للمرة الأولى في تاريخه ثلاثية دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا. ولكن الفريق الإيطالي العريق عانى كثيراً بعد انتقال مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بنهاية الموسم الماضي إلى تدريب ريال مدريد الإسباني. وتراجع مستوى الفريق كثيراً في الموسم الحالي، حيث اتسع الفارق الذي يفصله في جدول الدوري الإيطالي بالموسم الحالي عن ميلان المتصدر إلى 13 نقطة، مما يجعل أمل الفريق ضعيفاً في الدفاع عن لقبه بالبطولة، إذا سارت الأمور على نفس المنوال في الفترة القادمة. وعلى الرغم من البداية الجيدة للفريق في الموسم الحالي، بإحراز لقب كأس السوبر الإيطالي على حساب روما، سقط الفريق بعدها بأيام قليلة في مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد بطل الدوري الأوروبي "كأس الاتحاد الأوروبي". وكانت هذه الهزيمة بداية كبوات الإنتر في الموسم الحالي، ولذلك يخوض الفريق البطولة الحالية في أبوظبي وسط ضغوط هائلة، بعدما أصبح مديره الفني الإسباني رافاييل بينيتيز مطالباً بإعادة الفريق إلى المسار الصحيح، أو الرحيل تاركاً المنصب لشخص آخر يكون أكثر توفيقاً مع الفريق. والحقيقة أن البطولة العالمية الحالية لن تمحو من الذاكرة سقطات الإنتر وبينيتيز في الموسم الحالي، ولكنها في نفس الوقت قد تبعد عن عنق بينيتيز سكين الإقالة حتى إشعار آخر، وتعيد الثقة إلى جماهير الإنتر في فريقها ولاعبيها. أما الهزيمة فإنها ستقترب بالمدرب الإسباني كثيراً من الرحيل عن ميلانو، ويسعى الإنتر إلى استعادة نغمة الانتصارات على حساب سيونجنام، حيث خسر الفريق مباراتيه السابقتين أمام فيردر بريمن الألماني في دوري أبطال أوروبا، ثم لاتسيو الإيطالي في الدوري الإيطالي. ويأمل الفريق في أن ينهي عام 2010 بأفضل شكل ممكن من خلال إحراز اللقب الخامس له في هذا العام، ولكن آمال الإنتر تصطدم بطموحات سيونجنام الذي توج عن جدارة واستحقاق بلقب دوري أبطال آسيا، بعد عروض، ونتائج رائعة، ثم تأهل إلى الدور قبل النهائي في البطولة الحالية بفوز كبير 4 - 1 على الوحدة الإماراتي. وعلى الرغم من البداية القوية للفريق الإماراتي في البطولة بالفوز على هيكاري يونايتد بطل الأوقيانوس 3 - صفر، نجح سيونجنام في التغلب عليه بنتيجة كبيرة، أكدت الإمكانيات الهجومية الرائعة للفريق الكوري. واكتسب سيونجنام بهذا الفوز ثقة كبيرة، وارتفعت معنويات لاعبيه إلى أقصى درجاتها بعد الإطاحة بفريق الوحدة على ملعبه ووسط جماهيره. ويأمل الفريق الكوري في مواصلة انطلاقته في البطولة من خلال الفوز اليوم على الإنتر. وإذا نجح الفريق الكوري في ذلك سيكون قد حقق إنجازاً تاريخياً غير مسبوق من خلال كسر احتكار فرق أوروبا وأميركا الجنوبية للمباريات النهائية. ويتمتع الإنتر بالخبرة ولكنه سيواجه فريقاً يتمتع بالسرعة الفائقة والقدرات الهجومية الرائعة والمعنويات العالية، مما يجعل مباراة اليوم متكافئة إلى حد كبير، ولذلك، ينتظر أن يدفع بينيتيز بأفضل تشكيل لديه وأن يدفع بقوته الضاربة، وخاصة المهاجم الكاميروني صامويل إيتو وزميله الهولندي ويسلي شنايدر. ولذلك تركزت تعليمات شين تاي يونج المدير الفني لفريق سيونجنام إلى لاعبيه على ضرورة إيقاف مفاتيح لعب الإنتر، وفي مقدمتها إيتو وشنايدر. ومن المؤكد أن مهمة دفاع سيونجنام لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة إيتو وشنايدر، ولكن إيقاف إيتو سيكون مهمة اللاعب الأسترالي ساسا أوجنينوفسكي الفائز بلقب أفضل لاعب آسيوي هذا العام، مما يعني أن اللقاء سوف يشهد مواجهة خاصة ومثيرة بين إيتو وأوجنينوفسكي. وفي المقابل سيتحمل دفاع الإنتر عبئاً ثقيلاً في مواجهة هجوم سيونجنام القوي بقيادة الكولومبي ماوريسيو مولينا الذي سجل هدفاً وصنع هدفين من أهداف فريقه الأربعة في مرمى الوحدة الإماراتي، وسبق لفريق بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي أن أحرز المركز الثالث في بطولة كأس العالم 2009 بأبوظبي أيضاً ولكن سيونجنام يسعى إلى تحقيق مركز أفضل في البطولة الحالية.