تتوالى اعترافات عدد من عناصر داخل النظام الإيراني وأخرى مقربة منه، بتفشي الفساد والقمع داخل البلاد، طوال ال 40 عامًا الماضية منذ استيلاء الملالي على الحكم عام 1979، آخرها اعترافان صدرا أمس الأحد، من ممثل المرشد علي خامنئي في منظمة الباسيج، محمد رضا تويسركاني، وأحمد منتظري، نجل المرجع الديني الراحل حسين علي منتظري، فيما أظهر استطلاع جديد للرأي حول احتجاجات نوفمبر الماضي في إيران " انتفاضة البنزين" أن أكثر من نصف سكان العاصمة طهران يتوقعون عودة الاحتجاجات للاشتعال مرة أخرى. مجزرة 1988 وكشف أحمد منتظري عن أن لديه تسجيلًا صوتيًا يفضح "فرقة الموت"، التي نفذت حملة إعدامات وحشية بحق آلاف السجناء السياسيين عام 1988 داخل السجون الإيرانية. وأدلي منتظري بهذا التصريح، في مقطع فيديو، بثه عبر حسابه على "تويتر"، قال خلاله إن مجموعة من 4 شخصيات قضائية وأمنية كانوا مسؤولين عن تنفيذ أحكام إعدامات عام 1988، قاموا في يناير 1989 بزيارة والده، هم: القاضي الشرعي حسين علي نيري، ومدعي عام طهران مرتضى إشراقي، ومساعد المدعي العام إبراهيم رئيسي، وممثل وزارة الاستخبارات في "سجن إيفين" مصطفى بور محمدي. وأكد منتظري إن هناك تسجيلًا صوتيًا لهذا اللقاء يظهر مسؤولية النظام عن إعدام آلاف السجناء السياسيين في عام 1988، منوهًا إلى أن والده حاول منع عمليات الإعدام، وقام بتوبيخ رجال الدين بشأن عمليات الإعدام، قائلًا إن الأمر ينتهك القوانين الدينية والأخلاق، محذرًا من أن "ما سيفعلونه هو أكبر جريمة يرتكبها النظام وستدان من قبل العالم كله"، وأشار نجل منتظري إلى أن رجال الدين الذين اجتمعوا مع والده أخبروا الخوميني بالتحذير، ولكن الخوميني قال: "استمروا في عمليات الإعدام". وكان معظم السجناء الذين قتلتهم قوات الأمن الإيرانية هم أعضاء منظمة مجاهدي خلق والجماعات السياسية المعارضة الأخرى، التي كانت قد خضعت للمحاكمة وكانت تقضي عقوباتها، ولكنها أعدمت بأمر من الخوميني ودفنوا في مقابر جماعية. وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن النظام الإيراني أعدم آنذاك 1879 شخصًا، فيما يشير منتظري إلى أن العدد قد يصل إلى 3800. استطلاع حديث وفي سياق ذا صلة، أظهر استطلاع جديد للرأي حول احتجاجات نوفمبر الماضي في إيران " انتفاضة البنزين" أن أكثر من نصف سكان العاصمة طهران يتوقعون عودة الاحتجاجات للاشتعال مرة أخرى. وذكر الاستطلاع، الذي أجرته وكالة استطلاع الطلبة الإيرانية "إيسبا" أن 54% من سكان طهران يرون أن الاحتجاجات لم تنته، وستستمر في المستقبل، لأن أسبابها مازالت قائمة، و79% من هذه النسبة هم من حاملي شهادة الماجستير وما فوق. كما تبين نتائج الاستطلاع تراجع الثقة في التلفزيون الرسمي كمصدر للأخبار،حيث أكثر من 90% من الناس يطالعون الأخبار من مصادر أخرى، وفيما اعتبر 6% من الناس فقط أن مشكلتهم الأصلية هي التضخم الجنوني، وأشارت الغالبية العظمى (85%) إلى أن المشكلة في قضايا الاقتصاد العامة والبطالة واليأس من المستقبل.