تحدثت السنة النبوية والقرآن الكريم عن أهمية الصداقة ، قال تعالى : يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29 )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسْكِ إما أن يُحذِيَكَ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة)) مما يعنى أن للصداقة دور هام وكبير فى الحياة ، ومن الأية السابقة والحديث الشرف يتبين لنا أن الأصدقاء نوعان نوعٍ يأخذ بيد رفيقه للجنة والصحبة الصالحة والأخر فاسد صديق سوء ويعود بالضرر على صاحبه ، صديق السوء هو الشخص الذى لا يرغب فى أن يكون صديقه فى خير فيحثه على إرتكاب المعاصى والوقوع فى المحظورات والرذيلة ويرشده على الطريق السريع لإرتكاب المعاصى وتغلب دائماً على هذا الشخص الإنتهازية والمصحله ، فهو يستفيد من وقوع صديقه فى الأزمات بشكل مادى كبير بل ويكون وصل لمرحلة "ذل" صديقه فهو لديه من الأسرار الخاصة به ما يجعله يطأطئ الرأس خجلاً أمام كل من يعرفه كما أنه لا يمانع من "بيع" صديقه فى سبيل إتمام مصلحة ما على حساب الصديق الذى أمنه على نفسه وحياته حتى وإن كان الأمر يحمل الكثير من الضرر للصديق كما أنه شخص متلون فعند وجود مصلحة مع صديقة يجده أقرب الأقربون له ويتحدث بلهجة تحمل فى ظاهرها الخوف على الصديق وباطنها حب المصلحة والخيانة وعدم الأمانة والولاء ، فهذه العلاقات سريعاً ما تجعل صاحبها يتبوأ مقعده من النار فهو أخذ بيده إلى الطرق المظلمة والضياع ويصل الأمر فى الكثير من المرات للإدمان والعلاقات المحرمة وهو بالأساس إختيار خاطئ جعل من صاحبه هدف لصديق السوء عديم الثقة خائن الأمانة ، ولذلك يجب إختيار الرفيق قبل الطريق فصديق السوء مُظلل كاذب لا خير فيه ولكن لا يعنى ذلك أن نفقد الثقة فى الجميع فهناك نوع أخر من الأصدقاء وهو الصديق الصالح الذى يأخذ بيد صاحبه للجنة والعمل الصالح ، فهو شخص مطيع لربه بار بوالديه لا يعتدى على الحُرمات يسارع بكل خير وينصرف عن كل شر مُبغض للعصيان والذنوب ولا يحمل فى قلبه غِلاً أو حسداً لأى إنسان ، وهذا الصديق هو الإختيار الصحيح لرحلة العمر فهو من يذكرنا إذا غفلنا وتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصديق الصالح فقال : ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) فهو عكس الصديق الفاسد الخائن الذى يتغذى على فضائح الغير والتنقيب فى الأعراض والتحدث عنها بالسوء ورمى الناس بالباطل لتمضية بعض الأوقات والتسلية على حساب أعراض الأخرين ، فهو لا يتتبع عورات الناس ولا ينقب عن الفضائح بل يحث على الستر وينصح ويسلم الناس من لسانه ويده كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أنه بشوش الوجه لا يحمل فى قلبه غل أو حقد ، متسامح ، صبور ، كظم الغيظ ولا يخشى من إظهار نعم الله عليه وشكره عليها كما أنه يتمتع بسلامة القلب التى تجعله محبوباً من الجميع ، وبين الصديق الذى يهوى بصاحبه إلى الظلام والصاحب الى يأخذ بيد صاحبه إلى طريق الحق والنور نجد أن الإنسان مُعرض للتعامل مع الإثنين ولكن الأول يجب التخلص منه وإخراجه من إطار الحياة الخاصة لنا فهو شخص يجتهد ليجعلك تفقد حياتك الإجتماعية وتهتز صورتك وإحترامك أمام الناس وتفقد قربك من الله بينما الصديق الصالح هو الخليل المعين لك على الحياة صاحب الآمر بالمعروف والنهى عن المنكر المحافظ على الحق والأعراض ويراعى الله فى قوله وفعله وعنوان الفلاح الذى يأخذ بيدك من الشقاء إلى النعيم