البتول جمال تركي أظهر إحصاء صادر عن وزارة العدل السعودية، لعام 2014، أن حالات الطلاق التي شهدتها المملكة خلال العام الماضي بلغ حوالي ثلاثة أضعاف حالات الزواج وهذا مؤشر خطير يهدد المجتمع والأسرة السعودية. وفي دراسة قامت بها وزارة العدل ، مؤخراً، كشفت عن ارتفاع نسبة الطلاق في السعودية في 2013، لتصل وفق آخر التقارير الرسمية إلى أكثر من 35% من حالات الزواج، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18 إلى 22 %. هذه الأرقام مخيفة جداً وبتزايد مستمر وأوضحت الدراسة أنه هناك 33 حالة طلاق يومياً …فماهي الأسباب ؟ : هناك سوء اختيار أو جهل بطرق الاختيار وأيضاً الطقوس الاجتماعية والقبلية فهناك من لا يرى زوجته إلا بعد الزواج وتم الاختيار عن طريق الأم أو الأخت .عدم تدوين شروط الزواج في عقد النكاح من قبل المرأة والاكتفاء بلفظها وموافقة العريس على شروطها يجعله يتنصل منها بعد الزواج . الإقامة في بيت أهل الزوج وتسليط الضوء المركز من قبل أهل الزوج ومحاسبتها على كل كبيرة وصغيرة والتدخل في شؤونها الخاصة يفتح باب المشاكل فالذي بينها وبين الزوج عقد زواج وليس تأشيرة استقدام … وهنا تعتبر تدخلات أسرة الزوج بكل صغيرة وكبيرة سبباً في فساد العلاقة بين الزوج و زوجته. ضحالة الوعي الأسري وعدم معرفة الثقافة الحقوقية لدى المتقدمين للزواج من حقوق الزوجة على الزوج ومن حقوق الزوج على الزوجة من أكبر المشاكل التي تؤدي للطلاق. وإن السبب الأكبر والأهم هو فقدان الشاب للقدوة الصالحة بعدم توعية الأب لأولاده قبل الزواج وكذلك من ناحية الأم أمام ابنتها أو ولدها فهي قدوة أيضاً . فيكون الاهتمام مصوّباً وموجهاً نحو المظاهر وتجهيزات العرس فالعريس كل همه المهر والميزانية لحجز قصر الأفراح والولائم التي فاقت الإسراف في أغلب الأحيان ثم بعد الزواج يصحوا على جبال من الهموم والديون إذا كان من الطبقة المتوسطة في المجتمع ، وأما أهل الطبقة الغنية فهو غير مهتم بالطلاق لأنه لم يتعب في الأموال التي صرفت للزواج فيكون غير مبالي إن طلق . والعروس أيضاً مشغولة بفستان الفرح والتصوير للمباهاة بين أقربائها وزميلاتها لا أكثر . هل هذه هي الحياة الحقيقية للزواج ..؟ إن ابتعاد أفراد المجتمع عن الهدف الحقيقي للزواج هو ما أدخل المجتمع السعودي في دوامة الطلاق والمحاكم قال تعالى في الهدف الرئيسي من الزواج: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً (الروم: 21) إن السكون والسكينة والشعور بأن الزوج أو الزوجة رحمة وهدية من الخالق ونعمة لا تضاهيها نعمة أخرى بالوجود لأن الله تعالى وصفها (بالآية)… نحن بحاجة إلى تكثيف دوائر الوعي لدى الآباء والأمهات من جهة وإعادة مفهوم (السكن والسكينة) التي فقدها مجتمعنا فانتشر فيه فايروس يسمى الطلاق ولإن هدم أي مجتمع يبدأ بهدم الأسرة وهدم الأسرة متوقف على قرار فرد من أفرادها والأسباب أكثر من أن تدوّن. إن قدسية الزواج واحترام كل طرف للطرف الآخر مهما طالت بهم العشرة فإن خلع الزوجان ثوب الاحترام فقد أوجدا نافذة وسبباً لبداية مشاكل أخرى تؤدي في النهاية إلى الطلاق … هل أصبح الطلاق سُنّة ؟. والجميع يعرف بأن الزواج لا يخلوا من المشاكل والمكدرات ولكن الوعي الاجتماعي والتغاضي عن أمور الحياة البسيطة والسطحية ومعرفة دور ومسؤولية كل طرف في هذه الشراكة وتبادل العواطف الصادقة كفيل بأن يبني زواجاً ناجحاً …. وإنني أهيب بإدارة العلاقات العامة بوزارة العدل أن تخصص جزء من ميزانيتها لعمل برامج ودورات توعية للمقبلين على الزواج وتعلميهم طريقة وكيفية الاختيار وتكون هذه البرامج (أساسية) في القنوات الرسمية الإعلامية من تلفاز وصحافة ….لابد من وضع حلول تحدّ من تفاقم هذه الظاهرة وإيجاد لقاح لهذا الفايروس المنتشر. (يتبع في الجزء الثاني)