قلت في مقال سابق معنون : عن السياسة اثرثر , ومنشور بصفحتي الخاصة بالفيس بوك و تويتر وكذلك صحيفة السعودية اليوم, المبادئ والقيم والمثل والأخلاق وكل هذه المفردات البراقة هي في آخر أولويات السلم السياسي, كالطلاب المشاغبين و الكسالى دائما في آخر الصف؟! ففي السياسة المصالح ولا شيء غيرها, وهي الصخرة التي تتحطم عليها المبادئ والأخلاق و تتلون الأجساد والأفواه والمواقف؟ ولعل ما كتبته سابقا في المقال السابق - عن السياسة اثرثر – لا يختلف اخلاقياتة عن المشهد اليمني ودخول الحوثيين صنعاء امنين وعلى مرأى الجميع بمن فيهم الجيش وووالخ, ودون طلقة رصاص واحدة وهذا يطرح العديد من الاستفهامات؟! كما يجعلنا نرى اعداء الأمس اصدقاء اليوم ولا تجمعهم سوى المصالح. لاشك أن دخول جماعة الحوثي صنعاء تم بتواطؤ من قيادات عسكرية واتفاقات من تحت الطاولة الخبيثة, وتمدده في باقي المحافظات يتبع نفس السيناريو عدا من لم تتلطخ يداه وضميره بدم الوطن ومخرجات المبادرة الخليجية التي كفلت للثعلب – صالح – الخروج آمنا ودون حل حزبه, وهو اليد العابثة اليوم بالخارطة اليمنية مع عدو الأمس – الحوثيون – الذين جمعتهم قاعدة : عدو عدوي صديقي, وكلاهم عينه على الآخر. الحوثيون مجرد احجار على الرقعة تحركهم أياد عدة وهم وان استطاعوا التمدد اكثر فالفشل حليفهم, كونهم أولا ليس لديهم مشروع سياسي, وثانيا يحظون برفض شعبي كبير. دول الخليج العصا التي كانت يتكئ عليها صالح و بيت المال الذي لطالما " غرف " منه تارة بورقة القاعدة ومؤخرا بالبعبع الحوثي, باتت تؤمن بقلب صالح الذي لم يصلح العطار ما افسده جشع السلطة في تفاصيله واتضحت صورته ويداه وخسارته فادحة. الحوثي وإن تمدد سيسقط وذلك بعد تصفية الخصوم والانتهاء من اوراق اللعب, وسيلفظهم التاريخ والشعب اليمني الحر وستبقى اليمن مقبرة الغزاة.