(( كان خير جليس ...وبات بلا جليس ...))! ما أن ينتهي عام دراسي إلا وتحط سحابةً من شعور الغيظ والحزن فوقي تمارسني كلما رأيت كتاباً ممزق ...و أُردد حينها بيني وبين نفسي إنهم يشوّهون العلم بتشويه الكتاب إنهم يبادلون الجميل الذي قدمه لهم الكتاب بعقوق ونكران بل وجحود لا مثيل له .... وأردد بألم ما حفظته عن ظهر قلب من قول الجاحظ. (والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك، وإن هبَّت عليك ريحُ أعدائك لم ينقلب عليك، ومتى كنت متعلقاً به، ومتصلاً منه بأدنى حبل لم يضرك منه وحشة الوحدة إلى جليس السوء، وإن أمثل ما يقطع به الفراغ نهارهم وأصحاب الكفاية ساعة ليلهم نظرة في كتاب لا يزال لهم فيه ازدياد أبداً في تجربة وعقل ومروءة وصون عرض وإصلاح دين ومال ورب صنيعة وابتداء إنعام.) وهنا أتساءل كثيراً أليس ثمة ألية لحفظ تلك الكنوز ....لماذا نرمي بالكتاب في الطرقات وهو الذي أشعل الأضواء في طرقات حياتنا ...لماذا نحرق أوراقه وهو الذي أشعل لنا الأنوار في ميادين الظلام ...لماذا نُعلّم الطالب كيف يستفيد مما هو داخل الكتاب ولا نعلّمه كيف يحترم الكتاب ....؛ مؤخراً كانت ثمة طريقه تجبر الطالب على إرجاع جميع الكتب المدرسية في نهاية العام الدراسي ....وبذلك يستطيع الطالب أن يحصل على شهادة تخرجة وإلا فإنه سيُحرم منها في حال أنه لم يحضر الكتب أو في حال أنه أحضرها في حالهٍ غير جيدة ....لا أعلم حقيقة لماذا لم يستمر تطبيق هذا النظام ...!؟ والذي أعتقد لو أنه إستمر لما شاهدنا كل ذلك التعدي على منابع الثقافة ومواطن المعرفة وجسد ثقافتنا الحقيقيه الكتاب . استدراك / لا شيء أصدق من قول ... الرافعي ودولة السيف لاتقوى ........ ما لم تكن حالفتها دوله الكتب عتيق الجهني [email protected]