الوطن أرض الوطن عرض, نبض قلب ومحراب عشق وصدق لا يحمل الزيف لمن يؤمن بمعنى الأرض, وقيم المواطنة قولاً وعملاً, سعياً للارتقاء به والذود عن ترابه بشعور صادق لقيم المواطنة التي هي الانتماء أولاً للأرض و الاحتماء به . تلك القيم التي تجمعنا ونتقاسمها ونتنفس هواها معاً في وطن مزج ترابه بتكويننا الأزلي, لا فرق بين جنابته وجهاته وإنسانه, لابد أن يتساوى الجميع في حقوقهم وواجباتهم لكي نصل أولاً لمرحلة السلم والعدل الوطني الداخلي, وهذا الدور السياسي هو العلاقة المشتركة بين المواطن والحكومة ومناط بها تحقيقه, للحفاظ على السلم الوطني. لاشك أن فئة الشباب هم المستقبل الذي ينعقد عليهم الآمال لتحقيق وتنفيذ الخطط الإستراتيجية والبنى التحتية ويجب تأهيلهم علمياً ليكونوا على قدر الآمال والأحلام وهذا أحد أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث, وعلى القائمين على العملية التعليمية تنفيذ البرامج التي تستهدف الشريحة الطلابية الشبابية لترسيخ مفهوم المواطنة أولاً لأنها الركيزة والأساس المتين لشعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم, وهذا لا يكون إلا بالإيمان والإخلاص ممن حملوا الأمانة لتهيئة جيل الغد.إن للمملكة أرض وإنسان تجربة مازلنا تتجرع مرارتها مع الفكر التكفيري الذي غرر بشباب في عمر الزهور زاجاً بهم في كهوف من جهل مضحياُ بهم لأهداف تخدم غاياتهم الدنيئة في زعزعة الأمن وترهيب المواطن واستهداف الوطن تحت ذريعة الجهاد أو مضلة التكفير, ولا يخفى على الراسخين الأسباب والمسببات ومن يقف خلف خسائرنا في فلذات أكبادنا ومقدراتنا الوطنية.إن التعليم ومؤسساته هي مصانع التفريخ وخطوط الإنتاج لكل وطن, وهذه المؤسسة التعليمية هي نصب عيون التنظيمات التكفيرية والجماعات السياسية التي تجعل من إسلام المحبة والرحمة شعار تخفي خلفه وجهها القذر, وتسعى لبث سمومها من خلال مناهج وأنشطة لإستدراج الشباب ودس السم في العسل من خلال مفاصل قيادية خانت الأمانة وكانت أداة ووسيلة لتحقيق أهدافهم على أرض وطننا. وعلى القيادة السياسية وخصوصاً في الأوضاع الراهنة التي تحيط بالمنطقة العربية وتحوم شرورها على وطننا الأرض والإنسان, الالتفات و بتر السرطانات الخبيثة من أديم الوطن تعليمياً, وكذلك تحقيق قيم المواطنة من خلال علاقة مشتركة عادلة في الواجبات والحقوق بين المواطن والدولة. وكل عام الوطن بخير