لا يمكن لعربيٍ استمع للبيان الختامي للقمة العربية 24 في الدوحة إلا أن يضرب التحية و يرفع قبعتَه إعجاباً بإتقان صياغته وشموليةِ بيانه وعظيمِ حِكَمِه و اقبِ نظرِه لما يُصلح شؤون الأمةِ حالاً ومَآلاً. لكن هل تتعدى إرادةُ القادةِ الصياغة إلى أفعال.؟.لا يبدو ذلك. حتى إن رئيسها أمير دولة قطر ألمح، عندما كان يتابع تلاوةَ مساعدِ الأمين العام للبيان، فشكره على جُهدِ وحسنِ صياغته وتمنى لو يطبق القادةُ بنوده. لم تكن بيانات القمم قبل ثلاثة عقود بهذا التطويل والشمول. فهل زادت الأزمات أم تراجعت الهِمَم.؟. يبدو أن هناك علاقةً عكسيةً بين هوان الأمة وبلاغةِ بياناتِ قممها. فكلما عظُمتْ الصياغةُ إتقاناً وحكمةً وإبداعاً كلما كانت في قاعٍ سحيقٍ من أحوالها. تخدير الشعوب المغلوبة على أمورها بالكلام لا يستعيد ثقتَها. بل يشتري وقتاً فقط لانفجارها. Twitter:@mmshibani