كسر القارورة وكب الزيت ونثر الشطة في كل البيت فضل يعطس وماما تعطس وخرج يجري برا البيت اخويا عدنان الشيطان خلا عقل الماما يطير طول النهار لف ودوران ما في غير كب وتكسير هل تذكرون هذه الاغنية او الانشودة التي كانت واحدة من اغاني ذلك البرنامج المميز في بداية التسعينات الهجرية الذي كان واحداً من انجح برامج الاطفال الذي كان يعد ويقدم من تلفزيون المدينةالمنورة. او تلك الاغنية الشهيرة: عنب يا عنبي يا عنابي دا هدية من ارض بلادي عنب المدينة يا احبابي عناقيد بتلمع وتلالي ذكرني بكل هذا العمل الجميل ذلك الحوار الذي تابعته على القناة الثقافية يوم السبت الماضي مع ربان تلك «الاغاني» الفنان الطافح احساساً فنياً من مسام البيئة انه ملحن تلك الاعمال محمد النشار الذي كان في ذلك الحوار على بساطته وشفافيته قمة في التواضع حيث سجل بصوت كله ألم ما كان يلاقيه ولازال يلاقيه من تجاهل لنشاطه الفني الذي راح يسوقه مع كل جهات الاختصاص دون نتيجة يخلص اليها او يصل اليها. ان فوازير رمضان التلفزيونية كانت محل اهتمام المشاهد حيث كانت فرصة لتجمع أفراد الاسرة حول الجهاز للاستمتاع بتلك الحلقات ولا نعرف لماذا توقف برنامج الفوازير مع ان فنانا النشار يقول لديه فوازير معدة – للبث – ولكنه لم يجد طلباً له لهذا من أية جهة. ان قناة «اجيال» وهي التي فتحت للأطفال مجالات اكثر رحابة لتفتح أفق الطفل لجديرة بإعطاء هذه – الفوازير – اهتماما خاصاً لأنها فن له ابعاده في شحذ تفكير الطفل واعطائه فرصة أوسع في تنمية فكره ومعلوماته . ان واحداً كمحمد النشار استطاع ان يقدم لنا تلك الصور «اللحنية» النابعة من «البيئة» لجدير بالاهتمام به واعطاؤه الفرصة الكاملة لتقديم ما لديه من مخزون «لحني» أثبت من خلال ما قدمه بأنه مخزون ينطبق عليه ذلك القول :السهل الممتنع» ولا اظن ان الدخول في «دهاليز» الشركات الفنية الا أحد معوقات الاستفادة من قدراته – كملحن – اختص في أغاني الاطفال ذلك الاختصاص الذي نحتاج اليه بكل تأكيد. ان معاناته التي ذكرها في ذلك الحوار معه حيث طرق كل الابواب دون فائدة جعلته يعيش لحظة إحباط ومع هذا شعرت من خلال حواره ذاك بأنه لازال لديه بصيص أمل في ان يجد من يفتح له «الباب» اقصد باب التلفزيون ليقدم ما لديه من اعمال.ان «النشار» الذي اول مرة التقيته في منتصف الثمانينات الهجرية في منزله الذي كان في شرق مستشفى الملك في باب الشامي طيب الذكر على ما اذكر والذي يبدو لي انه لا يذكره هو الآن، وكان قادماً لتوه من تبوك كما اظن. كان في ذلك «السن» مشروع فنان وهو ما اثبتته الأيام. هي دعوة لحبيبنا رجل الاعلام الاول معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة لفتح باب «اجيال» للنشار لينشر ابداعه للطفولة الحبيبة.فهو القادر على فتح الابواب المغلقة امام القدرات الفنية بكل الوانها واطيافها. آخر الكلام الفن النظيف هو لحظة هدوء مع النفس. ولا اعتقد ان هناك فناً نظيفا وبريئاً كمخاطبة للأطفال.