كشف فنان العرب أنه يغني للشعراء بمقابل مادي ولا يجد في الأمر أي حرج كون متطلبات الأغنية في الفترة الحالية تختلف عن الماضي، وأصبح هناك منتج مهمته الدفع وهو الذي يتحمل جميع التكاليف والأعباء المادية حتى تصل الأغنية إلى الجمهور وقال في حديثه لإذاعة «صوت الخليج» إنه يأخذ الشيكات بشرط أن تعجبه الكلمات «هناك شيك وهناك كلمات وعندما تعجبني الكلمات آخذ الشيك ولا أنكر ذلك، وكل طرف يجب أن يأخذ حقوقه المادية والأدبية» وأكد عبده أنه يفتقد إلى زميله الراحل طلال مداح معترفا بأن رحيله أثر في الوسط الفني وذكر في حديثه المطول ل «إذاعة صوت الخليج» أن الأغنية السعودية «الصحيحة» كانت بدايتها منذ أن غنى طلال وتولى التلحين الموسيقي طارق عبدالحكيم حتى جاء جيله وأكمل المسيرة، وأوضح عبده أنه في الأعوام الماضية حاولت الصحف والمجلات إثارة خلافات وهمية بينه وبين طلال لأنها تريد أن تبيع و «تاكل عيش» بحسب تعبيره. وأثنى بصورة كبيرة على الأغنية اليمنية ووصفها بالمعين الذي لا ينضب من الجمل الموسيقية، كاشفا في الوقت نفسه أنه من أم يمنية وهذا الأمر سهل عليه كثيرا سبر أغوار التراث الصنعاني والعدني «عندما نعاني من ندرة في الجمل اللحنية في الجزيرة العربية فإننا نلجأ إلى التراث اليمني والفن الصنعاني على وجه التحديد متأثر بالغناء التركي وخاصة الإيقاع المركب وغناءه صعب جدا وهذا الغناء على الأصوات التهامية أندى وأرق وأطرب». مبينا أن أغنية «يا مستجيب للداعي» التي لاقت نجاحا كبيرا في الخليج لم تكن حديثة لأن كلماتها كتبت قبل 100 عام، وبعد أن أسست نفسي على هذه الألوان انفتحت على الأغنية المصرية ولم أتأثر بها كثيرا». كما اعتبر الغناء ل «أم كلثوم» يعتبر مغامرة غير محسوبة، ولم ينس أن يسلط الضوء على فترة لقائه بالملحنين محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي والموجي في بداية الستينات، وقال إن أحلامه في تلك الفترة كانت في نظرهم مجرد أوهام ساذجة وأن تعاونه مع الموجي اقتصر على ابتهالات دينية لأحد البرامج فيما كان تعاونه مع بليغ حمدي لم يكن فنيا بحتا ويندرج تحت إطار التعاونات التجارية، وذكر أن الراحل طلال مداح سبق أن غنى هو الآخر لعبدالوهاب ولم ينجح؛ لأن التجربة كانت تجارية. وشهد الحوار الإذاعي الذي امتد لنحو «ساعتين ونصف» عددا من الأسرار التي يفصح عنها فنان العرب للمرة الأولى في تاريخه حين كشف أن أغنية «ألا واشيب عيني» يعود مطلعها للملك فيصل رحمه الله ولها قصة، حيث طلب الملك من نجله الأمير عبدالله الفيصل أن يكمل القصيدة بعد أول بيتين في امتحان لشاعريته فأكملها ولم يكن الهدف من كتابتها حينها أن تغنى ولكنه غناها بعد وفاتهما. واعتذر عبده عن طلبات الجمهور في الغناء على الهواء لأنه لم يحضر العود معه إلى الأستوديو وإن كان الأمر يبدو مرتبا؛ كونه ينشغل بتسجيل عدد من الأغاني الحصرية ل «صوت الخليج» كما امتدح الملحن عبدالرب إدريس وأوضح أنه من القلائل الذين تفرغوا للفن وجمعوا بينه وبين الدراسة ولديه شهادة دكتوراه وهي حتما ليست من الشهادات «المضروبة» على حد قوله. وذكر محمد عبده أنه في بداياته في الستينات الميلادية لم يكن فنانا بل كان ملحنا ولم ينضج صوته إلا في منتصف السبعينات، حيث قدم في تلك الفترة ألحانا لا تنسى مثل «ظبي الجنوب، ما في داعي، وأبو شعر ثاير»: «بعد أعوام اكتشفت أنني في الستينات لم أكن ألعب بل قدمت أعمالا صنعتني كملحن، لأن الملحنين حينها يذهبون إلى الأصوات الناجحة والجاهزة وبعد أن نضج صوتي أصبحت أكثر استيعابا لألحان الآخرين». ولم ينس أن يشيد بالوقفة الصادقة التي وجدها في بداياته من الملحن عمر كدرس، وقال عنه إنه أول من احتضنه ووقف معه ومع ذلك لم يأت التعاون بين الطرفين إلا في الثمانينات من بوابة أغنية «ليلة خميس» التي حققت صدى كبيرا؛ كونها واكبت إقرار يوم الخميس إجازة أسبوعية في المملكة حينها، وكانت علاقته به مثل علاقة الأستاذ بتلميذه. وأنه بعد مشواره الطويل الذي قدم فيه ما يزيد على 1000 أغنية لا يزال يشعر بأن جميع الفنانين منافسين له، ولا يحبذ إطلاق النصائح لهم؛ لأنه لا يزال في طور العطاء والتنافس مع الجميع، وهناك كثير من البرامج التي تطلب منه التواجد في لجان التحكيم ولكنه يعتذر عن هذه المهمة. وأبدى رأيه في الأغنية الشبابية التي تشهدها الساحة في المرحلة الجارية حيث ذكر أن الأغنية تعيش مرحلة هدم، والفنانون الشباب لا يزالون يبحثون عن هويتهم مبديا تخوفه من ضياع الأغنية الشعبية كون الجيل الحالي لا يستطيع المحافظة عليها على حد وصفه «الشباب يبحثون عن النجاح السهل من خلال أغان ذات إيقاع سريع وتموت سريعا». وفي سياق حديثه عن جديده الفني ذكر عبده أن ألبومه القادم سيكون في الصيف وسيحتوي على أغنية «راحلة» من كلمات الشاعر ساري وألحان ناصر الصالح، وهو في طور التحضير لأغنية تحمل اسم «رايق» من ألحان عدنان خوج ولم يتبق له سوى «الكوبليه» الأخير لتصبح جاهزة. وبعيدا عن النوتة الموسيقية والقوالب اللحنية بين محمد عبده أنه من هواة متابعة الدوريات الأوروبية ومن عشاق النادي الأهلي السعودي ويهوى السباحة «لدي ماكينة جري في البيت أتفرج عليها كل يوم» .