اكتسبت المرأة أهمية كبرى في مجتمعي لا لشخصها وهمومها و قضاياها , بل لمجرد كونها امرأة و نظرة الكثيرون الخاطئة لها وفهمهم المغلوط للحديث الشريف الذي أكاد أجزم انهم قد لا يحفظون عن ظهر قلب غيره وما أن يتبادر إلى أذهانهم حتى يطيروا بالعجة فرحاً و طرباً بأنها ناقصة عقل و دين , حتى و إن كانت عالمة أو مخترعة أو طبيبة ناجحة أو أم مسئولة أو غير ذلك .وبعد البدء في التطبيق الفعلي لإرسال إشعار عبر الرسائل النصية لأولياء الأمور في حال مغادرة أو وصول أحد أفراد أسرهم من النساء تحديداً والأطفال , هذا النظام والإجراء الحازم الصارم أسعد الغالبية العظمى من الرجال وعزز بدواخلهم ثقافة (التتبع والتابع) و إلغاء استقلالية المرأة , وانها كانت ولا تزال مجرد تابعة لهم خانعة وخاضعة لجميع الشروط والوصايا التي فرضوهم فرضا عليها و لم يلزمهم بها الإسلام و إنما أوجدوها في شرائعهم الوضعية و اهوائهم الازدواجية التي تُحلل لهم ما تُحرمه و تُجرمه على المرأة. ولا شك أن هناك بعض النساء المستسلمات الخانعات لتسلط الرجل وهن من أرتضين على أنفسهن الذُل و المهانة و سلمن و استسلمن لتسلط الرجال عليهن و على جميع أمورهن الحياتية و الاجتماعية و العملية , وبصراحه أنا أرحمهن كثيراً و أشفق عليهن فقد يكون هذا الضعف وهذا الاستسلام نتيجة لبيئة و تربية خاطئة لم تعط المرأة حقها الذي شرعه لها الإسلام و حرمه عليها بنو البشر. فالرجل المتشدد ومحدود الوعي يردد على الدوام على مسامعها (انت ناقصة عقل و دين) بغض النظر عن المعنى الصحيح لذلك , فقط يردد (كالبغبغاء) الحديث الوحيد الذي يحفظه جيداً , وكيف يحفظ غيره وهو لا يقرأ ولا يفهم ولا يحفظ إلا ما يريد عقله الباطن المسجون في الظلام ويحفظه و لا يستطيع إلا أن يؤوله ويحمله على غير محمله و يردده على محارمه ويصنع منه تلك القوانين التي يرسمها في ذهنه على طريقته الخاصة ويبني على اساسها أسواراً عالية تحد المرأة من الحياة و تبعد الحياة عن المرأة . و في الحقيقة لم يفاجئني قرار الإشعار بالمتابعة عند الدخول والخروج للمرأة , لأن أمر الإشعار بالرسالة النصية جاء مُكملاً لضرورة موافقة ولي أمرها على سفرها وهذا هو الأساس. لكني تمنيت أن تتم المراقبة بتلك الدقة والحزم والنظامية في حال المرأة , و حياتها , وقضاياها , وهمومها ومشاكلها , فالمرأة كانت و لا زالت و ستظل وستبقى صاحبة (كيان مستقل) تماماً عن الرجل و هي مُكملة له وليست تابعة يسوقها و يقودها و يحركها أين و كيفما يشاء و يقرر و يريد.بالمقابل دعونا نتخيل كم بيتاً سيظل مفتوحاً وعامراً لو كان بإمكان أي زوجة سعودية ما أن تُسجل البيانات وتصل لها رسالة نصية تتبُعية في حال خروج ودخول زوجها إلى أرض الوطن أو خارجه ؟. فكم من زوج أوهم زوجته إنه مُرتبط بسفرة عمل عاجلة إلى دبي و في الواقع يكون (مُتبطحاً) في شواطئ بلدان «منتخبة « وسيئة السمعة.وبما أن خيالاتنا لازالت حُرة و مرتبطة بنا كنساء دون ولي مراقب ومتتبع اقترح أن يتم ربط المرأة بتقنية GPS لمتابعة ومراقبة تحركاتها بدقة أفضل داخل وخارج البلاد. rzamka@ [email protected]