وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من شخص مجهول بالنسبة لي رغم إنه ختم رسالته باسمه الثلاثي ورقم هاتفه النقال ! ولن أسرد لكم ما جاء فيها كاملاً لأن أمرها لا يهمكم أو يعنيكم في شيء، مثلي تماماً لا اكترث لأمر (مجهولي الهوية) بالنسبة لي ، لكني سأورد لكم (زبدتها) علكم تخففون عني هول المفاجأة ! مرسل الرسالة شيخ جليل فاضل بدأها بتحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله و بركاته) واستلمني بعدها و(دوش راسي) بسلسلة نصائح عظيمة وثمينة و كأنه (يمون) أو يعرفني شخصياً ! شيخنا الجليل وصفني على حد تعبيره وبالشريعة الإسلامية بأنني (ناقصة عقل و دين) وبأني إنسانة (ملعوب بعقلي وبفكري) لأني أكتب و أتطرق في كثير من الأحيان لبعض تجاوزات المحسوبين على التيار الديني و (الدعوة إلى الله والفضيلة) ! و حثني كذلك على الابتعاد عن (طريق الليبرالية الهالك) وإنه طريق الكفر الشيطان الذي يقود متبعه حتماً لا محالة إلى نار جهنم والعياذُ بالله ! وقبل أن ينهي رسالته جا يكحلها عماها وطينها و(طلب ايدي) على سنة الله و رسوله مالم أكن متزوجة أو (محصنة) على حد تعبيره. و ذكر لي بعضاً من مواصفاته المثيرة منها : (إنه متزوج من اثنتين) ويبحث عن زوجة ثالثة ! وإنه يصلي فروضه الخمس و يصوم ويحج البيت ،وقد ذكرني مشكوراً على إن المرأة مكانها في البيت ، وصوتها عورة ! ولم أفهم هذه الجزئية تحديداً من حديثه عله يقصد (صوت قلمي) أو إنه (مصاب بزهايمر) وقد كانت المعنية برسالته هذه (مذيعة) فاختلطت عليه الأمور والإناث واخطأ في العنوان ! الرسالة برمتها (فارغة) رغم طولها، ولا أدري كيف يفكر هذا المطوع (يا حليله) وكيف ينظر للمرأة وكأنها فاسدة مفسدة يجب حبسها في بيتها درءًا للمفسدة و للشبهات ! المرأة شريكة في البناء والتقدم الحضاري والمجتمعي و حصر دورها على السرير والطبخ و النفخ وتربية الأبناء (موؤدة) وهي حية في بيتها كأنها عورة أمر فارغ و غير متحضر اطلاقاً ، ومن لديه وجهة نظر اخرى فهو قطعاً وبلا شك إنسان متخلف و سطحي و رجعي ! انجازات المرأة السعودية على وجه الخصوص وتاريخها مشرق و مشرف جداً ، و دورها في وطنها الصغير (منزلها) ووطنها الكبير (بلادها) لا يقبل الشك أو التأويل ! أما بخصوص ما يتعلق بالليبرالية فهي ليست ديناً أن اتبعته تكفر بدين محمد ، ولن أزيد على ذلك ومن يريد أن يبحث عن معناها الحقيقي فليبحر في عالم الانترنت و الكتب ليعي و يستوعب ماهية هذا التوجه بشكله الصحيح و السوي. الشيخ الجليل (ع.غ) رحم الله (زوجاتك) المغلوب على أمرهن ، و رحم الله عقليتك و أفكارك السوداء الجاهلية عن المرأة و عن الليبرالية ! أهنئ بحياتك مع (زوجاتك) ولا تنسى ترسل لي دعوة لحضور (زفافك الثالث) على (ضحيتك الجديدة) المسكينة التي لا حول لها ولا قوة. لا حول ولا قوة الا بالله ! rzamka@ [email protected]